أخبار عاجلة

بلاك روك تشرح: هل ارتفاع سندات الأسواق الناشئة مبرر؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: ارتفعت سندات الأسواق الناشئة وسط التهدئة في التوترات الجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم.

ويناقش كبير استراتيجي الدخل الثابت في أكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم "سكوت تيل" خلال رؤية تحليلية نشرتها مدونة "بلاك روك" تداعيات الاستثمار بناءً على هذه الخلفية.

ويُعد أحد المستفيدين من التهدئة المتوقعة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين: سندات الأسواق الناشئة والتي ارتفعت مؤخراً وتجاوزت أداء نظرائها في الأسواق المتقدمة.

ونحن - بلاك روك - نرى عوامل أخرى داعمة لسوق ديون الأسواق الناشئة في هذا الوضع: خفض معدل الفائدة المحتمل من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع (يجدر الإشارة إلى أن المركزي الأمريكي نفذ خفضاً ثالثاً بالفعل).

ويضاف إلى خفض الفائدة عوامل أخرى مثل احتمالية استقرار الدولار الأمريكي وتعافي نمو الأسواق الناشئة فضلاً عن الهدنة التجارية المؤقتة للولايات المتحدة والصين.

ونفضل ديون الأسواق الناشئة المختارة بسبب عوائدها المحتملة.

ومع ذلك، فإن التقلبات والتحولات حيال المحادثات التجارية على المدى القريب من المرجح أن تجعل رؤيتنا محايدة تجاه أسهم الأسواق الناشئة، والتي لديها تعرض أكبر للصين.

وبشكل عام، تظل عوائد الدخل الثابت قرب الحد الأدنى من نطاقاتها التاريخية، حيث أن التحول الحذر من قبل البنوك المركزية العالمية دفع معدلات الفائدة للهبوط وأسعار السندات للارتفاع.

ويوضح الرسم البياني السابق كيف ينطبق ذلك بشكل خاص على عوائد ديون الأسواق الناشئة، والتي تراجعت وسط عوائد السندات الحكومية الأساسية الآخذة في الهبوط وتضييق الفوارق الائتمانية لعوائد الديون.

وفي العام الحالي حتى الآن، فإن كل من سندات الأسواق الناشئة المقومة بالعملة الأجنبية - والتي تقوم بالدولار الأمريكي على وجه التحديد - ونظرائها المقومة بالعملات المحلية للاقتصاديات الناشئة (والتي تُسمى بسندات العملة المحلية)، قد حققت عوائد قوية.

وسجلت السندات المقومة بالعملة الصعبة تفوقاً في الأداء، وهو ما يرجع بشكل أساسي إلى قوة أداء سندات الخزانة الأمريكية.

ورغم هذا التفوق في الأداء، لكننا نفضل أسواق السندات المقومة بالعملة المحلية كما نرى أن لديها المساحة للتحرك في بقية عام 2019، بالنظر لتوقعاتنا لنطاق التحرك المحدود للدولار الأمريكي وإمكانية تيسير السياسة النقدية في العديد من الأسواق الناشئة وسط أرقام التضخم الجيدة.

الوضع بالنسبة للعملات المحلية

ساهم التحول الحذر للفيدرالي في تعافي العملات المحلية للأسواق الناشئة أمام الدولار الأمريكي، ومن المرجح أن يستمر هذا الوضع في المدى القريب.

ونتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدل الفائدة مجدداً في العام المقبل بعد تقليصها هذا الأسبوع، وسط سعيه لتوفير ضمانة ضد تباطؤ اقتصادي واسع النطاق.

وساعدت خطوة الفيدرالي الأخيرة بشأن ضخ السيولة في أسواق المال كذلك في إضعاف الدولار وإبقاء معدلات الفائدة منخفضة.

ولا تزال هناك عوامل أخرى وراء نظرتنا الإيجابية لأسواق السندات المقومة بالعملات المحلية.

ويضغط تباطؤ القطاع الصناعي على نمو اقتصاديات الأسواق الناشئة لكن جانب الاستهلاك في الاقتصاد العالمي ظل صامداً إلى حد كبير حتى الآن.

ونرى مخاطر محدودة حيال حدوث تباطؤاً اقتصادياً حاداً أو ركوداً في عالم الأسواق الناشئة، وهو السيناريو الذي قد يؤدي لانخفاض عملات الأسواق الناشئة.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تقود الأسواق الناشئة تعافي النمو الاقتصادي العالمي في عام 2020.

كما نرى كذلك المجال لتنفيذ البنوك المركزية عمليات خفض في معدل الفائدة في عدد من دول الأسواق الناشئة بما في ذلك إندونيسيا والهند والبرازيل والمكسيك، لأسباب ليس أقلها أن الضغوط التضخمية بالاقتصاديات الناشئة تبدو مائلة نحو الاتجاه الهبوطي.

وبالنسبة لديون الأسواق الناشئة المقومة بالعملة المحلية، نفضل الاستثمار في سندات الدول غير المتصلة بالصين، حيث من المتوقع أن يتدهور النمو الاقتصادي أكثر وسط التوترات التجارية الجارية.

ونرى أن هناك فرصاً في دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك وكذلك في الدول التي ليست عرضة بشكل مباشر للتوترات الأمريكية الصينية مثل الهند.

لكن لدينا نظرة محايدة حيال أسهم الأسواق الناشئة بشكل عام بالنظر لمنظورنا الحذر تجاه الدول ذات الصلة بالصين والتي تُشكل جزء كبير من مؤشر أسهم الأسواق الناشئة.

كما نرى أن التوترات التجارية العالمية المتنامية والناجمة عن الحمائية لا تزال محرك رئيسي للنشاط الاقتصادي والأسواق المالية بالنظر إلى المستقبل.

وتظهر أبحاثنا أن الزيادة الكبيرة في عدم اليقين التجاري قد أدت تاريخياً إلى فقدان شهية المخاطرة على الأسهم كما تسببت في طلب متزايد على السندات السيادية للأسواق المتقدمة.

ويؤثر عدم اليقين التجاري سلباً على معظم الاقتصادات الآسيوية إلى حد كبير، وذلك بسبب تعرضها بشكل أكبر للصين.

خلاصة القول

يوجد مخاطر على رؤيتنا بشأن الأسواق الناشئة، ويشمل ذلك قوة الدولار الأمريكي بشكل كبير والتي لا تعتبر سيناريو أساسي متوقع بالنسبة لبلاك روك.

وترى أكبر شركة لإدارة الأصول عالمياً أنه من المرجح أن يظل تداول الدولار ضمن نطاق محدود حتى عام 2020.

ومع ذلك، توجد بعض المخاطر من ارتفاع قيمة الدولار في وقت لاحق من عام 2020، حيث أن توقعات الأسواق لقيام الفيدرالي بتيسير سياسته النقدية لا تزال مبالغ فيها بالنسبة لنا.

وتُشكل الأمور الجيوسياسية خطراً مستمراً على الأسواق الناشئة.

وحتى الآن، لم يكن هناك سوى قدر ضئيل من العدوى في الأسواق الناشئة على نطاق أوسع جراء النزاعات في تركيا والشرق الأوسط والأزمة الاقتصادية في الأرجنتين.

لكن هذا الوضع يمكن أن يتغير سريعاً بناءً على كيفية تطور هذه السيناريوهات.

مباشر (اقتصاد)