أخبار عاجلة

ماذا بعد القفزة التاريخية للبطالة في الولايات المتحدة؟

مباشر- أحمد شوقي: جاء تقرير الوظائف الأمريكي مروعاً مع قفزة حادة لمعدل البطالة، لكن البيانات ستستمر في التدهور.

ويعني التباعد الاجتماعي وقلق المستهلكين وقيود السفر وما يصل إلى 40 مليون وظيفة مفقودة عدم وجود احتمال للتعافي على شكل حرف "V" والذي يمثل انكماشاً حاداً للاقتصاد يعقبه تعافياً قوياً، بحسب "جيمس نايتلي" في رؤية تحليلية عبر البنك الاستثماري الهولندي "أي.إن.جي".

20.5 مليون وظيفة مفقودة عبر قطاعات مختلفة

كما هو متوقع على نطاق واسع استنادًا إلى بيانات طلبات إعانة البطالة، رأينا فقدان 20.5 مليون وظيفة في الولايات المتحدة مع قفزة معدل البطالة إلى 14.7بالمائة، وهي نتيجة كارثية حقًا ناجمة عن تدابير احتواء "كوفيد-19".

وتظهر التفاصيل أن فقدان الوظائف كان أوسع من توقعات "أي.إن.جي" ومن الواضح أن تأثير الموجة الأولى لفقدان الوظائف لم يقتصر على البيع بالتجزئة والضيافة.

وخسر سوق العمل الأمريكي 7.7 مليون وظيفة في مجال الترفيه والضيافة، و 2.1 مليون في خدمات الأعمال، و 2.1 مليون في تجارة التجزئة، و 2.5 مليون في الصحة والتعليم، و 1.3 مليون في التصنيع، ومليون في البناء و مليون آخر في حكومات  الولايات والمدن المحلية.

27f7a88a21.jpg

 

قفزة البطالة وتراجع المشاركة في سوق العمل

البطالة التي يتم قياسها بالمسح الأسري، لم يرتفع بقدر ما تشير إليه ارتفاع عدد العاطلين عن العمل (زادت 15.9 مليون وظيفة خلال الشهر الماضي)، على الأرجح بسبب مشاكل التصنيف الذاتي وحقيقة أن بعض المتضررين قد فقدوا أكثر من وظيفة واحدة.

على سبيل المثال، الشخص الذي يعمل في متجر نهاراً وكمنظف في المساء لا يحسب إلا مرة واحدة في مسح الأسرة إذا فقد كلتا الوظيفتين، ولكن مرتين في تقرير الوظائف.

بدلاً من ذلك، قد لا يصنف الطالب الذي فقد للتو وظيفة بدوام جزئي على أنه عاطل عن العمل حيث أنه طالب وبالتالي خارج قوة العمل (بدلاً من ذلك يسهم في انخفاض معدل المشاركة في سوق العمل إلى 60.2 بالمائة).

وهذا يعني أن معدل البطالة هو الآن الأعلى منذ عام 1940.

كما أن هناك أيضاً إحصائية أخرى مفزعة هي أن 51.3 بالمائة فقط من الأشخاص في سن العمل لديهم الآن وظيفة، ومن المتوقع أن تكون أقل من 50 بالمائة في الشهر المقبل.

كما هو متوقع، هناك أيضًا قفزة كبيرة في متوسط ​​الأجور في الساعة بلغت 4.7 بالمائة على أساس شهري.

ومع فقدان 20 مليون شخص معظم من أصحاب الدخل المنخفض من حساب متوسط الأجور بالساعة، كان هناك انحرافاً كبيراً في بيانات الأجور للذين ما زالوا في العمل، لكن تجاهلها لأن لا أحد يحصل على زيادة في الأجور في الولايات المتحدة.

2146e956fa.jpg

ماذا عن القادم؟

بالنسبة لتقرير الوظائف لشهر مايو/آيار الجاري الذي سيتم نشره في 5 يونيو/حزيران، من المتوقع أن نرى فقدان نحو 12 مليون وظيفة.

ومع حقيقة أن البيانات يتم جمعها في الأسبوع الثاني عشر من كل شهر، لذا إذا افترضنا أن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية تصل إلى 3 ملايين في الأسبوع المقبل، فإن ذلك سيعطي إجمالي أربعة أسابيع حوالي 14.5 مليون - هذا سيمثل فقدان الوظائف بشكل متزايد في التصنيع والخدمات التجارية.

ومع ذلك، مع عودة النشاط للمزيد والمزيد من الولايات، سيزداد التوظيف في الاقتصاد بعد انعدامه تقريبا في أبريل/نيسان.

سيكون التوظيف مؤقتًا في البداية حيث يبدأ تجار التجزئة والمطاعم في فتح أبوابهم، كما سيتم وضع قيود للتباعد الاجتماعي كما هو الحال مع مطاعم "تكساس" التي تسمح فقط بـ 25 بالمائة من الحد الأقصى للتشغيل، و"جورجيا" تسمح بـ 10 عملاء لكل 500 قدم مربع.

كما أنه لابد من دراسة ما إذا كان المستهلكون لا يزالون قلقين إلى حد ما بشأن العودة إلى الحياة الطبيعية نظرًا للمخاوف الصحية، كما أن ما يصل ل 40 مليون عاطل عن العمل يعني أنه سيكون هناك طلب أقل حيث تضطر العديد من الأسر إلى التراجع عن الشراء.

لن تحتاج معظم الشركات إلى العدد المطلوب من الموظفين قبل وقوع وباء كورونا، في حين أن العديد من الشركات قد ترى ببساطة أنه ليس من المجدي اقتصاديًا فتحها في هذه المرحلة، كما سيتعين على قطاع البيع بالتجزئة المنتظم القيام بحسابات مماثلة حول ما يستحق إعادة فتحه من الأعمال.

خلاصة القول، مع إجراءات مكافحة كورونا والبطالة الجماعية سيكون من الصعب تعافي الاقتصاد سريعاً من الانكماش الحاد الذي يشهده، لذا فإن تراجع معدل البطالة إلى ما يتراوح بين 8 إلى 10 بالمائة في نهاية العام، من المحتمل أن تكون نتيجة جيدة.

مباشر ()

مباشر (اقتصاد)