مع تزايد أوجاع كورونا.. كيف يرى المحللون اتجاه أسواق الخليج؟

مباشر- محمود جمال: استطلع "مباشر" آراء محللي أسواق المال حول وجهة الأسواق الخليجية خلال جلسات الأسبوع الجاري وسط تزايد انتشار على مستوى العالم والتي خيمت على مؤشرات الاقتصاد العالمي كافة.

وتوقع المحللون، أن تشهد أسواق الأسهم الخليجية  مزيدًا من التراجع خلال جلسات الأسبوع الجاري وسط عودة معظم الأسهم العالمية والنفط للهبوط تزامنا مع تزايد حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا على مستوى المنطقة والعالم ككل.

بنهاية جلسة الخميس الماضي تراجعت أغلب أسواق الأسهم الخليجية عدا ،كما تراجعت الأسهم الأمريكية والأوروبية بنهاية جلسة أمس الجمعة مع تأثر المستثمرين بدخول الاقتصاد العالمي بمرحلة الركود بسبب تفشي فيروس كورونا. كما هبطت أسعار النفط بأكثر من 5 بالمائة للسبب ذاته.

وعالميا، بلغ عدد المصابين بالفيروس نحو 645.68 ألف مصاب فيما بلغ عدد الوفيات 29.97 ألف حالة، ووصل عدد المتعافين نحو 139.55 ألف حالة. فيما سجلت دول الخليج حتى الآن أكثر من 2600 حالة إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 12 حالة وفاة. ورصدت السعودية أكبر عدد من الإصابات حيث بلغ 1203 حالة.

الضغط المستمر

وتوقع الخبير الاقتصادي علي الحمودي لـ"مباشر"، أن يستمر الضغط على الأسواق الخليجية في بداية التداول يوم الأحد، وذلك مع إغلاق المؤشرات الأمريكية والأوروبية على انخفاضات كبيرة يوم الجمعة الماضية.

وأشار الحمودي، إلى أنه في الوقت الحالي لا مفر من استمرار ضغط  تباطؤ الحركة الاقتصادية العالمية وتراجع النفط إلى مستويات متدنية جديدة على نفسية الأسواق الخليجية في الجلسات القادمة.

وأضاف: "نأمل بالنسبة للأسواق الإمارتية أن تسهم مبادرات حزمة دعم البنوك العاملة بالدولة للمتعاملين في أسواق المال في الحفاظ على استقرار أسواق الأسهم، وإعطاء الأسواق عمقاً إضافياً في مواجهة التحديات العالمية وانعكاساتها على الأسواق عموماً".

وأطلقت الحكومات بدول الخليج مؤخرا حزم تحفيزية اقتصادية، إضافة إلى قرارت هيئة الأوراق المالية والسلع لدعم أسواق الأسهم المحلية، والإجراءات بشأن تأجيل أقساط القروض للأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة كذلك تخفيض معدل الفائدة من قبل البنك المركزي.

إجراءات إحترازية

وقال ممدوح النقيب، الاستشاري في إدارة الأعمال والخبير الاقتصادي لـ"مباشر"، إن رغم كل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها دول العالم ومنها دول الخليج الا أن أعداد المصابين بعدوى فيروس الكورونا في تزايد مما يؤدي الى تصاعد في حدة الإحراءات التي تتخذها الدول في محاولة احتواء انتشاره.
 
وأشار إلى أن مع تصاعد تلك الإجراءات يتزايد الشلل المؤقت في الحركة الاقتصادية حيث أن معظم الشركات علقت أعمالها وأغلب الحكومات أوقفت مشاريعها وتوقفت الاستثمارات في معظم القطاعات على سبيل المثال السياحة توقفت تماماً.
 
وبين أن المحال التجارية اغلقت وتوقفت حركة البيع و الشراء فيما عدا المواد الغذائية والدواء و المستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الآن يدور في فلك الحروب وهي بالفعل حرب على فيروس كورونا .

ولفت إلى أن الهلع لا يزال يسيطر على المستثمرين وشهية المخاطرة شبة معدومة لدى الجميع بالاضافة لتأثيرات الانخفاض الحاد في أسعار النفط، مشيرا إلى أنه على الجانب الآخر تبذل الحكومات جهوداً ضخمة لضخ حزم تحفيزية لتخفيف الآثار المدمرة على الشركات و الاقتصاد ككل.

وأوضح أن أسواق المال بالمنطقة تقبع حاليا في المنتصف بين محاولات التحفيز و التأثيرات السلبية لمكافحة انتشار الڤيروس، موضحا أنه لا يوجد اتجاه محدد للأسواق حيث اثبتت كل الحزم التحفيزية انها مؤقتة.
 
وأشار إلى أن الاتجاه النزولي لا يزال هو الغالب حتى مع وصول أسعار الكثير من الشركات لمستويات مغرية جداً من حيث مكررات الربحية، مؤكدا أن التحفظ من المستثمرين و حالة اللا يقين هي المسيطرة حتى الآن.
 
وتوقع أن يكون هناك بعض الاستثناءات القليلة في بعض الشركات من خلال الشراء المؤسسي بأسهمها، مشيرا إلى أن آي ارتدادات قادمة بالأسواق هي ارتدادات مضاربية مؤقتة ولا تعكس التوجه العام فجميع الاسواق الآن في اتجاه نزولي.
 
وأوضح أن حالة الترقب مسيطرة على الجميع في انتظار خبر جوهري عالمياً في ما يخص القدرة على احتواء انتشار الڤيروس أو ايجاد علاج فعال او لقاح ناجح. لافتا إلى أن التحليل الأساسي و الفني الآن للشركات على حده قد لا يكون هو العامل المؤثر في اتخاذ اي قرارات.

صدمة الانتشار

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد راشد مدرس بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، أن استمرار انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع سيلقى بظلاله السلبية على الأسواق الخليجية مثلها مثل بقية أسواق العالم التى لم تفيق حتى الآن  من صدمة انتشار الفيروس.

وقال إن تلك الأجواء تسيطر على الأسواق أيضا بسبب التراجع الكبير فى أسعار النفط الذى يعد المصدر الرئيسى  للدخل فى الاقتصاديات الخليجية مما سينعكس سلبا على خطط وبرامج الدول التنموية مستقبلا مما يجعل المستقبل يحيطه بعض الغموض وعدم اليقين.

وأشار إلى أن تلك الأجواء تزيد الذعر والهلع بين المستثمرين الذين سيتجهون فى الغالب إلى البيع بالبورصات الخليجية للاستثمار فى الذهب وأدوات الدين الثابت فى ظل موجة الهبوط المستمرة عموما بالأسواق المالية ووسط عدم وجود أى بادرة لظهور لقاح أو علاج حتى الآن  لهذا الفيروس.

تحفيزات مؤقتة

وبدوره، قال مينا رفيق مدير البحوث في شركة المروة لتداول الأوراق المالية إن أغلب الاسواق العالمية و العربية شهدت ارتداده على مستوى تداولات الأسبوع الماضى وكانت بدافع من التحفيزات التى اتخذتها الحكومات سواء كانت نقدية أو مالية أو تدخل مباشر فى الاسواق المالية.

وأشار إلى أنه مع استمرار تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا خارج الصين مما يهدد دخول الاقتصاد العالمى فى مرحلة الانكماش وتخفيض تقديرات النمو الاقتصادى فى أغلب الدول مع ضعف الطلب على النفط فى ظل زيادة المعروض بعد عدم الوصول إلى اتفاق أوبك.

وأضاف إن تلك العوامل تجعل الرؤية ضبابية حول ما إذا كانت ارتدادة الاسبوع الماضى بمثابة تصحيح للاتجاه الهابط أو تكوين قاع و نهاية الاتجاه الهابط و هذا يتوقف على وجود لقاح للفيروس ووصول منظمة الاوبك إلى اتفاق جديد قبل نهاية السنه الماليه الحالية أو وصول الازمه إلى النصف الأول من السنه المالية القادمة خصوصا ان دائما الاسواق المالية تعكس التقديرات المستقبلية و ليست الحالية.

ترشيحات:

اللون الأحمر يخيم على الأسواق العالمية اليوم

محدث.. "داو جونز" يسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ 1938

صندوق النقد يتوقع خفضاً حاداً لنمو اقتصاد أفريقيا جنوب الصحراء

رئيس "بلاك روك": حان وقت شراء الأسهم

مباشر (اقتصاد)