أخبار عاجلة

نهاية الملاذ الآمن؟.. لماذا يتهاوى رغم ذعر المستثمرين؟

نهاية الملاذ الآمن؟.. لماذا يتهاوى سعر الذهب رغم ذعر المستثمرين؟ نهاية الملاذ الآمن؟.. لماذا يتهاوى رغم ذعر المستثمرين؟

مباشر - سالي إسماعيل: تعرضت مكانة الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات وعدم اليقين إلى ضربة قوية، مع اتجاه المستثمرين إلى بيع كل شيء في مقابل الحصول على السيولة (الكاش).

ويضرب المعدن الأصفر بالأعراف التقليدية "عرض الحائط" وسط حالات عدم اليقين الشديدة، رغم تفاقم المأزق المتعلق بوباء "كورونا" من سيء إلى أسوأ من منظور عالم الأسواق ومن منظور اقتصادي بحت أيضاً.

وبحسب أحدث الإحصائيات، يعاني العالم حالياً من تفشي الكورونا في نحو 150 دولة مع إصابة 170 ألف شخص تقريباً ووفاة نحو 6500 آخرين.

وتشهد أسواق الأسهم موجات بيعية حادة في الوقت الراهن مع فشل كافة محاولات البنوك المركزية في السيطرة على نزيف الأصول المحفوفة بالمخاطر.

وقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض معدلات الفائدة 100 نقطة أساس في اجتماع طارئ للمرة الثانية هذا العام لتقف عند نطاق يتراوح بين صفر إلى 0.25 بالمائة.

واتخذ عدد من البنوك المركزية حول العالم قرارات بضخ سيولة في الأسواق وتعزيز مشتريات الأصول من أجل دعم الاقتصاد المنهك من تداعيات الكورونا، مثل بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي وغيرهم الكثير.

ومن المعروف من الناحية التقليدية أن خسائر الأسهم تترجم إلى مكاسب في سوق المعدن النفيس كونه يمثل ملاذاً آمناً أمام المستثمرين الذين فقدوا شهية المخاطرة.

لكن هذا المنطق قد انهار على الأرجح أمام حدة الموجة البيعية في الأسواق، حيث يقوم المستثمرين ببيع المعدن مقابل الحصول على السيولة النقدية (الكاش).

وتقول "مارجريت يانغ يان" في "سي.إم.سي" لتحليل الأسواق خلال تعليقات نقلتها وكالة رويترز إن الذهب ارتفع في البداية استجابةً لخفض الفائدة المفاجئ من جانب الفيدرالي، مضيفة: "لكن الأسواق مترددة للغاية، حيث يقوم المستثمرين الآن بالتخلص من كل شيء، إنهم يريديون فقط حيازة السيولة".

وأوضحت أن خفض الفيدرالي لمعدل الفائدة وإعادة برنامج التيسير الكمي بمثابة أمور إيجابية بالنسبة للذهب، لكننا في وقت غير تقليدي وربما لن تنجح الحالة النظرية في أوقات التقلبات الشديدة".

وتأتي خسائر الذهب في الأيام الخمسة الماضية مع هبوط الدولار الأمريكي من أعلى مستوى في أسبوعين بعد قرار المركزي الأمريكي بتقليص الفائدة للمرة الثانية في اجتماع طارئ بأقل من أسبوعين من أجل تخفيف الضربة الاقتصادية الناجمة عن تفشي الكورونا.

وفي حقيقة الأمر، تضغط معدلات الفائدة المنخفضة على الورقة الخضراء مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

ويقول كبير محللي السوق في شركة "أواندا" الأمريكية "جيفري هالي" خلال مذكرة بحثية للعملاء نقلتها وكالة رويترز، إن عوامل مثل الوباء الواسع الانتشار الذي يسبب إغلاق دول على الصعيد العالمي وخفض معدلات الفائدة في اجتماعات طارئة وانخفاض الدولار الأمريكي يجب أن تكون داعمة للذهب.

وتابع: "للأسف، هذه ليست أوقاتاً عادية"، متوقعاً أنه حال انخفاض أسواق الأسهم أكثر، فإن تسييل مراكز الشراء الطويلة تبدو بمثابة أمر حتمي.

ويعزي كبير المحللين الفنيين في موقع كيتكو المتخصص في المعادن "جيم ويكوف" الهبوط في الذهب إلى ذعر "بيع ما يمكن بيعه" في الأسواق، حيث ينفذ المستثمرون عمليات بيع كبيرة في الذهب من أجل جمع الكاش لتغطية الخسائر في أماكن أخرى.

ويتجاوز الذعر الحالي في الأسواق العالمية الحالات المشابهة تاريخياً من الصدمات التي عاشها المستثمرين على مدى العقود القليلة الماضية وتحديداً في انهيار أسواق الأسهم عام 1987 وفي أحداث الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 وفي الأزمة المالية العالمية عام 2008، وفقاً لما ذكره "ويكوف".

ورغم أن رد الفعل الأولي للذهب على قرار الفيدرالي الأخير بشأن الخفض الطارئ للفائدة بنحو 100 نقطة أساس كان إيجابياً للغاية، حيث سجل زيادة تصل إلى 40 دولاراً، إلا أنه قلص هذه الأرباح بل تحول إلى النطاق السالب بخسائر حادة تصل إلى ما يقل قليلاً عن 80 دولاراً، قبل أن ينهي التعاملات بهبوط 30 دولاراً.

وفي العادة تكون معدلات الفائدة المنخفضة بمثابة أمر جيد لأسواق المعادن النفيسة، لكن قائمة خفض معدلات الفائدة وعمليات ضخ السيولة بشكل كبير في الأسواق لم تساهم في طمأنه الأسواق، وسط تحذيرات من أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للأسهم الأمريكية لن يصل إلى القاع إلا عندما يتهاوى بنحو 26 بالمائة إلى 2000 نقطة مقارنة مع إغلاق الجمعة الماضية.

ويوضح المحلل في بنك جولدمان ساكس "ديفيد كوستين" أن تسبب في إحداث اضطرابات مالية واجتماعية غير مسبوقة، قائلاً: "المزيج من أحجام التداول الخفيفة وحالات عدم اليقين المرتفعة واتخاذ المراكز الشرائية يمكن أن يؤدي لهبوط المؤشر الأمريكي إلى 2000 نقطة.

وعلى صعيد آخر، يوجد مخاوف من أن البنوك المركزية حول العالم قد تُجبر على بيع بعض احتياطياتها من الذهب من أجل مساعدة اقتصاداتها على خلفية عمليات الإغلاق ذات الصلة بالفيروس، بحسب ما قاله كبير محللي السوق في مجموعة برايس فيوتشر "فيل فلين" في تعليقات مع موقع "كيتكو".

وتعرض الذهب إلى هبوط نسبته 9.3 بالمائة أو ما يعادل 155.7 دولار في الأسبوع الماضي، لتكون أكبر خسارة أسبوعية منذ عام 2011.

مباشر (اقتصاد)