مباشر - سالي إسماعيل: زاد عدد الحالات المصابة بالكورونا في مقاطعة هوبي، وهي مركز تفشي الفيروس، بسبب تغيير طريقة حساب الحالات المشتبه في إصابتها، ليرتفع إجمالي عدد المصابين في الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمياً لأكثر من 59 ألف حالة.
وقالت لجنة الصحة الوطنية في الصين خلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، أن إجمالي عدد الوفيات في البلاد بلغ 1367 شخصاً بنهاية أمس الأربعاء مع وصول عدد المصابين إلى 59.804 ألف شخص.
وأعلنت بذلك الصين عن 254 حالة وفاة جديدة في غضون 24 ساعة واكتشاف 15.152 ألف مصاب آخر بما في ذلك الأرقام المعنلة من مقاطعة هوبي بعد تعديل منهجية التشخيص، نقلاً عن شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية.
وكانت لجنة الصحة الوطنية في الصين تأخرت في إعلان الحصيلة النهائية للوفيات والمصابين لليوم الثاني على التوالي.
وفي تغيير جديد، قامت السلطات الصحية في مقاطعة هوبي اليوم الخميس، بتغيير الطريقة السابقة لحساب عدد الحالات المشتبه في إصابتها في الفيروس، حتى يتمكن أكبر عدد من المرضى من تلقي نفس المعاملة التي يحصل عليها الحالات المؤكدة.
وأوضحت السلطات الصحية أن الحالات "المشخصة طبيا" كانت السبب وراء الكثير من زيادة عدد الحالات المؤكدة.
ومع إدخال هذا التعديل ارتفع عدد الوفيات داخل مقاطعة هوبي بمقدار 242 شخصاً كما زاد عدد المصابين بنحو 14.840 ألف آخرين بنهاية الأربعاء، وهو ما يمثل زيادة حادة عن اليوم السابق له.
وذكرت الحكومة أن إجمالي الوفيات في المقاطعة بلغ 1310 شخص كما أن هناك 48.206 ألف آخر مصاب بالفيروس ويندرج ضمن الفئة الجديدة "مشخص طبياً".
وبفعل الانتقادات الشديدة حول كيفية إدارة المسؤولين في المقاطعة لمواجهة تفشي الفيروس، أفادت وكالة أنباء الصين "شينخوا" اليوم أن عمدة شنغهاي "يينج يونج" سيحل محل "جيانغ تشوليانج" كوزير للحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة هوبي.
وخارج الصين، أفاد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الأمريكي باكتشاف حالة جديدة مصابة بالفيروس في ولاية كاليفورنيا، ليصبح عدد الحالات المصابة دخل البلاد 14 شخصاً.
في حين وصل عدد المصابين في سنغافورة إلى 50 شخصاً مع اكتشاف ثلاث حالات جديدة بالأمس، وفقاً لوزارة الصحة في البلاد.
وأعلن كذلك اكتشاف 44 شخصاً جديداً مصاباً بالفيروس المميت على متن السفينة "دايموند برينسيس" العالقة قبالة الساحل الياباني وتحمل 3700 راكباً وأفراد طاقم السفينة؛ ليصبح العدد الإجمالي المصاب بالكورونا 218 شخصاً.
وفي سياق استمرار تعطل الحياة الطبيعية، أعلنت شركة خطوط الطيران "يونيتد إير لاينز" أنها ستقوم بتمديد عمليات إلغاء خدماتها إلى الصين حتى 24 أبريل/نيسان على الأقل، وهو ما يعتبر تمديداً بنحو شهر إضافي عن المخطط سابقاً.
وتقوم "يونيتد إير لاينز" في العادة بتشغيل 12 رحلة طيران يومياً من المراكز الأمريكية إلى الصين، وهو أكثر من أيّ شركة طيران أمريكية أخرى.
وفي الوقت نفسه، اتخذت هونج كونج قراراً بتمديد إغلاق المدارس للمرة الثالثة منذ عطلة السنة القمرية الجديدة مع عدم تحديد موعد استئناف الدراسة، لكن عمليات التعليم مستمرة عبر المنصات الإلكترونية.
وبالنسبة للمقاطعة الأكثر تضرراً من الفيروس، قررت هوبي تمديد عمليات الإغلاق في المنطقة كما أبلغت الشركات عدم استئناف العمل قبل 21 فبراير/شباط الجاري كما أعلنت السلطات تمديد تأجيل إغلاق المدارس.
ماذا عن جهود التصدي؟، يقوم صناع السياسة في الصين على تعزيز اقتصاد البلاد في أعقاب اكتشاف فيروس الكورونا، حيث قاموا باتخاذ خطوات لمكافحة التباطؤ في النمو خلال فترة التفشي.
وفي بداية الشهر الجاري، قررت الصين إعفاء المواد المستخدمة في السيطرة على الوباء من تعريفات الواردات حتى 31 مارس/آذار، كما أعلنت في وقت لاحق توفير التمويل للشركات المضررة من الفيروس.
وأعلنت الحكومة الصينية كذلك يوم 9 فبراير/شباط أنها خصصت في المجمل 71.85 مليار يوان (10.3 مليار دولار) لمحاربة الفيروس المميت، كما قام بنك الشعب الصيني بضخ سيولة قيمتها 1.7 تريليون يوان (242.7 مليار دولار) من خلال عمليات السوق المفتوحة.
وذكر المركزي الصيني أنه سيقوم بدعم القطاعات الرئيسية من خلال تيسير السياسة النقدية مع إعلان الحكومة تقليل الضغوط المالية في تلك القطاعات.
وعلى الجبهة الاقتصادية، فإن المدير العام لصندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجييفا" تقول إن فيروس كوورنا أكثر تأثيراً بشكل واضح على نمو الاقتصاد العالمي مقارنة مع السارس.
وأضافت أن الصين كانت مختلفة في ذلك الوقت كما العالم كان مختلفاً، قائلة: "خلال تفشي الفارس، كانت الصين تمثل 8 بالمائة فقط من الاقتصاد العالمي لكنها اليوم تشكل 28 بالمائة مع تأثير محتمل من خلال سلاسل التوريد على الدول الأخرى".
وفي سياق آخر، أفادت البيانات الأولية من الرابطة الصينية لمصنعي السيارات أن مبيعات السيارات في السوق الصيني خلال شهر يناير/كانون الثاني تراجعت بنحو 18 بالمائة، نقلاً عن وكالة رويترز.
وعلى الساحة العالمية، تعرضت الأسواق العالمية إلى انتكاسة جديدة مع الزيادة الحادة في أعداد المصابين، حيث تحولت أسواق الأسهم إلى اللون الأحمر كما اتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة كالذهب.