أخبار عاجلة

"مكتبة عبدالعزيز العامة" تصدر أضخم كتاب توثيقي مصور عن القدس والمسجد الأقصى

أكدت على قيمة المحتوى العربي ثقافيًا ومعرفيًا

قدمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، عبر ممثلها في الندوة العلمية "المخاطر التي تواجهها الأرشيفات العربية وسبل التصدي لها"، دراسة بحثية عن وثائق وسجلات محكمة القدس الشرعية، تتضمن تقديم مشروع عربي مشترك، يشكل ورقة ضغط لحماية القدس الشريف من مشروع التهويد، بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.

الندورة نظمها الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف بالقاهرة 16-17 أكتوبر 2018م بمناسبة الاحتفال بيوم الوثيقة العربية تحت عنوان "القدس العاصمة الأبدية لفلسطين"، وشارك فيها عدد من الباحثين والأكاديميين المعنيين بالتأريخ والتوثيق للأماكن العربية والإسلامية والمعنيين بالقضية الفلسطينية.

ودعا نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد، والذي قدم الورقة، إلى إنشاء قاعدة بيانات على الإنترنت تتضمن صورًا رقمية لجميع وثائق محكمة القدس الشرعية، مع إيجاد روابط لجميع الدراسات والبحوث التي تناولت هذه الوثائق، موضحًا أن ذلك الأمر يمكن أن يحفز الباحثين في كل مكان لإعداد دراسات وبحوث مستفيضة عن محتويات هذه الوثائق.

ويبلغ عدد سجلات محكمة القدس الشرعية 820 سجلاً، تتكون صفحات كل سجل من 150 إلى 500 صفحة، وهذا يجعل من هذا الأرشيف أكبر مصدر موثق لمدينة القدس بما يقارب ربع مليون صفحة، بما يؤكد أن هذا الأرشيف يمثل ذاكرة مفتوحة وموثقة لمدينة القدس منذ عام 1528م، كما بينت الدراسة أن أرشيف محكمة القدس الشرعية من أقدم الأرشيفات في منطقة الشام ويمثل ذاكرة وشاهداً حقيقياً على تاريخ مدينة القدس منذ بداية القرن السادس عشر 1582م.

ويمكن من خلال هذه الدراسة تقديم مشروع عملي لحماية هذا التراث المعرفي والوثائقي بما يضمن حماية هذا الأرشيف ودراسة ما يحتويه، ويمكن لهذا المشروع أن يتم من خلال تحويل جميع محتويات الأرشيف لوثائق محكمة القدس إلى صيغة إلكترونية رقمية، وإنشاء مركز ترميم للوثائق، وإنشاء مركز بحثي فلسطيني لدراسة هذه الوثائق وتحليل محتوياتها ومقارنتها بالوثائق الأخرى، مع إرفاق الصور والخرائط من أجل توثيق متكامل لمدينة القدس.

ومن شأن هذا المشروع أن يقدم للعرب والمسلمين ورقة ضغط لحماية القدس الشريف من مشروع التهويد، وهذا المشروع يمكن أن تتبناه جامعة الدول العربية بالتنسيق مع دولة فلسطين ممثلة في السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية، ويمكن أن يتولى المشروع حصر جميع الوثائق الفلسطينية مثل وثائق محكمة الخليل والمحاكم والمجالس البلدية وغيرها، وكذلك حصر الوثائق الفلسطينية في الدول العربية والأجنبية والحصول على نسخ منها، وتحتفظ مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمجموعة جيدة من الوثائق الفلسطينية تم الانتهاء من فهرستها وتكشيفها.

الاهتمام بفلسطين المحتلة والقدس
واهتمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة منذ إنشائها بقضية فلسطين وتوثيق تاريخ القدس وعقدت المؤتمرات والندوات العديدة منها ندوة ومعرض مصور عن القدس في العام 1998م وفق السياق الذي تنتهجه المكتبة لحفظ الإنتاج الفكري العربي والإسلامي عموماً، والفلسطيني على وجه الخصوص، كنهج سائد للمملكة العربية التي أولت هذا الأمر اهتماماً بالغاً منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مروراً بجميع ملوك المملكة -رحمهم الله- وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

وستظل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تسخر جميع خدماتها ومشروعاتها لكل ما يخدم الثقافة العربية والإسلامية، ويعزز المشترك الإنساني والثقافي مع الحضارات العالمية الأخرى. وصولاً بالثقافة العربية والإسلامية التي أنبنت على منجزها الحضارات العالمية المعاصرة إلى مكانتها الطبيعية التي تفيض بالثراء الفكري والإبداعي والمعرفي.

ويشكل التراث العربي والمقدسات الإسلامية ركنًا أساسيًا من عمل المكتبة، ففي الشأن الفلسطيني تضم المكتبة قاعدة كبيرة من الكتب والوثائق والخرائط، كما أصدرت بشأن الأقصى كتابًا ضخمًا مصورًا عن كل الأماكن المقدسة والأماكن التراثية ومسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى ويتضمن مجموعة كبيرة من الوثائق والصور النادرة بعنوان "الأقصى".

ومن خلال التعاون بين المكتبة والأونروا تم إطلاق مكتبات الأونروا، حيث وفرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عبر مركز الفهرس العربي الموحد الإمكانية الفنية لأخصائيي المعلومات في برنامج التربية والتعليم، إذ تم استيراد بيانات آلاف الكتب وأوعية المعرفة الأخرى التي شكلت قاعدة بيانات المكتبات الفلسطينية من الفهرس العربي الموحد لتصبح مُتاحة عبر شبكة المكتبات الإلكترونية الخاصة بالأونروا.

الحفاظ على المحتوى الفكري العربي والإسلامي هدف إستراتيجي
وضعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة منذ تأسيسها قبل أكثر من 30 عاماً نصب عينيها، ومن ضمن أهدافها الإستراتيجية المعرفية، الحفاظ على المحتوى الفكري العربي والإسلامي بمختلف عناصره ومصادره الثقافية، وزيادة هذا المحتوى بما يتلاءم ومتطلبات المسؤولية الثقافية التي تقوم بها، وبما يتناسب وتحولات البنية المعرفية العالمية التي تستدعي زيادة المحتوى الفكري التقني رقميًا، وحضور هذا المحتوى لمن يطلبه من الباحثين والمعنيين والدارسين حول العالم.

أهداف المكتبة
وتشكلت أهداف المكتبة التي افتتحت في فبراير 1987 من عدد من الأهداف من بينها: توفير جميع أوعية الإنتاج الفكري وتنظيمها من كتب ودوريات، ومواد سمعية وبصرية، ومخطوطات في مجالات المعرفة المختلفة، ونشر المعرفة والثقافة والعلوم والاهتمام بالتراث العربي والإسلامي، والإسهام في إحيائه وتجديده، وتوفير الخدمات المكتبية والترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية، بما يحقق تطوير البحث العلمي بالمملكة، وبناء الإنتاج الفكري العربي وتوثيقه.

وتعمل المكتبة بكل دأب على نشر المعرفة والثقافة في المجتمع السعودى، مع التركيز على التراث الإسلامى والعربى وتاريخ المملكة ومؤسسها الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، وتعد المكتبة في الوقت الراهن بنية مكتملة الأركان من التجهيزات المتطورة والنظم الحديثة وأوعية المعلومات المتنوعة لتيسير وصول الباحثين والدراسين إلى كنوز المعرفة العربية والأجنبية.

المحتوى الفكري العربي
وعملت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، من خلال مشاريعها الثقافية المتنوعة، على توثيق المحتوى الفكري العربي، حيث إنها تضم بمختلف فروعها أكثر من ثلاثة ملايين مادة معرفية متنوعة ما بين الكتب والنوادر والوثائق والمخطوطات والخرائط والصور النادرة، كما تضع قواعد معلوماتية رقمية صلبة على الشبكة العنكبوتية عبر مشروع الفهرس العربي، والذي أطلقته لخدمة المكتبات والثقافة العربية والإسلامية، والذي شكَّل منذ تأسيسه نقلة نوعية في تاريخ العمل العربي والثقافي المشترك، وأسهم في جمع المحتوى الثقافي لأبناء الأمة، بحيث أصبح في مقدورهم الوصول إلى أمهات الكتب وكافة مصادر المعلومات في شتى المجالات بيسر وسهولة، ومن خلاله أُنشئت بوابات رقمية لمجموعة من مكتبات العالم العربي.

صحيفة سبق اﻹلكترونية