مباشر - أحمد شوقي: يبدو أن الانهيار الحالي لأسعار النفط نتيجة لضغوطات حرب الأسعار بين كبار المنتجين وفيروس كورونا شيئاً لا يذكر بالنسبة لما يتوقعه محلل في "وول ستريت".
ويتداول سعر الخام الأمريكي "نايمكس" أدنى 23 دولاراً للبرميل في الوقت الحالي عند أدنى مستوى منذ 2002.
ويقول "بول سانكي" العضو المنتدب في "ميزوهو" للأوراق المالية عبر مذكرة للعملاء نقلها موقع "ياهو فايننس" إن الأسوأ لم يأت بعد لأسعار النفط التي قد تنخفض أدنى الصفر.
وأدى وباء "كوفيد-19" إلى توقف الاقتصاد الأمريكي والعالمي مع دعوات البقاء في المنزل، والتباعد الاجتماعي بين الناس وإلغاء السفر غير الضروري، وبالتبعبة أدى التباطؤ الحاد في النشاط الاقتصادي إلى تقليص الحاجة إلى النفط.
وفضلاً عن ذلك، قامت السعودية مؤخرًا بخفض أسعار النفط وزيادة الإنتاج بعد أن رفضت روسيا الانضمام إلى أوبك في تعميق خفض الإمدادات.
والنفط هو سوق يشهد طلباً يبلغ نحو 100 مليون برميل يومياً، لكن من الممكن أن التداعيات الاقتصادية من الوباء يمكن أن تقوض الطلب، وتخلق فائض 20 مليون برميل يومياً.
والحقيقة الواقعية للسوق هو أنه يتم استخراج النفط ثم استهلاكه أو تخزينه، وعندما ترتفع تكلفة التخزين بما يكفي - أو تنفد المساحة المتوفرة لتخزينه - قد تدفع الشركات للعملاء مقابل الحصول على الخام.
وفي الوقت الحالي، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزارة الطاقة بالاستفادة من الأسعار المنخفضة من خلال دخول السوق وشراء النفط لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي.
ولكن الاحتياطي يمكن أن يتم تعزيزه بمليوني برميل يومياً، مما يعني أن لديه أربعة أشهر حتى تنتهي طاقته الاستيعابية.
وبحلول ذلك الوقت، فإن النفط عالي التكلفة من تكوين الصخر الزيتي في حقل "باكن" في الولايات المتحدة أو "البيتومين" من رمال النفط الكندية، قد تصبح سالبة السعر لأنها تتجاوز الاحتياجات وتتطلب التخزين، حيث أن الأسعار دون الصفر هي ببساطة تكلفة تخزين أعلى من السوق.
ولم يكن "سانكي" الوحيد في "وول ستريت" الذي يدق ناقوس الخطر بشأن تدفق النفط، حيث كتب "فرانسيسكو بلانش" استراتيجي السلع في "بنك أوف أمريكا" ، أن زيادة المعروض من أوبك وروسيا إلى جانب الطلب المتدهور تؤدي إلى مخاوف بشأن فائض يمكن أن يطغى على قدرة التخزين العالمي.
ويحذر من أن تدمير الطلب الناتج عن الكورونا وحرب الأسعار بين السعودية وروسيا يمكن أن تتسبب في تضخم المخزون بمقدار 900 مليون برميل في الربع الثاني وحده، ويقدر أن العالم لديه حالياً حوالي 1.5 مليار برميل من التخزين المتاح.
لكن أسوأ سيناريو لـ"بلانش" ليس رهيباً مثل سيناريو "سانكي".
وكتب "بلانش" قائلاً: "في سيناريو حاد، إذا كانت السوق تكافح من أجل إيجاد مكان لفائض البراميل النفطية، فقد تضطر أسعار النفط إلى التداول عند مستوى أدنى 20 دولاراً للبرميل.