أخبار عاجلة

مقتل جورج فلويد: كيف تفوقت أفريقيا على أمريكا في حقوق الإنسان ومواجهة كورونا؟

مقتل جورج فلويد: كيف تفوقت أفريقيا على أمريكا في حقوق الإنسان ومواجهة كورونا؟ مقتل جورج فلويد: كيف تفوقت أفريقيا على أمريكا في حقوق الإنسان ومواجهة كورونا؟

مصراوي Masrawy

01:21 م الإثنين 01 يونيو 2020

كتبت- هدى الشيمي:

في السنوات الأخيرة الماضية، دق المجتمع الدولي ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع السياسي وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس الأمريكي دونالد .

والآن بينما تسجل البلاد 100 ألف حالة وفاة من المستجد، تجد المستعمرة البريطانية السابقة نفسها داخل دوامة من العنف العرقي، ويقول الخبراء الأمريكيون إن تعب المجتمع وشلله واضحان في حالة الصمت التي خيمت لعدة سنوات.

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في مقال نُشر على الموقع الإلكتروني، إن الولايات المتحدة تختبر هزة قوية الآن بعد انتشار مقاطع تعرض العنف الذي تتعرض له الأقلية السوداء على يد قوات الأمن والشرطة، إذ اشتعلت الاحتجاجات في مدينة مينيابوليس، أكبر مدن مينيسوتا، بعد انتشار مقطع فيديو لضابط شرطة يضغط بركبته على رقبة جورج فلويد، أمريكي من اصول أفريقية 46 عامًا، فيما أدان ترامب هذه الاحتجاجات وهدد بارسال قوات عسكرية، وكتب في تغريدة تعامل معها تويتر على أنها "تمجد العنف" (عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار!).

استهجن جيه سكوت فيتز، من ولاية مينيسوتا وأحد أعضاء الأغلبية العرقية البيضاء ما يفعله السود في الاحتجاجات، وقال: "بالتأكيد نفهم أن السود غاضبون من عقود الإساءة والإفلات من العقاب، ولكن ألا يمكنهم العثور على طريقة أكثر سلامًا مثل الركوع في صمت؟".

1

طالما استحوذ العنف العرقي الذي تشهده الولايات المتحدة على اهتمام العالم، ولكن التغطية والقلق بشأن ما يحدث للأقلية في أمريكا يتضاؤلات في الآونة الأخيرة لاسيما مع غياب أي إشارة على انتهائه قريبًا، حسب واشنطن بوست.

لفتت واشنطن بوست إلى أن بريطانيا عادة ما تهتم بشؤون مستعمرتها السابقة، ولكنها تأثرت بشدة جراء انتشار فيروس كورونا المستجد. قال أندرو دارسي مورثينجتون، الخبير الأمريكي المُقيم في لندن، إن البريطانيين كانوا يراقبون الأوضاع في الولايات المتحدة، ولاحظوا بعض الانتكاسات التي صاحبت انتشار الوباء، سواء سرعة انتشاره، ارتفاع مُعدّل البطالة، كثرة جرائم العنف، وباتوا يشعرون كما لو أن واشنطن لم تكن مستعدة أبدًا لحكم نفسها بشكل صحيح، وتوقعوا أنها ستلجأ إلى السياسات القبلية.

وصف ترامب، مُقدم برامج تليفزيون الواقع ومنظم سابق لمسابقات الجمال ورجل الأعمال، الدول الأفريقية ذات مرة بـ"الدول القذرة"، ولكنه الآن يستوحى أفكاره وينشر الأكاذيب كأي ديكتاتور أفريقي، مثل يحيي جامه من جامبيا، الذي ادعى أنه قادر على على علاج مرض نقص المناعة البشرية (الإيدز) باستخدام الموز وبعض الأعشاب وسمح باستخدام هذا العلاج ما تسبب في مقتل العديد من المواطنين.

اقترح ترامب حقن المُصابين بكورونا بمواد مُبيضة ومُطهرة واستخدام أشعة الشمس لقتل الفيروس التاجي، وزعم أيضًا إنه تناول هيدروكسي كلوروكوين الذي اُستخدم لعلاج الملاريا، رغم تحذير الأطباء من استخدام هذا العلاج للوقاية من الفيروس التاجي أو علاجه.

وفي الوقت نفسه، لفتت واشنطن بوست إلى أن الأمريكيين سيعانون من أجل الخروج من الولايات المتحدة وعبور الحدود، خاصة وأن سوء إدارة الفيروس التاجي والتوترات العرقية في البلاد جعلتهم أشخاص غير مرغوب فيهم.

2

تفكر بعض الدول في منح لجوء خاص للأمريكيين السود، قال مصطفى أوكونجو، عالم أنثروبولوجيا مُقيم في نيروبي، إن أعضاء الأغلبية العرقية البيضاء يشكلون مجموعات مليشيات مسلحة تطالب بإعادة السود إلى العمل مرة أخرى من أجل الطبقة الغنية.

وتابع: "يتعاملون مع العمال على أنهم رأس المال البشري، رغم الخطر الكبير على صحتهم حال عودتهم إلى العمل مع انتشار فيروس كورونا"، وهو ما اعتبره العالم عودة إلى الأيام التي كان فيها تجارة الرقيق والعبيد العمود الفقري للاقتصاد الأمريكي، وكان العبيد أصحاب البشرة السوداء هم العمال الأساسيون الأصليون، وتعامل البيض معهم باعتبارهم مخزون غير بشري.

3

قد تصبح أفريقيا وجهة مثالية للجوء، لاسيما بعدما تمكنت العديد من الدول الأفريقية من احتواء الفيروس من خلال التدابير المبكرة وابتكار الاختبارات التي سهلت الكشف عن الفيروس قبل انتشاره. وخير مثال على ذلك السنغال، التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون شخص ولكن حصيلة الوفيات جراء كوفيد-19 وصلت 41 حالة فقط.

قال أوكونجو، إن الجميع توقع أن تعم الفوضى في جميع أنحاء أفريقيا بسبب الفيروس، وهو ما اعتبره دليلاً على أن كونك شخصًا أسود في العالم لا يقتلك، ولكن كونك صاحب بشرة سوداء في الولايات المتحدة يقضي عليك.

ذكرت واشنطن بوست أن المنظمات الحقوقية والمشاهير والناشطين في حقوق الإنسان وحتى الطلاب يبذلون قصارى جهدهم ويفعلون كل ما في وسعهم لجمع الأموال ونشر الوعي بالأوضاع الصعبة للأقليات في الولايات المتحدة.

قالت شارلوت جونسون، ناشطة طلابية من ليبيريا، دولة في غرب أفريقيا، نجت من وباء إيبولا: "إنه من المحزن أن الأمريكيين ليس لديهم حكومة توفر لهم اختبارات فيروس كورونا، أو معونات شهرية تساعدهم على إطعام عائلاتهم، أكثر من 100 ألف شخص ماتوا جراء الفيروس، وتحترق المدن خلال الاحتجاجات، حياة المواطنين لا تهم هناك، خاصة إذا كانت حياة السود".

وتابعت: "الأمر يبدو كما لو أنهم في حالة فشل لا تنتهي".

مصراوي Masrawy