حرائق الغابات في أستراليا: 5 حقائق عن الكارثة
مباشر - سالي إسماعيل: "الوضع كارثي"، هذا هو الوصف المناسب لمشهد شدة حرائق الغابات في أستراليا، والتي اندلعت في مساحات شاسعة من البلاد وأدت إلى تحول لون السماء في أوقات النهار إلى البرتقالي والأحمر والأسود.
وأجبر الآلاف من السكان والسائحين على المغادرة أو اتخاذ ملجأ، بينما تعصف ألسنة اللهب بالمدن في ولايتي نيوساوث ويلز وفيكتوريا الواقعتين في جنوب شرق البلاد.
وتوجد حرائق مشتعلة في أجزاء من كوينزلاند وجنوب أستراليا وتسمانيا وأستراليا الغربية، وفقاً لتقرير نشره منتدى الاقتصاد العالمي.
ومع حصار بعض الأشخاص لأيام وسط نقص في الغذاء والوقود، فإن الجيش قام بنشر السفن والطائرات لتوفير الإمدادات وإجلاء المواطنين من المدن الساحلية التي دمرتها النيران.
وكان موسم حرائق الغابات الحالي في أستراليا أكثر شدة وانتشاراً عما كان عليه في الماضي، مدفوعاً بالمناخ الذي يشهد تزايداً في درجة حرارته ودرجة الجفاف.
كما أن التهديد أبعد ما يكون عن النهاية، حيث من المتوقع أن يواصل رجال الإطفاء المنهكون - أعداد كبيرة منهم تعمل بشكل تطوعي - مواجهة الحرائق في الأسابيع والأشهر القادمة.
ورغم أن حجم الدمار لم يتبين حتى الآن، لكن هناك بعض الحقائق المذهلة بشأن أزمة حرائق الغابات.
الأول: حرق المنطقة
منذ سبتمبر/أيلول الماضي، أسفرت الحرائق عن مقتل 25 شخصاً على الأقل، بما في ذلك ثلاثى من رجال الإطفال، كما تركت المدن في حالة خراب إضافة إلى تدمير نحو 2000 منزل.
وبنهاية يوم 2 يناير/كانون الثاني، تم حرق أكثر من 12 مليون فدان، وهي مساحة تبلغ ستة أمثال حجم المساحة التي تعرضت لحرائق كاليفورنيا في عام 2018.
وارتفعت تلك التقديرات إلى 15 مليون فدان تقريباً أو حوالي ضعف مساحة بلجيكا، طبقاً لمنشورات بعض وسائل الإعلام.
وفي نيوساوث ويلز، أدت حرائق جبل "جوسبيرز" الهائلة وحدها لحرق أكثر من 1.2 مليون فدان، ما جعلها أكبر حرائق للغابات في تاريخ أستراليا.
كما تعرض حوالي ثلث مزارع كروم العنب في تلال أديلايد الواقعة في جنوب أستراليا إلى التلف.
الثاني: فقدان الحياة البرية
تُعد الأضرار التي لحقت بالبيئة والحيوانات الأسترالية جسيمة.
وقدرت أحد الدراسات أن 480 مليون حيوان في ولاية "نيوساوث ويلز" ربما قتلت بالفعل، إما خلال الحريق أو بعد ذلك نتيجة نقص الغذاء والماء والمأوى إضافة لزيادة خطر الافتراس.
ولا تشمل تلك الأرقام إلا الحيوانات الثديية والطيور والزواحف، لكنها لم تأخذ في الاعتبار الحشرات أو الخفافيش أو الضفادع.
وتقول وزيرة البيئة في أستراليا "سوزان لاي" إن ما يصل إلى 30 بالمائة من حيوانات الكوالا المتواجدة في الساحل الشمالي المتوسط لولاية نيوساوث ويلز ربما تكون قد هلكت بسبب تدمير ما يصل إلى 30 بالمائة من موطنها.
وأضافت أن التأثير الحقيقي على أعداد الكوالا المهددين لن يكون واضحاً بالكامل حتى تتوقف الحرائق ويمكن إجراء تقييم مناسب.
ويقدر الاتحاد الوطني للمزارعين في أستراليا أن أكثر من 100 ألف من الأغنام والماشية قد هلكت.
وتم الاستعانة بجنود الاحتياط في الجيش للمساعدة في دفن الحيوانات النافقة.
الثالث: الاختناق بسبب الدخان
على مدى أشهر، غطى دخان حرائق الغابات الخطير بشكل متقطع المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك سيدني وملبورن وكانبيرا.
وفي كانبيرا يوم 1 يناير/كانون الثاني، جودة الهواء كانت أسوأ من المستويات الخطيرة بنحو 20 مرة، ما أدى لإغلاق المطاعم والمتاجر ومراكز رعاية الأطفال والمتاحف والوزارات الحكومية.
ويمكن رؤية أعمدة من الدخان والغبار والرماد من الفضاء، بل إنها انجرفت على بعد آلاف الكيلومترات شرقاً إلى نيوزيلندا، الأمر الذي تسبب في تحول لون السماء إلى اللون البرتقالي والأنهار الجليدية إلى اللون البني.
الرابع: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
وتشير التقديرات إلى أن حرائق الغابات ضخت 350 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أيّ ما يقرب من ثلثي حجم الانبعاثات السنوية لأستراليا في عامي 2018 و2019، طبقاً لبيانات وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء التابعة للولايات المتحدة (ناسا).
وقال أحد الخبراء لصحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية إن الأمر قد يستغرق قرناً من الزمن أو أكثر حتى تمتص الغابات ثاني أكسيد الكربون الذي تم إنتاجه حتى الآن خلال حرائق هذا الموسم.
الخامس: الحرارة والجفاف
أكد مكتب الأرصاد الجوية في أستراليا أن عام 2019 كان العام الأكثر حرارة وجفافاً على الإطلاق.
وتعاني أستراليا من واحدة من أسوأ موجات الجفات في عقود، كما أن موجة الحر التي ضربت البلاد في ديسمبر/كانون الأول حطمت رقماً قياسياً في درجات الحرارة على الصعيد الوطني لتبلغ في المتوسط 41.9 درجة مئوية.
وحذر العلماء من أن تعير المناخ يزيد من احتمالية حرائق الغابات وشدتها.
ويقول مجلس المناخ إن ارتفاع درجة حرارة الكوكب يجعل ظروف حرائق الغابات أكثر خطورة مما كانت عليه في الماضي، مما يزيد من المخاطر على الأشخاص والممتلكات.