حوار مع الصحفي اللامع حمزة طوطو

حوار مع الصحفي اللامع حمزة طوطو حوار مع الصحفي اللامع حمزة طوطو

حاورته منال بوشتاتي
للإبداع أحاسيس راقية وللعقل المفكر وعي مشرق، وللإرادة الحرة أهداف نبيلة والمحلل اليقظ هو الذي أدرك قيمة وجوده وأيقظ موهبته من رواسب الأعماق لتحلق عاليا بأجنحة السرعة.
الباحث كائن يفكر ويتأمل ينفي ويؤكد ليصل إلى جوهر الحقيقة .
هذه الصفات انعكست في ذات الصحفي حمزة طوطو ذلك الباحث الذي لا يقتنع بكل مايراه ،إذ امتد وعيه المشرق إلى تعميق تساؤلاته إزاء الحقائق .
ومن هنا طرح أسئلة عديدة ماذا ومتى وكيف وأين ولماذا ؟ وهكذا تدفقت ذائقته الفلسفية العميقة كأمطار الشتاء فسقت أرض إرادته الراغبة في نمو ثمار المعرفة .
تميزه في كتابة المقالات الأدبية في أولى باك جعل أستاذه يثني على قدرته البارعة في السرد وعندئد شعر حمزة بميولاته الغزيرة تجاه الصحافة والإعلام وهكذا جاءت فكرة دراستها .
طموح حمزة انهمر من ينبوع الثقة بالنفس لذلك قرر بعزيمة لايقهرها الملل تكوين نفسه بشتى العلوم ومن ثم درس في كلية الحقوق فيما التحق بمعهد الصحافة والإعلام وبعد تخرجه خاض فترة تدريب في القناة الأولى بالرباط فيما اشتغل في عدة منابر إعلامية من ضمنها كيفاش وتيلي ماروك .
بطاقة إبداع حمزة مشوقة بالأحداث لذلك سنسافر معه في رحلة فنية عبر هذا الحوار الصحفي المشوق
1 موهبة الصحافة تتطلب أدوات الحفر لتنفجر من أعماق الروح والأدوات عبارة عن تكوين أكاديمي وفي ظل هذه المعطيات ينقسم فريق الطلاب بين المعهد والجامعة ماهي أوجه الاختلاف بين التكوين في الجامعة والمعهد ؟
في المعهد تكتسب مهارات الكتابة و أدوات الاشتغال إذ
أغلبية الصحفيين الذين درسوا في المعاهد ينقلون الأخبار فقط و ليس لديهم ذلك الحس النقدي بالتالي هم غير قادرين على كتابة مقالات الرأي هذا بالنسبة للصحافة المكتوبة
أما الصحافة المرئية فتعتمد المزج بين الكلمات والصور بشكل استراتيجي لنقل بمعنى أدق المعلومات وفي الغالب من درس في الجامعة يكون متمكنا من الناحية المعرفية و لا يجد صعوبة في التعبير، في حين قد يتعثر في عوائق عدم احترام قواعد الكتابة هذا بالنسبة للصحافة المكتوبة
2 هواة الصحافة ينهجون طريق الإيديولوجيا وهم لايشعرون بينما بعض المحترفين يتعمدون استخدام أسلوب الإيديولوجيا في الصحافة والإعلام هل هناك دوافع اضطرارية أم هذا من أجل الترفيه ؟
بالنسبة لي دور الصحفي ينفتح على جمع ونشر المعلومات بخصوص الأحداث الراهنة لذلك ينبغي البحت في القضايا وعمل ريبورتاجات، و إعداد تقارير لإذاعتها أونشرها
فالمهمة الأولى للصحفي هي نقل الأخبار كما هي سواء بحيادية أم نزاهة مع جمع المعطيات اللازمة من مصادر موثوقة
3 بعض الصحفيين لديهم قدرة عالية في التحليل إذ يطبقون قاعدة الهرم المتوسط بلا تكليف لكنهم اختاروا السير على منوال قاعدة الهرم المقلوب لأنها مختزلة وتخاطب عموم القراء وفي نفس الوقت لاتهدر الوقت هل تشاطرهم الرأي
أم تعارض ؟

أشاطرهم الرأي
4 بعض خريجي المعاهد الخصوصية لايستطعون كتابة التحقيق والتقرير والمقالات الصحفية لذلك تخصصوا بقسم الأخبار ماهي أسباب هذا العجز علما أن قضايا المجتمع تتطلب تحليلا دقيقا ؟
هؤلاء لديهم تكوين أكاديمي في المعاهد مكنهم من كسب الثقة و الاستئناس بالكاميرا ووجود كل الوسائل المتوفرة في القنوات التلفزية من استديوهات وقاعات
5 بعض هواة الصحافة يقتبسون الأخبار من الإنترنت ويقتبسون أحيانا أساليب بعض الصحفيين بحجة أن الأحداث شغلت الرأي العام حان الوقت ليفرق بعض المتطفلين بين الهواية والمهنية والإبداع الحر ماهي رسالتك إلى هؤلاء ؟
رسالتي إلى هؤلاء أن يبتعدوا عن مثل هذه السلوكات اللا مهنية و الالتزام بقوانين المهنة الشريفة
6 إذا افترضنا أن الخبر صار متداولا إذن هو أصبح على شكل ظاهرة هنا ينبغي على الصحفي أن يناقش الظاهرة في مقال صحفي بأسلوبه الخاص عوض نقلها على شكل خبر فالخبر اصطاده المراسلون في غابات قد تعرضهم للخطر
هل أنت مع اقتباس الأخبار بدليل هذا عصر التكنولوجيا
أم ضد ؟

الاقتباس قد يكون من الأرشيف أو كلام من المصدر أووكالة أنباء
أما نسخ فقرة وتوظيفها في مقالاتهم تسمى سرقة مع سبق الإصرار و الترصد
7 بعض المنابر الإعلامية تسلط الأضواء على بعض الألقاب الزائفة كلقب ملكة الجمال وسفير (ة) الشعراء والأدباء إذا التمسنا العذر لهواة الصحافة ماذا عن بعض الصحفيين الأكاديميين الذين لايحترمون بطاقة الصحفي ولايحققون في جذور تلك الألقاب ؟ ألا تلاحظ أن هذه الفوضى راجعة إلى عدة أسباب ؟
هذا راجع لرئيس التحرير
8 كلمة أخيرة
قد لا أكون صحفي مشهورا بعدم نشر التفاهات بتغطية الأعراس و تتبع مسار الراقصات و مصممي الأزياء و الشواذ شهادة مثقف بالنسبة لي نجاح وجرعة أمل فنجاح الصحفي لا يقترن بالشهرة المزيفة و المسروقة،سيأتي يوم ينتصر فيه الصحفي الحقيقي

مصدر النشر عرب سولا