محللون: الاقتصاد السعودي يواصل جني ثمار الإصلاح خلال 2020
مباشر- بدور الراعي والسيد جمال: أجمع محللون وشركات أبحاث على انتعاش متوقع لأداء الاقتصاد السعودي خلال 2020، استنادا لعدة عوامل تسهم في تحفيز الاقتصاد، في وقت بدأت في الإصلاحات الاقتصادية ضمن رؤية 2030، تؤتي ثمارها.
وتأتي تلك التوقعات في ظل النمو المستمر للقطاع الخاص غير النفطي، والزخم الموازي لاستضافة المملكة اجتماعات قمة مجموعة العشرين.
واستطلع "مباشر" عدداً من الآراء بشأن توقعاتهم للاقتصاد السعودي خلال العام الجديد، أظهرت تفاؤلاً بمعدل النمو وانحسار البطالة بين السعوديين.
وقال الخبير الاقتصادي والأكاديمي، سعود مطير البهلال، إن إنجازات رؤية المملكة 2030 آخذة بالتزايد والتسارع، ومع نهاية برنامج التحول الوطني لعام 2020 ستكون الإنجازات أكثر وضوحاً.
وأضاف المطير، في تصريحات لـ "مباشر"، أن اقتصاد المملكة حقق بعض الأرقام الإيجابية في الفترة الماضية؛ انعكس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي للقطاع غير النفطي وهذا يعني أن التنوع الاقتصادي بدأ يأخذ مكانته.
أظهرت بيانات هيئة الإحصاء السعودية تحقيق القطاع الخاص معدل نمو ربعي وصل إلى 4.22 بالمائة خلال الربع الثالث من 2019، أعلى معدل نمو ربعي منذ الربع الرابع لعام 2014 عندما سجل نمواً بلغ 5.71 بالمائة، علماً بأن نمو القطاع بلغ 1.89 بالمائة بنهاية الربع الثالث من عام 2018.
وأشار سعود مطير البهلال إلى أن الحكومة اتخذت خطوات جيدة في العامين الماضيين لدعم الاقتصاد؛ من قرارات ومبادرات لتحفيز الاقتصاد، بالإضافة إلى محاربة على الفساد، مما انعكس على تعزيز الاقتصاد والثقة به.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الحرب على التستر وتعزيز سياسة الدفع الإلكتروني سيعزز من تملك المواطنين للكثير من الأعمال التجارية والصناعية، وسينعكس على تخفيض معدلات البطالة.
المحتوى المحلي
وأضاف البهلال أن الاهتمام الواسع بزيادة المحتوى المحلي وجعل الأولوية للمشتريات الحكومية في الصناعات ذات المحتوى المحلي أمراً مهماً للاقتصاد، مؤكداً أن التوجه لدعم المحتوى المحلي في المشتريات والخدمات والتي سوف تنفذها الهيئة العامة للمشتريات بدءاً من عام 2020 سيدعم بشكل مباشر الاقتصاد السعودي خلال العام الجديد.
ولفت المطير إلى وجود نحو 250 مليار دولار يمكن توطين 50 بالمائة منها من خلال زيادة المحتوى المحلي، وتكوين قيمة مضافة للاقتصاد الوطني تساهم كثيرا في خفض معدل البطالة، ومن ذلك مبادرات صندوق الاستثمارات العامة بتكوين شركات وطنية في الصناعة والطاقة والترفيه.
وأكد المطير، أن التركيز على المحتوى المحلي سيكون محركا قويا لنمو القطاع الخاص في 2020، والذي يتوقع أن يتجاوز نموه 3 بالمائة في العام المقبل.
وتوقع المطير، أن يكون صندوق الاستثمارات العامة بالمشاركة مع القطاع الخاص محركاً للنمو الاقتصادي بالمملكة في عام 2020، مبيناً أن الإنجازات ملموسة بشكل أكبر بعد اتجاه استثمارات الصندوق السيادي بالتعمق في المشاريع السياحية الضخمة وفي الصناعات العسكرية وصناعة السيارات.
نظرة تفاؤلية
وتوقع المحلل الاقتصادي عبد الرحمن احمد الجبيري لـ "مباشر"، أن يحمل عام 2020 نظرة تفاؤلية باستمرار الازدهار ومواصلة الإنجازات حيث ستستضيف المملكة في نوفمبر قمة دول مجموعة العشرين وهو ما سيضيف أدواراً نوعية من العمل الدولي المشترك تؤشر على قدرة ومكانة المملكة في العالم.
وأضاف الجبيري أن عام 2019 حمل العديد من الإنجازات المتسارعة للاقتصاد السعودي وأثبت متانته وقوته وحضوره الفاعل في المشهد الاقتصادي العالمي من أهمها دعم المملكة في خلق التوازنات الخاصة بالأسعار والإنتاج في أسواق النفط ومشاركتها الفاعلة في قمة العشرين التي عقدت باليابان إضافة إلى حزم واسعة من التعاون الاقتصادي الدولي الذي توج بتوقيع الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية.
وأضاف الجبيري أنه على الصعيد الداخلي شهد الاقتصاد السعودي نموا متصاعدا في مكونات الاقتصاد الكلي وتنوعاً في قاعدة الدخل إضافة إلى اعتماد الميزانية العامة للدولة بأرقام ضخمة جاء كانعكاس لواقع الاقتصاد الفعلي.
وتابع: شهد العام 2019 تدشين العديد من البرامج التطويرية في قطاعات عديدة مثل قطاع الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية والنقل والطاقة والسياحة والترفيه والقطاع المالي وبقية القطاعات الأخرى، إضافة إلى تعزيز قدرات توطين الوظائف والإصلاحات المتتابعة في الأنظمة ومرونة الأعمال ومبادرات الاستثمار وغيرها مما حققت معه قفزات متقدمة في المؤشرات العالمية وبالتالي بلورت هذه الجهود على نحو من الخطوات الفاعلة في التنمية الاقتصادية واستدامتها.
وتوقع صندوق النقد الدولي، أن يحقق الاقتصاد السعودي سادس أعلى نمو في عام 2020 بين 15 اقتصادا اختارها الصندوق من اقتصادات العالم.
كما توقع الصندوق في منتدى دافوس الاقتصادي، نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.5 بالمائة في 2019، و3.6 في المائة في 2020، أو 0.2 و0.1 نقطة مئوية أقل من التوقعات التي أطلقها الصندوق في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
محرك رئيسي
وفي مذكرة بحثية سابقة، ذكرت شركة جدوى للاستثمار، أن أداء الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال عام 2019 تأثر ببعض التراجع في قطاع النفط، متوقعة أن يبلغ متوسط إنتاج النفط السعودي 9.8 مليون برميل يومياً خلال العام الماضي، مقارنة بمتوسط 10.3 مليون برميل يومياً في 2018؛ وذلك نتيجة انخفاض إنتاج النفط لالتزام المملكة باتفاقية خفض الإنتاج بين أوبك وبعض المنتجين.
وتوقعت جدوى للاستثمار، أن يكون المحرك الرئيسي للنمو هو القطاع غير النفطي، الذي تتوقع أن يسجل نمواً بنحو 2.8 بالمائة خلال عام 2020.
خفض الإنتاج
وأشارت جدوى أنه بالرغم من استمرار التزام المملكة بخفض إنتاج النفط وفقاً للاتفاقية بين أوبك وبعض المنتجين المستقلين، مبينة أن يكون المصدر الرئيسي لنمو قطاع النفط هو بدء تشغيل المصفاة الضخمة في جازان ومجمع الفاضلي للغاز.
وتوقعت جدوى، بشكل أكثر تحديدا تحقيق تقدم في مختلف برامج تحقيق رؤية 2030، التي تساهم بصورة مباشرة في نمو العديد من القطاعات خلال 2020، علاوة على ذلك تتوقع انتعاشا إضافيا في القطاع الخاص غير النفطي؛ نتيجة لاستضافة المملكة اجتماعات قمة مجموعة العشرين.
وقال المحلل بأسواق المال علي العنزي، إن بوادر الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت في عام 2016 من خلال محاولة الابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط تؤتي ثمارها، وتوجد مشاريع قائمة وإنفاق رأسمالي كبير خلال السنوات الماضية، مع الاهتمام بقطاعات التعليم والصحة وملف التوطين، وتستكمل تلك النتائج خلال الأعوام القادمة.
من جهته توقع عضو جمعية الاقتصاد السعودي سعد آلف ثقفان لـ"مباشر" أن يحقق الاقتصاد السعودي نمواً بين 2 بالمائة إلى 3 بالمائة، وانخفاض معدل البطالة لمستويات أقل من 11 بالمائة، مرجحاً أن يبدأ التضخم في الإيجابية بداية من مطلع 2020 ويكون بين 1 إلى 2بالمائة.
كما توقعت جدوى للاستثمار حدوث تحسن في الاقتصاد السعودي خلال العام 2020؛ متوقعة أن ينمو الاقتصاد ككل بنسبة 2.1 بالمائة، مقارنة بنمو متوقع بواقع 2.3 بالمائة وفقاً للبيانات التقديرية للميزانية.
قطاع الترفيه
من جهته، توقع المحلل بأسواق المال ريان الخراشي، استمرار التحسن ونضج السوق السعودي في 2020، إضافة الى استمرار الدعم للصندوق العقاري وكذلك أثر هيئة الترفيه من الدخل المتوقع، وجذب السياح مع خلق فرص للمستثمرين السعوديين في هذا النشاط الجديد وتوظيف نسبه كبيرة.
وأشار الخراشي إلى إن الاقتصاد السعودي بدأ خلال عام 2019 بالتعافي التدريجي وهناك مؤشرات مع استمرار ضخ سيولة جيدة من الصندوق العقاري، وتحسن في مبيعات شركات الإنشاءات وكذلك شركات الإسمنت.
وأضاف الخراشي لـ "مباشر" أن نجاح طرح شركة أرامكو مع الإقبال الجيد من المستثمرين ساهم في جذب سيولة جديده للسوق، إضافة إلى أن انخفاض اسعار الفائدة كان له أثر على الشركات التي لها ديون كبيرة مما قد يمكنها من إعادة توازنها.
كما رجح الخراشي تحسن أرباح الشركات الصناعية بسبب إلغاء المقابل المالي للشركات الصناعية، وكذلك زيادة فتح سجلات صناعية جديدة تساعد بالحركة الاقتصادية وهذا ما تبحث عنه المملكة لتنوع الدخل وعدم الاعتماد على دخل النفط.
وقال الخبير الاقتصادي فهد الثنيان لـ "مباشر": من الملاحظ في 2019 انتعاش الاقتصاد خلال الربع الأخير لا سيما مع موسم الرياض الذي استطاع أن يتحول بالوجهة السياحية للمملكة بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الحاصلين على التأشيرة السياحية لأكثر من 200 ألف سائح وهذا يدعم دخول أموال أجنبية للاقتصاد السعودي عن طريق السياحة.
تحديات
وكشف تقرير الميزانية 2020 الصادر عن وزارة المالية السعودية، عن وجود 3 تحديات مالية واقتصادية قد تواجه الاقتصاد السعودي في إطار الافتراضات التي ترسم من خلالها ملامح الوضع المالي للمملكة لعام 2020 مشيرة إلى أن تلك التحديات تتمثل في التباطؤ الاقتصادي العالمي، وتقلبات أسعار النفط، ومعدلات نمو الناتج المحلي غير النفطي.
وأوضحت الوزارة أن الحكومة ستواصل في عام 2020، وعلى المدى المتوسط، العمل على تسهيل مناخ الأعمال والفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص، بالإضافة إلى النتائج المحتملة المصاحبة للانتهاء من تنفيذ بعض برامج تحقيق الرؤية والمشروعات الكبرى، والاستمرار في تنفيذ خطط تنمية الصناعة المحلية والصادرات غير النفطية، مما يكون لها دور فاعل في ارتفاع مساهمة القطاع الخاص في النمو والتوظيف".
وأضاف التقرير أنه من العوامل الإيجابية الأخرى -وفقاً للتقرير -استمرار ارتفاع معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل، التي شهدت تحسناً ملحوظاً منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، خصوصاً مع تنفيذ العديد من السياسات والمبادرات الداعمة لرفع معدلات مشاركة المرأة في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية.
ترشيحات:
حصاد 2019..صافي مشتريات الأجانب بالسوق السعودي يقفز لـ24.3 مليار دولار
حصاد 2019..طرح أرامكو ينعش مكاسب بورصات الخليج وقفزة قياسية للكويتي
حصاد 2019.. القطاع الخاص فرس الرهان للاقتصاد السعودي
محللون: عوامل هامة تحدد ملامح السوق السعودي في 2020
حصاد 2019.. قرارات سعودية هامة لجذب السياح والمستثمرين (فيديو)
حصاد 2019.. تغيرات هامشية بأسعار الوقود في السعودية (إنفوجرافيك)
حصاد 2019.. السوق السعودي يصعد 7.2% وأرامكو تقفز بالقيمة السوقية
حصاد 2019.. الإسكان السعودية تسرع الخطى نحو أهداف 2030
أبرز التعيينات الملكية بالسعودية خلال 2019
حصاد 2019.. السعودية تصدر صكوكاً وسندات بـ32 مليار دولار
حصاد 2019.. قرارات فاصلة لصالح السعوديين و"أهلاً بالعالم" في المملكة
حصاد 2019.. قطاع الترفيه صناعة اقتصادية تُعزز مكانة السعودية عالمياً