مباشر- أحمد شوقي: تسببت التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في عاصفة طالت جميع الأسواق العالمية في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء.
وما بين التصعيد ثم الهدوء في المشهد الجيوسياسي، شهدت الأصول المالية تقلبات حادة صعوداً وهبوطاً.
بدأ المشهد بهجوم إيران بصواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين للولايات المتحدة في العراق رداً على مقتل "قاسم سليماني" في الأسبوع الماضي.
وهلع المستثمرون للاحتماء بالملاذات الآمنة وقفزت أسعار النفط وتراجعت الأسهم العالمية بعد الهجوم الإيراني لكن لم يمر المزيد من الوقت حتى تبدل الحال رأساً على عقب.
وأشارت إيران إلى أنها لا تنوي التصعيد وخوض حرباً مع الولايات المتحدة وأن الضربة الصاروخية كانت للانتقام فقط من قتل "سليماني".
كما جاء رد فعل الولايات المتحدة هادئاً بداية من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى بعد الهجوم مباشرةً بأن كل شئ على ما يرام حتى خطابه والذي أشار فيه لعدم وجود أضرار بشرية بعد الضربة الإيرانية.
ولم يأتِ في خطاب ترامب أي نية للرد العسكري على إيران لكنه أعلن عزمه فرض المزيد من العقوبات ضد طهران.
ومع هذا الهدوء، اتجه المستثمرون إلى الأصول الخطرة حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ في ختام التعاملات رغم أنها قلصت ارتفاعها جزئياً بعد أن حققت مستويات قياسية خلال الجلسة.
كما عكست الأسهم الأوروبية خسائرها المبكرة إلى مكاسب في نهاية تعاملات اليوم بدعم قطاع السفر والترفيه.
في حين لم تتمكن الأسهم الآسيوية من اللحاق بحالة الهدوء في التطورات الجيوسياسية حيث أغلقت الأسهم الصينية على انخفاض بأكثر من 1 بالمائة كما تراجعت نظيرتها اليابانية عند الختام.
أما الأصول الآمنة، فبعد أن قفزت أسعار الذهب أعلى مستوى 1600 دولار في التعاملات الآسيوية رابحةً 35 دولاراً دفعتها تهدئة المخاوف الجيوسياسية إلى التخلى عن مكاسبها والتحول للهبوط القوي لتفقد 14 دولاراً عند التسوية.
وجاءت خسائر المعدن الأصفر في الوقت الذي تحول فيه الدولار الأمريكي لمكاسب ملحوظة خلال التعاملات بعد الخطاب الهادئ لترامب.
كما ساهمت البيانات الإيجابية في دعم الدولار حيث أضاف القطاع الخاص الأمريكي 202 ألف وظيفة بأكثر من التوقعات خلال الشهر الماضي.
ولم تسلم أسعار النفط من التقلبات الحادة كونها أكثر التصاقاً بالتطورات في الشرق الأوسط تلك المنطقة الغنية بالخام.
وتراجعت أسعار النفط بنحو 5 بالمائة عند التسوية بعد أن قفزت بأكثر من 4 بالمائة في التعاملات المبكرة.
وجاءت خسائر النفط مع الصدى الهادئ للضربة الإيرانية والتي لم تستهدف أي مناطق متعلقة بإمدادات الخام.
كما جاءت بيانات المخزونات الأمريكية لتُعمق جراح الذهب الأسود بعد أن ارتفعت بنحو 1.2 مليون برميل بعكس التوقعات.
كما استقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط عند أعلى مستوى في تاريخه والبالغ 12.900 مليون برميل يومياً.