لم يستسلم الشاب نايف عمر العجلاني لمرض الاكتئاب الذي أصيب به قبل عدة سنوات، حينما ازداد وضعه سوءاً في عام 2014، بعد أن فقد اللذة والمتعة بكل شيء، وأصبح يشعر بالخوف وفقدان الثقة بالنفس، وقلق مستمر، واضطراب بالنوم، وإهمال لنفسه ولعمله، حيث بدأ يحب الانعزال بمفرده وسط تساقط الدموع دون بكاء.
وتفصيلاً، قرر "العجلاني" مراجعة إحدى الطبيبات المتخصصات في الأمراض النفسية والتي كان لها بالغ الأثر في تغيير حياته، وجعلته يشعر بالحب للحياة، حينها قرر أن يواجه تلك الحالة التي يمر بها بكل عزيمة وإصرار ورفض الاستسلام لتلك الأعراض التي بدأت تظهر عليه، وذلك بالتوكل على الله ثم بمساعدة العلاج النفسي والسلوكي المعرفي.
والتقت "سبق" الشاب "العجلاني" والذي تحدث عن المراحل التي مر بها قائلاً : مررت بحالة صعبة جداً كدت أن أفقد حياتي فيها، مرحلة لا أستطيع أن أصفها سوى أنها كانت تنبئ عن نهاية حياتي إما بالضياع أو الموت، لكنني استطعت بفضل الله تعالى ثم بفضل طبيبة متخصصة في الأمراض النفسية أن أعود لحياتي الطبيعية وأن أصبح إنسانا مثاليا وعنصرا ايجابيا وفعالا في مجتمعي، فبعد أن ساعدتني تلك الطبيبة بالعلاج النفسي والسلوكي المعرفي حتى وصلت لمرحلة التعافي - ولله الحمد - عندها قررت وبصفتي متعافياً من داء العصر "الاكتئاب" المرض الذي لا يعرف فقيراً أو غنياً، والذي انتشر في الآونة الأخيرة بشكل مخيف في العالم، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في ٢٠٣٠ سيكون المرض الأكثر انتشاراً، قررت أن اظهر للملأ وأكون مصدر إلهام وأمل لمرضى الاكتئاب وجعل المملكة العربية السعودية أقل نسبة للإصابة بمرض الاكتئاب من خلال عدة مبادرات قدمت بعضا منها والباقي يحتاج للدعم وتبني جهة حكومية لها مثل وزارة الصحة.
ويضيف: من هذه المبادرات إنتاج برنامج على حسابي الخاص عدد 4 حلقات مع بناء استديو وكان البرنامج من فكرتي وقامت بتطوير الفكرة إحدى شركات الإنتاج، كما قمت بتأليف كتاب ليكون محفزاً للرجوع للطب النفسي، وقد سردت فيه تجربتي، والحمدلله وجد رواجا أفضل مما كنت أتوقع.
ويقول العجلاني: سخرت حساباتي في مواقع التواصل للتعريف بالاكتئاب وان العلاج النفسي يساعد على التعافي وليس كما يشاع أنه يسبب إدماناً، ولي مقالات بهذا الشأن.
وأكد العجلاني أن لديه ندوة توعوية بمشاركة طبيب نفسي تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون بجدة سيحكي من خلالها قصته ورحلته من المعاناة إلى الإبداع.
وختم العجلاني حديثه بقوله : لازال بجعبتي الكثير ولكن انتظر الدعم وتبني رسالتي السامية التي تتلخص في تغيير مفهوم الطب النفسي لدى المجتمع ورفع الوعي النفسي وإزالة الوصمة الاجتماعية عن الطب والطبيب النفسي.
