مباشر - سالي إسماعيل: تمتلك عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون دوت كوم" نوع من الأعمال الذي يمكن أن يتوقع المرء ازدهاره في عصر الوباء، لكن الأمر لم يكن واضحاً تماماً مع إصدار نتائج أعمالها مؤخراً.
ومن المرجح أن تؤدي التحديات التي تواجهها "أمازون" لتلبية الطلب المتزايد على عروضها إلى تقليص أرباحها في المستقبل القريب، وفقاً لتحليل نشرته وكالة "بلومبرج أوبينيون" لخبير التكنولوجيا "تاي كيم".
وسجلت أمازون مبيعات بنحو 75.5 مليار دولار خلال الربع الأول من العام بزيادة 26 بالمائة عن الربع نفسه من العام الماضي، بعدما قام المستهكلون بعزل أنفسهم والتحول للإنفاق عبر الإنترنت بدلاً من المخاطرة بالإصابة بالفيروس في المتاجر.
ومع ذلك، كانت الأرباح دون توقعات محللي "وول ستريت"، حيث إن تكاليف الشحن ارتفعت بنحو 49 بالمائة من أجل تلبية العدد المتزايد من عمليات التسليم المطلوبة.
وتوقعت "أمازون" كذلك أنها قد تخسر أموالاً في الربع الحالي بسبب النفقات ذات الصلة بوباء "كوفيد-19" والتي قد تصل إلى 4 مليارات دولار أو أكثر.
ويبدو أن مؤسس أمازون والرئيس التنفيذي للشركة "جيف بيزوس" أدرك أن المساهمين لن يكونوا متحمسين للغاية إزاء توقعات أرباح الشركة، وبالتالي شجعهم بدلاً من ذلك على النظر إلى الصورة الأوسع.
وقال بيزوس في نتائج أعمال الشركة عندما أوضح إن الإنفاق الإضافي كان مطلوباً لحماية الموظفين وتسليم المنتجات إلى العملاء: "إذا كنت تمتلك أسهماً في أمازون، فعليك الانتظار، لأننا لا نفكر في الأمور الصغيرة".
وأضاف أن الشركة ستعزز إجراءات السلامة؛ بما في ذلك معدات الحماية واختبار الفيروس وزيادة تدابير التباعد الاجتماعي داخل المخازن التابعة لها.
وأكد أن أمازون وظفت حالياً 175 ألف عامل إضافي، كما أشارت في مارس/آذار وأبريل/نيسان.
ومن بعض النواحي، فإن الإنفاق الإضافي يُعد بمثابة قرار حكيم.
وفي الوقت الذي تتعرض فيه غالبية الشركات للدمار، فلن يكون من الحكمة تحقيق أرباح بمليارات الدولارات على حساب موظفي أمازون، وخاصةً في ظل مواجهتها انتقادات بسبب ممارساتها في العمل والسلامة.
ولكن بعيداً عن القوى العاملة، يمكن للصعوبات اللوجيستية ذات الصلة بالتعامل مع الوباء أن تؤدي إلى المزيد من المشاكل في أماكن أخرى.
وهناك شيئاً يجب ملاحظته وهو تزايد عدم الرضا بين العملاء التجاريين لأمازون والذين يقومون بالبيع على منصات السوق الخاصة بهم.
وتعرض هؤلاء البائعين للضغط، حيث أعطت أمازون الأولوية لتخزين وتسليم العناصر الأساسية مثل المواد الغذائية المنزلية والإمدادات الطبية، مما تسبب في أوقات تسليم أطول وحالات تأخير في الوفاء بالطلبيات.
وعلاوة على ذلك، أفادت صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" في الأسبوع الماضي بأن موظفي أمازون استخدموا بيانات بائع الطرف الثالث لتطوير منتجاتها المنافسة.
وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يتعارض مع ما تعهدت الشركة بشكل علني بألا تفعل هذه التدابير.
وقالت أمازون إنها بدأت تحقيقاً داخلياً في الوقائع المشار لها في الصحيفة.
وتكمن المشكلة بالنسبة لأمازون في أن البائعين لديهم الآن بديل فعلي للذهاب إلى مكان آخر.
وعلى مدى العام الماضي، قامت شركة "شوبيفاي" بتكوين شبكة تسليم خاصة بها والتي تسمح لعملائها شحن الصناديق المغطاة بالعلامة التجارية الخاصة بهم.
وتقول الشركة الناشئة إن إجمالي المبيعات عبر الإنترنت لقاعدة عملائها في الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثانية بعد أمازون، مما يمكنها من التنافس.
وإلى جانب انخفاض هيكل الربحية، نتيجة النفقات المرتفعة وتكاليف الشحن المتزايدة، يمكن أن تصبح الخسارة المحتملة لبعض البائعين ذوي الهامش المرتفع مشكلة حقيقية إذا بات هذا الوضع أكثر استمرارية.
ولم تكن أمازون شركة التكنولوجيا الكبيرة الوحيدة التي خيبت آمال السوق يوم الخميس، حيث أعلنت شركة "آبل" نتائج أعمالها الخاصة، والتي أبلغت عن هبوط في مبيعات قطاع الآيفون بنحو 7 بالمائة خلال الربع المنتهي في مارس/آذار الماضي.
كما لم تقدم مصنعة الهواتف الذكية، على غير العادة، توقعاتها عن الربع الحالي وهو الأمر الذي يبدو أنه أزعج المستثمرين، حيث تراجع السهم في تداولات ما بعد الجلسة.
وكما ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، تواجه "آبل" اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد وضعف الطلب على هواتفها الذكية هذا العام، وهذه مشكلة مزدوجة.
مباشر (اقتصاد)