أخبار عاجلة

"بلاك روك" تقدم 3 نصائح للمستثمرين وسط خسائر وتقلبات الأسواق

مباشر - سالي إسماعيل: تُعد عمليات التصحيح في سوق الأسهم الأمريكية بمثابة مسألة طبيعية لكن هذا لا يعني أن هناك شعور بالرضا، كيف يمكن أن تشعر بالراحة عندما تكون هناك أوضاع غير مريحة؟

ويؤكد استراتيجي المحفظة الاستثمارية في قسم حلول محفظة بلاك روك "باتريك نولان" أن هناك ثلاثة أمور يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التعامل مع الأصول في الأوقات العصيبة الراهنة.

وأعادت التقلبات الشديدة التي شهدتها الأسواق في الأسابيع القليلة الماضية إلى أذهان البعض الأزمة المالية الكبرى في عام 2008.

وقبل ثلاثة أشهر مضت، لم يكن يعلم الغالبية ما هو ، لكن الآن فإنه يؤثر على حياتنا اليومية.

هكذا يبدو الشعور بالخطر

هناك أشياء غير متوقعة تحدث، وهو ما يفسر مدى أهمية أن تكون مستعداً، كما يشرح سبب التوصية بالتنويع في المحافظ الاستثمارية واقتراح تكوين المحافظ التي تشمل استثمارات "مملة ظاهرياً" لا تتحرك تقريباً، مما يجعلنا نتساءل عن سر حيازتها، الآن نعرف لماذا.

وتُعتبر كذلك النظرة الموضوعية أمراً بالغ الأهمية في أوقات كهذه.

ولا تكمن أهمية التاريخ في مجرد التذكرة الجيدة لحالات الصعود والهبوط الحتمية بالأسواق لكن يمكنه كذلك تقديم دروس حول ما يجب فعله (وما لايجب فعله) عندما تحدث تلك الأمور الحتمية مجدداً.

ونرصد في هذا الشأن ثلاثة أشياء ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار خلال الوقت الراهن.

الدرس الأول: ابق هادئاً

من الهام فهم ما يدور في الأسواق خلال الفترة الحالية ووضعه في السياق الصحيح.

وكان مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أنهى عام 2019 بارتفاع 451 بالمائة مقارنة مع القاع المسجل في مارس/آذار عام 2009، وهو ما يمثل متوسط عائد سنوي يبلغ 17.1 بالمائة على مدى عقد.

ويقوم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الوقت الحالي بالتخلي عن بعض هذه المكاسب مرة أخرى.

ورغم أنه شعور مخيف، لكنه لم يمحو غالبية المكاسب التي تمتع بها المستثمرين في غضون الـ11 عاماً الماضية.

ومع ذلك، لا تكن راضياً، حيث إن الأشياء يمكن أن تتفاقم نحو الأسوأ قبل أن تتحسن.

الدرس الثاني: واصل الاستثمار

ولم يصاحب كذلك العوائد الإيجابية للغاية المحققة على مدى الـ11 عاماً الماضية سوى القليل من التقلبات.

وكان التصحيح (وهو انخفاض المؤشر بنسبة 10 بالمائة مقارنة مع ذروته) الذي شهدناه رسمياً قبل أسبوعين هو السادس من نوعه فقط خلال السنوات الإحدى عشر الماضية.

وقبل الهبوط الحالي، كان هناك حالتين شهدتا انخفاضات حادة، الأسوأ (هبوط 20 بالمائة) حدثت في نهاية عام 2018 أما ثاني أسوأ حالة (هبوط 19 بالمائة) فقد حدثت عام 2011.

وفي كلتا الحالتين، تمكنت الأسواق من التعافي وحققت مستويات مرتفعة جديدة في غضون خمسة أشهر.

وبالكاد سجلت عمليات التصحيح الثلاثة الأخرى هبوطاً بنحو 10 بالمائة، لتتعافى بوتيرة أسرع من ذلك.

وبطبيعة الحال، تحدث حركات التصحيح بشكل أكثر تكراراً مما شهدناه في العقد الماضي.

وعندما تشعر بالراحة في مشاهدة استثماراتك ترتفع باستمرار، يمكن أن يكون من المزعج رؤيتها وهي تتراجع بشكل سريع للغاية.

ولكن لا يجب أن تهرب من سوق الأسهم، وخاصةً إذا كنت تركز على المدى الطويل.

3c7187f8b7.jpg

الدرس الثالث: حافظ على التنويع

لقد وصلنا إلى هذه المرحلة من قبل، حيث أنتج عقد التسعينيات المدفوع بتدشين الإنترنت، سوقاً صاعدة تقودها التكنولوجيا، الأمر الذي دفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للصعود بنسبة تزيد عن 17 بالمائة سنوياً لنحو عقد تقريباً.

وكانت التقلبات منخفضة والموجات البيعية نادرة ومعنويات المستثمرين مرتفعة، ألا يبدو ذلك مألوفاً؟.

في ذلك الوقت، شعر بعض المستثمرين بأن حيازة السندات والاستثمارات الأخرى الأقل مخاطرة ليس مفيداً، ليختاروا بدلاً من ذلك ببساطة امتلاك المزيد من أسهم التكنولوجيا.

وما أعقب هذا الوضع كان الركود الاقتصادي الذي بدأ سوق الأسهم التي تميل إلى الهبوط لنحو 30 شهراً، فاقدة ما يصل إلى 44 بالمائة من قيمتها من القمة لتسجل مستويات متدنية.

وشهدت شركات التكنولوجيا وحدها خسائر تقدر بنحو 5 تريليونات دولار من قيمتها السوقية خلال تلك الفترة.

ويعزز هذا الدرس فكرة أن أدوات التنويع في العادة تنجح، وأنه ينبغي الاستمرار في حيازتها حتى لو لم تجعلنا نشعر بالارتياح أثناء فترات ارتفاع السوق.

ولقد تعملنا هذا الدرس مجدداً في عامي 2008 و2009.

adfc90fede.jpg

ولا يعد ذلك توقعاً لحدوث الركود الاقتصادي القادم، لكن هذا بمثابة تذكير هام من أجل إبقاء توقعاتنا بشأن العوائد تحت السيطرة وأنه ببساطة ليس بمقدورنا حيازة الأمور التي تجعلنا نشعر بالراحة فقط.

وينبغي أن يكون هناك دائماً استثمارات في المحفظة الاستثمارية تجعلنا لا نشعر بالراحة، لكنها موجودة للمساعدة في حالة أن الأسواق لا تؤدي بالطريقة التي نتوقعها.

وفي تلك اللحظات، كما هو الحال الآن، فربما تكون استثماراتنا غير المريحة هي التي تساعد في نهاية المطاف على الحفاظ على قيمة المحفظة: تسجيل خسائر أقل الآن تعني أنه يمكننا التعافي بشكل أسرع عندما تعكس الأسواق اتجاهها.

ويفترض أن الأصول المحفوفة بالمخاطر تجلعنا لا نشعر بالراحة، لكنها كذلك هي الفئة التي تحقق العوائد.

وعندما تنقلب المخاطرة ضد استثماراتنا فيمكن أن تكون مفاجئة ومخيفة، في حين أن الثروة الحقيقية يتم بناؤها من خلال الإلتزام باستثماراتنا.

وخلاصة القول إن المستثمر الذي سيبقى هادئاً ويواصل الاستثمار ويحافظ على تنويع الاستثمارات، يمكنه أن يتحمل العواصف ويجني العوائد عندما تتبدد الغيوم وتشرق الشمس مجدداً.

مباشر (اقتصاد)