لماذا يواصل سعر البلاديوم الصعود لمستويات قياسية؟
من: سالي إسماعيل
مباشر: بات البلاديوم في الوقت الحالي الأعلى قيمة من بين المعادن الثمينة الأربعة، حيث أن النقص الحاد في المعروض دفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
ونجح المعدن في حصد مكاسب بنحو 43 بالمائة في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، الأمر الذي جعل سعره يتجاوز سعر الذهب - والذي يقف في نطاق الـ1500 دولار للأوقية - بفارق ملحوظ.
وأنهى البلاديوم تعاملات 28 أكتوبر/تشرين الأول عند مستوى 1802.83 دولار للأوقية وهو أعلى بنحو 42.9 بالمائة أو ما يعادل 541 دولاراً عن مستوى 1261.78 دولار للأوقية المسجل في آخر جلسات العام الماضي.
ويواصل المعدن الأبيض الصعود خلال آخر 6 فصول على التوالي، كما تجاوز سعره 1800 دولار للأوقية في نهاية الشهر الجاري للمرة الأولى على الإطلاق.
ويعتبر البلاديوم مكون أساسي في أجهزة التحكم في التلوث للسيارات والشاحنات، كما أنه واحد من بين 6 معادن من مجموعة البلاتين (إلى جانب الروثينيوم والروديوم والأوزميوم والإيريديوم والبلاتنيوم نفسه).
أداء البلاديوم في آخر عام - (المصدر: وكالة بلومبرج)
وكان تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" للكاتبين "رانجيثا باكيام" و"إدي فان دير والت" قد طرح 8 تساؤلات حول البلاديوم الذي شهد سعره قفزة مفاجأة.
وتأتي الزيادة الحادة في أسعار البلاديوم بفعل الطلب المتزايد على المعدن خاصةً في ظل نقص المعروض، وعلى الرغم من مبيعات السيارات التي تعاني من حالة ركود في العام الحالي.
وتفاقم الطلب على البلاديوم مع تشديد الحكومات حول العالم وبخاصة في الصين اللوائح التنظيمية للقضاء على التلوث الناجم من السيارات، الأمر الذي أجبر صانعي المركبات على استبدال المعدن الذي يستخدموه.
وفي واقع الأمر، فإنه من المتوقع أن تكون كمية البلاديوم المنتجة في العام الحالي أقل من الطلب العام على المعدن للعام الثامن على التوالي، وهو ما أدى لصعود سعره لمستويات قياسية متتالية.
عجز بالمعروض من البلاديوم منذ عام 2012 - (المصدر: وكالة بلومبرج)
وتداول سعر البلاديوم أعلى من سعر الذهب في غالبية العام الجاري.
ومنذ أغسطس/آب 2018، قامت صناديق التحوط بزيادة رهاناتها بأن الأسعار سوف ترتفع، رغم أن سعر البلاديوم في التعاملات الفورية يتداول بعلاوة مقارنة مع العقود المستقبلية، وهو ما يشير إلى تزاحم المصنعين لحيازة المعدن.
وفي الوقت نفسه، يوجد دليل غير رسمي بأن الصين - والتي تعد أكبر مشترٍ في قطاع السيارات - تنفذ عمليات تخزين للمعدن.
وعلى صعيد آخر، يضطر صانعي السيارات لدفع المزيد مقابل المعدن، وربما يتم تمرير هذه الزيادة في نهاية المطاف للمستهلكين.
وبالنظر إلى التاريخ، فإن البلاديوم وغيره من المعادن النفيسة معتاد على التقلبات الحادة في الأسعار في الحالات التي يتجاوز فيها الطلب المعروض.
وصعد البلاديوم بنحو 9 أمثال قيمته من أدنى مستوياته في عام 1996 حتى القمة التي سجلها في عام 2001، بفعل القلق حيال تباطؤ المبيعات الروسية.
ومن المحتمل أن يدفع الصعود القوي في سعر البلاديوم بعض شركات صناعة السيارات للبحث عن بديل لكن من غير المؤكد موعد حدوث ذلك.
وأظهرت الأبحاث حول استخدام البلاتنيوم أن هناك حاجة للتقدم التكنولوجي قبل أن يتمكن من مطابقة أداء محولات التحفيز الحالية القائمة على البلاديوم، طبقاً لشركة "جونسون ماتي"، التي تصنع الأجهزة.
ويرى المحللون أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهراً.
ورغم أن السيارات الكهربية لا تعتمد على الوقود وبالتالي ليست بحاجة إلى البلاديوم، إلا أن استخدام المعدن في السيارات الهجينة يُعد مصدر متزايد للطلب.