مباشر - سالي إسماعيل: في سياق العام الذي سيطر عليه مخاوف ركود الاقتصاد العالمي وسط التوترات التجارية في كافة الأنحاء، كان هناك بعض الأرقام الفاصلة التي ميزت عام 2019.
وليس بالضرورة أن تنحصر تلك الأرقام المميزة في مكاسب قياسية أو خسائر حادة ولكنها علامات فارقة في تاريخ الاقتصاد العالمي والأسواق بشكل عام طوال العام.
ويمكن تلخيص أبرز 10 أرقام تصدرت المشهد في الأسواق العالمية خلال العام الذي تقترب ساعاته الأخيرة من النهاية.
4 مراجعات بالخفض.. منذ بداية عام 2019 وصندوق النقد الدولي يقدم تعديلات في توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي ليخفضه من 3.5 بالمائة إلى 3 بالمائة على مدى أربع مرات متتالية، وهو أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية، وهو ما يأتي في سياق التحذير من الحمائية المتزايدة فضلاً عن تراكم الديون.
ولم يكن صندوق النقد الجهة الوحيدة المتشائمة حيال الوضع الاقتصادي العالمي في هذا العام، بل إن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كذلك خفضت توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي لمستويات هي الأدنى في عقد، بفعل تدهور النشاط الصناعي.
137 قرار خفض للفائدة.. تحركت البنوك المركزية حول العالم لدعم الاقتصاد العالمي الآخذ في التباطؤ مع تزايد الحمائية والتوترات السياسية ما دفع ما يزيد عن 50 بنكاً مركزياً حول العالم لخفض معدل الفائدة 137 مرة في عام 2019 حتى 19 ديسمبر/كانون الأول.
ويأتي هذا التحرك من جانب البنوك المركزية بقيادة الفيدرالي الذي خفض الفائدة 3 مرات متتالية، مع خفض حاد (بلغ النصف من 24 إلى 12 بالمائة) من جانب تركيا، وتحرك محدود من قبل الصين يحدث للمرة الأولى في عدة سنوات.
2000 دولار للأوقية.. وصل سعر البلاديوم إلى مستوى قياسي خلال عام 2019 بعدما كسر حاجز الـ2000 دولار للأوقية في إحدى جلسات ديسمبر/كانون الأول؛ بفعل مخاوف حول نقص الإمدادات العالمية من المعدن، والذي تصل مكاسبه لنحو 55 بالمائة هذا العام في ظل واقع تزايد الطلب.
وتجاوز بذلك سعر البلاديوم، والذي يستخدم في المحفزات التي تحد من الانبعاثات الناجمة عن السيارات التي تعمل بالبنزين، أعلى مستوى في تاريخ الذهب، والذي تقف مكاسبه السنوية عند 18 بالمائة، والمسجل عام 2011 عندما بلغ المعدن الأصفر 1921.17 دولار للأوقية.
12.9 مليون برميل يومياً.. اتبع إنتاج الولايات المتحدة النفطي اتجاهاً تصاعدياً في عام 2019 ليسجل مستويات قياسية مرتفعة جديدة واحدة تلو الأخرى إلى أن أنهى العام عند أعلى مستوى في تاريخه والبالغ 12.900 برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر/كانون الأول.
وتتزامن هذه الطفرة في الإنتاج الأمريكي من الخام وسط محاولات منظمة أوبك وحلفاؤها تقليص المعروض النفطي للحفاظ على توازن السوق مع حقيقة التوافق حول تعميق اتفاق خفض مستويات الإنتاج من 1.2 إلى 1.7 مليون برميل يومياً خلال الربع الأول من العام الجديد.
28 ألف نقطة.. شهد عام 2019 تسجيل "وول ستريت" مستويات قياسية مرتفعة جديدة مرة تلو الأخرى ليتجاوز "داو جونز" الصناعي حاجز الـ28 ألف نقطة مع حقيقة أن مكاسب المؤشرات الثلاثة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة في مجمل العام.
ولم يكن العام بأكمله مظلل باللون الأخضر لكن تخلله بعض الخسائر القوية لتتحول أسواق الأصول الخطرة إلى النطاق الأحمر، مع حقيقة أن أداء الأسهم في الاتجاهين الصاعد والهابط تأثر بالتطورات التجارية والاقتصادية على حد سواء سواء سلبية أم إيجابية.
قفزة 85 بالمائة.. استطاع سهم "آبل" من حصد مكاسب بنحو 85 بالمائة في عام 2019 حتى نهاية تعاملات 30 ديسمبر/كانون الأول، والتي من شأنها أن تمثل أفضل أداء سنوي منذ عام 2009، ليكون أكبر الرابحين في "داو جونز".
وينهي سهم الشركة الأمريكية العام في نطاق قريب من أعلى مستوى سجله على الإطلاق والبالغ 293 دولاراً مع حقيقة أن القيمة السوقية لصانعة هواتف الآيفون تواصل الصعود أعلى تريليون دولار والمحقق في أغسطس/آب من عام 2018.
100 بالمائة مكاسب.. تمكنت عملة البيتكوين الإلكترونية من حصد مكاسب قوية بلغت 100 بالمائة تقريباً في عام 2019 لترتفع من مستوى أقل قليلاً من 4 آلاف دولار في بداية العام إلى مستوى دون 14 ألف دولار في منتصف العام قبل أن تعود مجدداً إلى نطاق الـ7 آلاف دولار.
وتأتي تلك الزيادة القوية في قيمة العملة الافتراضية الأكبر حول العالم بعد النكبة التي تعرضت لها تلك الأصول المشفرة في عام 2018 والتي اعتقد خلالها أن تلك الفقاعة انتهت، وبالتزامن مع الإعلان عن عملة فيسبوك الجديدة "ليبرا" والتي لم تخرج إلى النور حتى الآن وسط مخاوف بشأن آثارها على استقرار النظام المالي.
خسائر 37 بالمائة.. تعرضت عملة الأرجنتين إلى خسائر قوية في العام الحالي حتى نهاية تعاملات يوم 26 ديسمبر/كانون الأول بلغت 37.22 بالمائة مع استمرار المشاكل والأزمات المالية وسط مخاوف التعثر عن سداد الديون.
وبعد أن فقدت العملة نصف قيمتها في منتصف العام، بدأت مؤخراً تقلص من خسائرها مع فرض ضوابط مالية وتغييرات سياسية أدت لتصعيد "ألبرتو فرنانديز" إلى السلطة كما أعلنت الحكومة مؤخراً خطة تشمل مجموعة من التغييرات لمواجهة الأزمة المالية.
صفر بالمائة.. قام البنك المركزي في السويد برفع معدل الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماع السياسة النقدية الأخير في عام 2019 لينهي خمس سنوات من البقاء تحت مظلة الفائدة السالبة.
ولا يزال هناك أربعة بنوك مركزية حول العالم تستخدم معدل الفائدة السالبة وهما اليابان (-0.1 بالمائة) وسويسرا (-0.75 بالمائة) ومنطقة اليورو (-0.5 بالمائة) والدنمارك (-0.75 بالمائة).
32 عاماً.. حصد حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بقيادة بوريس جونسون أكبر أغلبية منذ عام 1987 خلال الانتخابات العامة التي أجريت يوم 12 ديسمبر/كانون الأول وهي الأغلبية التي من شأنها كسر الجمود السياسي المتعلق بملف البريكست.
وساهمت هذه الأغلبية في تعزيز آمال تمرير صفقة البريكست داخل البرلمان البريطاني تمهيداً لتنفيذ عملية الخروج أخيراً، حيث أن مجلس العموم أقر القراءة الثانية لمشروع قانون اتفاقية الانسحاب بأغلبية وسط ترقب التصويت على الصفقة.