أخبار عاجلة

في الصين.. تصنيف "AA+" الائتماني لا يعني النجاة من الإفلاس

في الصين.. تصنيف "AA+" الائتماني لا يعني النجاة من الإفلاس في الصين.. تصنيف "AA+" الائتماني لا يعني النجاة من الإفلاس

تحرير: نهى النحاس

مباشر: رغم أن سوق السندات الصينية البالغة قيمته 13 تريليون دولار يبدو هاديء في العام الجاري مع وجود عدد أقل من حالات التخلف عن السداد مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هناك تيار مضطرب تحت السطح يهدد بابتلاع المستثمرين غير الحذرين.

وقال شولي رن الكاتب الصحفي في مقال نشرته وكالة "بلومبرج" إن ما حدث لشركة "إكس وانج" بمثابة قصة تحذيرية، فمنذ أيام أعتقد هذا التكتل الصناعي المتعثر في مقاطعة شاندونغ الشمالية الشرقية أن بإمكانه الاقتراض بتكلفةة بسيطة.

والشركة التي تمتد أعمالها التجارية من معالجة زيت الذرة إلى تصنيع الفولاذ حاوت جمع مبلغ 450 مليون يوان (63.5 مليون دولار) بإصدار سندات بكوبون يتراوح ما بين 7.5 بالمائة إلى 8.5 بالمائة.

ولم يتم إتمام الصفقة، وفي الوقت نفسه حذرت الشركة من عدم يقينها بشأن قدرتها على سداد سندات قصيرة الآجل بقيمة مليار يوان مستحقة في تاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولم يكن من المفترض أن يتم الأمر بهذه الطريقة، حيث أخبرت الشركة المؤسسات الاستثمارية التي اشترت سندات في 2015 والتي لديها خيار بيع مستحق في ديسمبر/كانون الأول المقبل بأن ليس لديها ما يكفي من الأموال لسداد المبلغ الأساسي للقرض كما كان متوقعاً.

وبدلاً من إجبار "إكس وانج" على التنصل من وعودها، فإن الشركة اعتبرت أن الدائنين سيكونوا أفضل حالاً إذا قامت بإعادة تمويل الديون بسندات جديدة.

ولكن المحاولة الذكية من الشركة تحولت لسبب للأزمة، وتباين ذلك العرض بشكل كبير عن السوق السائدة، فسعر سندات الشركة إصدار 2015 والتي تقدم عائد عند 7.4 بالمائة بلغ آخر سعر تداول له مستوى 50 سنتاً لكل دولار.

ورغم ذلك فهناك جانب مضيء، فالمستثمرين يبدو وأنهم يتمسكون بالأمل بأن الشركة الخاصة ستتلقى حزمة إنقاذ من جانب .

ولدى مقاطعة شاندونغ تاريخ طويل في مساعدة القطاع الخاص الذي يمثل أكثر من نصف إنتاجها الإجمالي المحلي.

وتلقت شركة "وانابي شاندونغ روي" العاملة في القطاع التكنولوجي في الأسبوع المامضي إنقاذاً جزئياً من مؤسسة تمويلية تابعة للحكومة المحلية.

كما كان لشركة لـ"إكس وانج" نصيباً من ذلك، حيث تلقت في الربع الثالث من العام الجاري 3 مليارات يوان من تمويل حكومة المقاطعة والذي يهدف إلى مساهدة الشركات الخاصة بإصدارات سيولة.

ويتعين على شركة "إكس وانج" التي تمتل أصول بقيمة 50 مليار يوان أن تسدد للمستثمرين 7.7 مليار يوان على مدار العام المقبل، حال أن اتجه مقرضيها لتفعيل خيار البيع.

أما الوضع المالي للشركة فهو ضعيف للغاية حيث يوجد لديها سيولة مالية قيمتها 1.4 مليار يوان فقط بنهاية يونيو/حزيران، فيما تدر تدفقات نقدية تشغيلة تبلغ 4 مليارات يوان سنوياً، وفي الوقت نفسه فإن أصولها الأكثر سيولة تم تقديمها كضمانات من أجل الحصول على قروض.

وتنبع بعض المتاعب التي تواجه "إكس وانج" من حقيقة أنها تستخدم ضمانات متبادلة، وهي ممارسة شائعة ما بين شركات القطاع العام والخاص في الصين من أجل الحصول على مزيد من الائتمان.

والمصاعب تتمثل في الأمور التي يمكن أن تنهار بسرعة حينما يعاني أحد هؤلاء الضامنين من أزمة مثلما حدث مع بعض شركاء "إكس وانج"، ولكن سجل الشركة الحافل يمكنه أن يقدم ما يكفي من الخدمات لتنأى بنفسها خارج أي فوضى.

وبالعودة لعام 2017 فإن "إكس وانج" تمكنت بمساعدة الحكومة المحلية من أن تصبح وصية على شركة الألمونيوم "كوكسنج" والتي هي أحد شركائها في الضمان المتبادل والتي تعرضت للإفلاس بعدما فشلت في سداد التزامات بقيمة 7 مليارات يوان.

وخسرت "إكس وانج" في هذه المهمة نحو 250 مليون يوان، واعتباراً من مارس/آذار ضمنت 623 مليون يوان من القروض والمستحقة الآن إلى مورد الطاقة الوحيد المملوك للدولة في مقاطعة "زوبنج" ، حيث يقع المقر الرئيسي لشركة "إكس وانج"، وذلك فإنه ليس من الغريب الاعتقاد بأن تلك الخدمات سيتم ردها للشركة عبر خطة إنقاذ.

ولكن الوقت عامل غاية في الأهمية، و"إكس وانج" على وشك الاستسلام.

فالشركة التي كانت على وشك أن تسترد سندات أخرى أثارت فزع السوق في الشهر الماضي عندما لم تكشف على الفور مع منظمي الأسهم عن نيتها لقبول طلبات المستثمرين لممارسة خيار البيع.

وانتهى الأمر بـ"إكس وانج" بسداد 300 مليون يوان للمستثمرين الأفراد بعد الموعد المحدد بيوم واحد، أما بالنسبة للمؤسسات فقد كان التنازل الوحيد الذي حصلوا عليه من الشركة هو خيارات البيع الأكثر تكراراً.

ولكن حتى لو  حكومة مقاطعة شاندونغ مستعدة للمساعدة فإن السؤال الآن هو هل هي قادرة؟ فالمقاطعة المزدهرة لديها بالفعل أكبر عدد من حالات تخلف الشركات عن سداد الديون هذا العام، حيث تضررت المنطقة بشدة من الحرب التجارية الأمريكية الصينية بسبب اعتمادها على القطاع الصناعي.

ويبلغ العدد الإجمالي لحالات التخلف الجديدة عن سداد الديون في الصين هذا العام 26 حالة حتى الآن، مقارنة بـ 38 في عام 2018، ولكن هذا العدد يبدو منخفض بطريقة خادعة، حيث قامت شركات باستحداث طرق فنية لتتجنب إعلان تعثرها عن سداد الديون.

وعلى الرغم من كل مشاكل شركة "إكس وانج" إلا أنها لاتزال تتفاخر بأن تصنيفها الائتماني "AA+".

ومثلما يظهر نموذج شركة "إكس وانج" فإن هناك عدد كبير من الشركات التي تشهد معانا وتحاول الابتعاد عن شبح التعثر بحلول مؤقتة، لكن يوم الحساب يبدو قريباً.

مباشر (اقتصاد)