تحليل..هل تتبدل دفة المستثمرين بأسواق الأسهم الخليجية بفعل التوترات الإقليمية؟
مباشر- محمود جمال: وسط التقلبات الحادة التي تنتظرها بورصات الخليج خلال الأسبوع سيتجه المتعاملين إلى أدوات استثمارية أخرى أبرزها الاحتماء بالذهب والاحتفاظ بالسيولة النقدية بعيداً عن المجازفة بالأسهم وذلك بعد اضطراب الأسواق العالمية نتيجة تصاعد جديد للتوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط.
وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة بعد أن نفذت الأخيرة غارة جوية على مطار بغداد أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني".
وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية من مستوياتها القياسية عند ختام تعاملات الأسبوع الماضي حيث فقد "داو جونز" أكثر من 230 نقطة، كما تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية في الختام مع المخاوف الجيوسياسية لتسجل خسائر أسبوعية.
وهبطت بورصات دول مجلس التعاون الخليجي خلال تعاملات اليوم الأحد، متأثرة باشتعال فتيل التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، وجاءت بورصة الكويت في صدارة الأسواق المتراجعة.
تصعيد متوقع
وقال المستشار الدولي بالأسواق المالية نادر حداد، إن الاضطرابات التي وقعت مؤخرا بمنطقة الشرق الأوسط ستدفع مديري الصناديق الاستثمارية بدول الخليج لمزيد من التنويع في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل المنطقة.
ورجح حداد أن تشهد بورصات الخليج تراجعات خلال جلسات الأسبوع مع تصاعد التوترات وتبادل التهديدات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وأوضح أن مؤشر المخاطر العالمي ارتفع مؤثراً على أداء أسواق الأسهم سلبا ودفعها للتراجع، لافتا إلى أن الارتفاعات القوية التي شهدها الذهب بنهاية الأسبوع الماضي تشير إلى توجه جديد بين مستثمري الأسهم سواء بالعالم أو بالخليج للمعدن الأصفر والذي سيبدأ بقوة من الأسبوع الجاري.
وتوقع أن يستخدم الصناديق الاستثمارية أيضا الذهب للتحوط ضدّ المخاطر التي أقيمت بالأسواق التي قد تتغير مؤشراتها بصورة سريعة في آي وقت حال التصعيد من جديد. ويعتبر الذهب استثماراً آمنا في أوقات الضبابية السياسية.
وتجاوز سعر أونصة الذهب في جلسة الجمعة الماضي سعر 1555.15 دولار ليربح 27.05 دولار بما نسبته 1.77 بالمائة وسط تصاعد عمليات الطلب الشرائي.
تأثير جوهري
ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه إم إس للاستثمار، أن التوترات الجيوسياسية الأخيرة بالمنطقة من تصعيد في ليبيا والعراق مؤخرا ستترك تأثيراً جوهرياً علي المستثمر الخليجي.
وأوضح محمود شكري في اتصال هاتفي مع "مباشر"، أن تلك التوترات ستدفع المستثمرين بالأسهم للتحول المؤقت للاستثمار الآمن بالذهب، وبدأ التوجه فعلا له خلال تعاملات الجمعة الماضية وهو ما دفعه لتسجيل أعلى مستوى منذ 5 أشهر مقترباً من مستويات 1560 دولار للأوقية.
وقال شكري إن تلك تزايد المخاوف من زيادة الاضطربات قد تدفع مستثمرو الأسهم للمتاجرة بالقطاع النفطي الذي اقترب مع نهاية الأسبوع الماضي من مستوى 70 دولاراً للبرميل.
وتوقع أن يقفز سعر برميل النفط إلى 80 دولاراً للبرميل إذا تسبب تصعيد التوترات الجيوسياسية في تعطيل الإمدادات من الخام.
الأسهم الدفاعية
ورجح محمود شكري أن تتجه بورصات الخليجيه للتباين هذا الأسبوع متجها إلي الهبوط نتيجه مخاوف من استمرار الأحداث والحديث عن نشوب حرب بين دول جوار المتوسط في لبييا، والذي قد يؤثر سلبا علي أداء أسهم المنطقة.
وأكد شكري أن ارتفاع المخاطر المحيطه في المنطقة يرفع مستويات البيع في سوق الأسهم ولاسيما على المضاربية والتي لا يستند فيها الاستثمار على أسس تشغيلية كنتائج مالية قوية وغير وسيزيد ذلك من خسائر المؤشرات الخليجية التي شهدت مكاسب قياسية خلال العام الماضي 2019.
وأشار إلى أن المستثمر بالأسواق الخليجية سيلجأ إلي التحوط بالأسهم الدفاعية ذات الملاءة المالية العالية وذلك لحين انحسار فرص نشوب حرب وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
مناخ الاستثمار
وقال أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس "مصر"، إن تداعي الاضطرابات التي تعصف بالوضع الجيوسياسي بالمنطقة من جديد ستضغط على مناخ الأعمال والاستثمار بالفترة المؤقتة المقبلة.
وأكد معطي أن تلك التداعيات ستدفع مختلف شرائح المستثمرين إلى البيع بالخسائر والخروج من أسواق الأسهم تحسباً للأسوأ خلال هذا الأسبوع، وتوجيه استثماراتهم نحو المعادن التي يتصدرها الذهب الذي يظهر كملآذ آمن وسط تلك الاضطرابات الكبرى.
وسجل سعر الذهب في جلسة الجمعة الماضية أعلى مستوى منذ 5 سبتمبر/أيلول الماضي، ليسجل مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي. وسجلت الفضة أعلى مستوياتها في شهرين تقريباً عند 18.1 دولار. وتقدم البلاديوم مسجلا صعود أسبوعي يتجاوز 3 بالمائة.
وأكد معطي أن هناك قلق بالأسواق العالمية بشأن تفاقم التوترات الإقليمية، وهو ما سينعكس مباشرة على أسواق الأسهم في المنطقة.
ولفت إلى أن هناك رغبة عامة بعد عام من المكاسب والذي بدأ ببعض التقلبات بسبب الحرب التجارية التي أثرت على أسواق المنطقة في خفض المخاطرة لدى مستثمري الأسهم. لاسيما وأن البورصات سجلت ارتفاعاً كبيراً في العام الماضي لذلك فإن ورود أي أخبار سلبية بشأن الأوضاع الجيوسياسية يشكل عاملاً رئيساً لجني الأرباح.
الاستثمارات الآمنة
وعلى ذات الصعيد، قال مدير التطوير لدى ثانك ماركتس، إن حالة تجنب المخاطرة في الفترة الحالية تسيطر على توجهات الأسواق بشكل كبير وهو الأمر الذي دفع بعض المستثمرين إلى التحول من الأسواق ذات العائد المرتفع والمخاطرة المرتفعة.
وأوضح جون لوكا أن ذلك هو الحال في أسواق الاسهم إلى الاستثمارات الأمنة المتمثلة في الملاذ الآمن التقليدي المتمثل بالذهب وكذلك العملات مثل الدولار الامريكي والفرنك السويسري والين الياباني.
وأكد أن المعادن بصفة عامة تعطي إشارة شراء قوية وهو ما يؤهلها الأسبوع المقبل لاستقبال جديدة وتوجه المعدن الأصفر لمستويات تقترب من 1600 دولار للأوقية الواحدة.
ترشيحات:
التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على بورصات الخليج..والكويت الأكثر تراجعاً
بعد مقتل "سليماني".. الولايات المتحدة تنشر قوات إضافية بالشرق الأوسط
بريطانيا تنصح رعاياها بعدم السفر إلى العراق أو إيران
الجبير: بيان السعودية بشأن الأحداث بالعراق يؤكد على أهمية التهدئة
الأمم المتحدة تدعو إلى وقف التصعيد في منطقة الخليج
الرئيس الأمريكي يطلع الكونجرس رسمياً على عملية قتل "سليماني"
ترامب مهدداً إيران.."سنضرب 52 موقعاً حال الرد على مقتل سليماني"
عُمان تدعو لتغليب الحوار والدبلوماسية بين أمريكا وإيران
بورصات الإمارات تهوي.. و4 أسهم فقط تخالف الهبوط