أخبار عاجلة

الكتابة بالنسبة إلي ليست هواية أو موهبة بقدر ما هي ضرورة

الكتابة بالنسبة إلي ليست هواية أو موهبة بقدر ما هي ضرورة الكتابة بالنسبة إلي ليست هواية أو موهبة بقدر ما هي ضرورة

محمد ناجي كاتب شاب من مدينة البويرة الجزائرية. طالب جامعي متخصص في العلوم الإنسانية. صدر له مؤخرا كتاب بعنوان "أوركسترا" عن دار الكافي للنشر والتوزيع والترجمة، فجمعنا به هذا الحوار.

 

بداية، كيف يعرف محمد ناجي نفسه للقراء؟

محمد ناجي هو شاب عشريني من مواليد 02 أوت 1997 بالبويرة، طالب جامعي تخصص علوم إنسانية. دخلت مجال الكتب كقارئ في سن الرابعة العشر، وها أنا بعد 8 سنوات وبعد قراءتي لما يفوق الخمسمائة كتاب أحاول ترك بصمة لشغفي وإيصال اختلافي وفلسفتي إلى جمهور القراء.

 

حدّثنا عن تجربتك في الكتابة؟

تجربتي قبل كل شيء كانت رحلة مع نفسي لاكتشاف الذات، فالكتابة بالنسبة لي لم تكن هواية أو موهبة بل كانت ضرورة.. ضرورة لاكتشاف نفسي أولا والتعبير عنها بكل ما تحمله من أفكار وتوجهات وحتى اختلافات. ثانيا وهذا المزيج الفضولي قادني لا إراديا إلى الارتباط بالقلم الذي أعطاني مجالا أوسع لإيصال رسائلي وترجمتها، والتي نتج عنها أول عمل وهو الكتاب المعنون بـ "أوركسترا".

 

ما هو تأثير كتابتكم على القارئ؟

كتاباتي مركزة على الجانب العميق للروح الإنسانية التي تلامس أي شغف للقارئ، فهو لن يقرأ لمجرد أن يتثقف أو يتعلم، بل إنه سيجد بين سطوري شيئا منه، شيئا من أحاسيس قلبه وأفكار عقله حتى يظن أحيانا أن كلامي موجه له بصفة خاصة... وهذا ما يضمن أن كل قارئ لأحرفي سوف يستشعر حديثي ويعيش نفس شعوري حتى ينسى أنه قارئ فقط.

 

ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية والأدبية؟

هي مزيج أدبي من عديد الأصناف، فقد جاءت بداياتي مع الكتب التي تركز على علم النفس وتطوير الذات مثل: حوار مع الذات الكلية لنيل دونالد وولش، قوة التحكم بالذات لإبراهيم الفقي، وجدد حياتك للإمام الغزالي

كما كانت أكثر الكتب تأثيرا علي هي أعمال الكاتب والدكتور مصطفى محمود رحمه الله: الشيطان يحكم، ورحلتي من الشك إلى الإيمان.

دون أن أغفل الأعمال التي أعطتني الكثير من الأحاسيس، مثل مؤلفات الشاعر محمود درويش وجبران خليل جبران وأدهم الشرقاوي.

كما كان للطابع الروائي بصمة أيضا في أعمال مثل حرب نهاية العالم لماريو فارغاس يوسا، مئة عام من العزلة لماركيز، أولاد حارتنا لنجيب محفوظ والجريمة والعقاب لدوستويفسكي.

 

هل تطالعون لأدباء جزائريّين، إن كان جوابكم نعم، من هم أبرز من تقرؤون لهم؟

لا أطالع للكتاب الجزائريين بصفة دائمة وكل ما طالعته هو مجموعة أعمال شبابية لاكتشاف وجهات نظر الشباب الجزائري.

 

ما هي قراءتك للمشهد الثقافي في الجزائر اليوم؟

المشهد الثقافي اليوم يفتقر إلى عديد الإستراتيجيات التي تخدم الفاعلين في هذا القطاع بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، فهو يشهد رداءة فكرية كبيرة سواء من بعض الكُتاب الذين أصبحوا يسعون نحو الشهرة فقط بتقديم أعمال خالية من معايير القيم الأخلاقية والمعرفية التي أثرت سلبا على واقع الثقافة اليوم. أضف إلى ذلك رداءة عملية النقد التي أصبحت مجرد انتقاد لكل من هب ودب، بالإضافة إلى بعض أشباه دور النشر التي تهتم بالجانب الربحي فقط دون أي اهتمام بإثراء وترقية المنتوج الثقافي وهذا ما أدى إلى تدهور التأليف والكتابة فالجزائر.

كما لا ننكر أيضا وجود الجانب الإبداعي لبعض الكتاب الذين يعملون على النهوض بالثقافة اليوم بمرافقة دور النشر التي تعمل بدورها على إيصال صوت الشباب المبدع باحترافية وضمير مهني وهذه الطبقة هي من تستحق الدعم حقا إن أردنا النهوض بواقع الثقافة اليوم.

 

ما هي أبرز المعيقات التي تواجه الكتابة الإبداعية اليوم، خاصة في ظل الانشغال بهموم الحياة اليومية؟

من وجهة نظري أعتقد أن أكبر معيقات الكتابة اليوم تنحصر بين المرء ونفسه، فكثير من الأعمال الإبداعية والكتاب المبدعين بقوا حبيسي دوائر الخوف ونقص الإيمان بأنفسهم فصنعوا بخوفهم هذا حاجزا لشغفهم اللامحدود وحكموا على كتاباتهم بأن تكون ضحية ظروفهم سواء المادية منها أو النفسية.

 

كيف كان تجاوبكم الشخصي وتجاوب القراء مع تصميم غلاف كتابكم "أوركسترا" وإخراجه الفني؟

غلاف الكتاب بالنسبة لي حمل المعاني الاسمية للكتاب والتي ترجمت صورة بشكل إبداعي.

أما عن القراء فقد لقي استحسان الأغلبية الذين أبدوا إعجابهم بهذا العمل الذي زادهم فضولا لمعرفة المحتوى الفكري الذي يختبئ وراء هذا الغلاف.

 

حدّثنا عن تجربتك مع دار الكافي للنشر والتوزيع والترجمة؟

صراحة دار الكافي تدار بطاقة شبابية بامتياز وهذا الأمر الذي شجعني على التعامل مع هذا الكيان الذي يوفر الظروف الملائمة لولوج عالم الكتابة لكل كاتب مبتدئ يطمح في إيصال أفكاره وأحاسيسه للقراء.

هذا ما التمسته في تعاملي مع هذه الهيئة، دون أن أنسى ذكر الجانب الأخلاقي الذي يميز كل القائمين على هذه الدار والذين يستحقون كل التقدير والشكر والتشجيع.

 

كلمة أخيرة توجهها حضرتكم لجمهور القرّاء؟

أريد أن أقول لكل من يقرأ الآن:

"اتبعوا شغفكم وتأكدوا أنكم مميزون... كل في مجاله". كما أشكر كل من شجع أحرفي وأعطاني الإلهام

لإنجاز هذا العمل..

 

حاوره: أيوب بنبري