أخبار عاجلة

الوجه الأخر للرأسمالية.. لماذا لا نحمي الموظف ونخفض رواتب المديرين؟

الوجه الأخر للرأسمالية.. لماذا لا نحمي الموظف ونخفض رواتب المديرين؟ الوجه الأخر للرأسمالية.. لماذا لا نحمي الموظف ونخفض رواتب المديرين؟

مباشر - سالي إسماعيل: "بالنسبة للرأسمالية، الحرب والسلام هما بمثابة عمل، ولا شيء سوى العمل".. هذه هي أحد المقولات الشهيرة لزعيم اشتراكي ألماني يدعى "كارل ليبكنخت"، والتي تجسد رؤية المعارضين للرأسمالية.

لكن على خلاف المألوف، ومع تفاقم أزمة التي تهدد بضياع ملايين الوظائف والأجور، فإن تصرفات العديد من دول العالم وكذلك الشركات الكبرى ومتعددة الجنسيات تكشف النقاب عن الوجه الآخر للرأسمالية.

والرأسمالية هي عبارة عن نظام اقتصادي يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتشغيلها من أجل تحقيق الأرباح، بحيث يكون الأفراد غير مقيدون والسوق حرة بشكل تام.

وفي سياق هذا الذعر بشأن الوظائف والأجور، بادرت شركات عالمية بإعلان عدم اعتزامها تسريح العمالة وأخرى قررت خفض الأجور لكن مع التعهد بالتعويض المصحوب بالمكافآت قبل مرور عام، وهناك كذلك من قرر منح موظفين الخط الأمامي - المجبرين على التعامل مع العامة - مكافآت كنوع من التعويض.

وبحسب خريطة جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية، تجاوز عدد المصابين بالكورونا حول العالم 800 ألف شخص من بينهم 165 ألف مصاباً أمريكياً، كما يقترب عدد الوفيات عالمياً من 40 ألف شخص.

الحكومات تركز على الأسر

ومع تدهور الأوضاع داخل الولايات المتحدة - الدولة الأكثر إصابة عالمياً بالفيروس المميت - باتت أولوية الرئيس الأمريكي دونالد تتمثل في إنقاذ حياة المواطنين ما جعل الاقتصاد يأتي بالمرتبة الثانية في قائمة أولوياته، وهو ما يعتبر بمثابة تحول عن رغبته السابقة في إعادة فتح البلاد في أسرع وقت ممكن.

ووسط مساعي دعم الاقتصاد الأمريكي المنهك بتداعيات مكافحة "كوفيد-19"، أقرت الولايات المتحدة مؤخراً أكبر حزمة تحفيز في التاريخ بقيمة تتجاوز تريليوني دولار من بينها أموالاً مخصصة لمساعدة الشركات الأكثر تضرراً إضافة إلى توسيع دائرة المستفيدين من إعانات البطالة وكذلك منح شيكات لبعض شرائح الأفراد والأسر.

وفي محاولة أخرى، قررت البريطانية تحمل سداد حوالي 80 بالمائة رواتب الموظفين غير القادرين على العمل بسبب الكورونا لمدة 3 أشهر، وسط مساعي البلاد لحماية الوظائف ومنع عمليات تسريح العمال.

ولم تتوقف محاولة احتوء أزمة السيولة النقدية الناجمة عن تدابير مكافحة "كوفيد-19" - كإغلاق المدن وتوقف الأعمال - عند هذا الحد، بل على العكس قررت صانعة السيارات الأمريكية "جنرال موتورز" تقليص أجور الموظفين بشكل مؤقت على أن يتم تعويضهم عن هذه المبالغ المخفضة بالإضافة إلى فوائد في موعد أقصاه منتصف مارس/آذار من العام القادم.

وفي إجراء مماثل، قرر كبار المسؤولين التنفيذين لشركة "فورد" تأجيل الحصول على 20 إلى 50% من رواتبهم لمدة خمسة أشهر على الأقل دون المساس بأجور الموظفين العاديين أو إعلان عمليات تسريح.

وتعهد رئيس بنك "مورجان ستانلي" بعدم خفض القوى العاملة في عام 2020 مع التأكيد في مذكرة موجهة إلى الموظفين بأن وظائفهم آمنة.

وفي رسالة مطمئنة من "بنك أوف أمريكا" - الذي لديه أكثر من 200 ألف موظف - قال المصرف الاستثماري: "لا نريد أن يقلق الموظفون لدينا بشأن وظائفهم هذا العام، سوف نستمر في دفع الأجور للجميع حتى من لا يستطيعون العمل من المنزل".

بيد أن بنك "جي.بي.مورجان" قرر منح بعض الموظفين علاوة لمرة واحد تصل إلى ألف دولار بهدف مساعدة الموظفين الذين يعملون في الفروع ومراكز العمليات مع الجمهور على تخفيف صعوبات العمل مع مخاوف الكورونا.

وفي تتبع لنفس الخطى، قررت شركة الوجبات الغذائية السريعة المالكة "يم براندز" منح مديري المطاعم البالغ عددهم 1200 مدير مكافآت لمرة واحدة بقيمة ألف دولار مقابل جهودهم

وفي سبيل تحقيق ذلك، قرر الرئيس التنفيذي للشركة لمطاعم كنتكي وبيتزا ها وتاكو بيل وهابيت برجر "ديفيد جيبس" التخلي عن كافة تعويضات الأجر لبقية عام 2020.

ومن المتوقع أن تصل خسائر الشركات العالمية إلى 12 تريليون دولار، بفعل تفشي الكورونا، لكن هذا لم يمنع مباردات رؤساء هذه الكيانات الخاصة من إظهار المسؤولية تجاه الموظفين والمجتمع ككل.

وقام أكثر من 20 رئيس تنفيذي في بعض الشركات بمختلف القطاعات بالاستجابة لهذه الأزمة من خلال خفض أجورهم، معظمهم من قطاع الطيران.

وتعتبر شركات الطيران على رأس القطاعات الأكثر تضرراً من "كوفيد-19"، بعدما أعلنت الغالبية العظمى من الدول حول العالم تقييد حركة السفر في محاولة لمنع تفشي الفيروس المميت.

ومن بين هذه الحالات، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا "إد باستينان" والذي قال: "كما ذكرت في الأسبوع الماضي، قمت بخفض راتبي بنسبة 100 بالمائة خلال الأشهر الستة المقبلة، لقد اختار أعضاء مجلس الإدارة التنازل عن أجورهم لمدة 6 أشهر قادمة كذلك".

وقرر الرئيس التنفيذي لشركة ألاسكا للطيران "براد تيلدن" خفض راتبه الأساسي إلى الصفر، فيما تخلى الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد "أوسكار مونوز" والرئيس "سكوت كيربي" عن راتبهما الأساسي على الاقل حتى يونيو/حزيران عام 2020.

وتحمل الرئيس التنفيذي لشركة ساوث ويست "غاري كيلي" خفضا نسبته 10 بالمائة في أجره، فيما يشهد راتب الرئيس التنفيذي لشركة جيت بلو "روبن هايز" خفضاً قدره 20 بالمائة في أجره.

ومن المقرر أن يتعرض راتب الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية "ويلي والش" إلى تخفيض 25 بالمائة، فيما تعهد مؤسسا شركة ليفت "جون زيمر" و"لوغان غرين" بالتبرع بكامل أجورهم حتى شهر يونيو/حزيران القادم.

وخفض الرئيس التنفيذي لصانعة السيارات "فيات كرايسلر" راتبه إلى النصف لمدة ثلاثة أشهر، فيما قرر رئيس الشركة التنازل عن كامل أجره حتى نهاية العام.

ومع تسريح نحو 10 بالمائة من القوى العاملة في مجال الطيران بشركة "جنرال إليكتريك"، من المقرر أن يتنازل الرئيس التنفيذي "لورنس كولب" عن راتبه بالكامل لكن من غير الواضح ما إذا كان المقصود راتبه الأساسي فقط أو الدخل بأكمله.

وكذلك قرر نائب رئيس الشركة الأمريكية والرئيس التنفيذي لوحدة الطيران تقليص رواتبهما إلى النصف.

وسيشهد راتب الرئيس التنفيذي لشركة ديزني "بوب تشابيك" على خفض 50 بالمائة في أجره مع خفض 20 بالمائة في رواتب المديرين التنفيذيين بأكملهم اعتباراً من 5 أبريل/نيسان.

وقرر الرئيس التنفيذي لشركة كولومبيا للملابس الرياضية "تيم بويل" خفض راتبه البالغ 3.3 مليون دولار إلى 10 آلاف دولار من أجل دعم الموظفين المتضررين من إغلاق متاجر الشركة.

ويجدر الإشارة إلى أن هذه التخفيضات في الأجور تتعلق بالراتب الأساسي فقط، والتي في الغالب تكون نسبة قليلة من إجمالي دخلهم الذي يحققونه بعد إضافة الحوافز والمكافآت.

مباشر ()

مباشر (اقتصاد)