أحمد اللقماني (مكة المكرمة)
رغم أن بعض سكان جبل الشراشف هجروا منازلهم القديمة إلا أن البعض منهم ما زالوا متمسكين ببيوتهم القديمة ويعشقون هبوب الرياح التي تهب من أعالي الجبل الذي ظل يشكل جزءا من ذاكرة الكثيرين من أبناء مكة المكرمة، حيث يعيش الجبل في آخر أيامه مع العشوائية.وأجمع عدد من أهالي الجبل أنهم يزورون الحي القديم بين الحين والآخر متأملين بقايا الجبل الذي عاشوا بين أزقته، ولأن سبل الحياة انقطعت في أعلى الجبل بعد أن قطع الخط الرئيسي للماء لذا فقد أصبح السبيل الوحيد للسقيا يتمثل في إحضار صهاريج ماء بأسعار مرتفعة جدا لصعوبة الصعود إلى الجبل فيما يعيش جبل الشراشف آخر أيامه ليطوي صفحة قبل أن يتم هده لكي يلحق بركب التطوير وتحويله إلى حي متطور يتنفس نبض الخدمات.«عكاظ» تجولت في جبل الشراشف وقابلت العديد من أهالي الحي الذين تحدثوا عن ذكرياتهم في الجبل وطموحهم من التطوير.بندر الحفاف الذي صادفته «عكاظ» كان قد أحضر شاحنة صغيرة أمام منزله لينتقل من الشراشف إلى حي آخر.. يقول الحفاف: بعدما جاء الهدد في جبل عمر تضرر جبل الشراشف من انقطاعات الماء وما زاد الطين بلة هو هجرة الكثير من أهالي الجبل إلى الأحياء الأخرى وترك منازلهم للأجانب ولا نعلم هل معهم متخلفون أم لا، لكن ما أعرفه أن الجرائم في الحي أصبحت كثيرة رغم جهود الجهات المختصة في ضبط المتخلفين.وقال يونس أبو زهرة: انتقلت من الشراشف منذ فترة لظروف العمل ويعيش هنا والدي وللأسف أحزنني وضع الشراشف فكل الأحياء والحارات نظيفة إلا أن النفايات كثيرة في الجبل وقد وصلت لارتفاعات مخيفة وانتشرت في كل مكان ولكن رغم هذا إلا أن أبناء الجبل أصروا على إقامة مركاز الحارة خلال أيام العيد وبث البهجة رغم انقطاع الماء وتراكم النفايات.علي مقبول قال إنه لم تتضح للكثيرين من أبناء الحي كيفية بداية آليات تطوير الحي وهل سيشمل منازلهم أم منازل الجيران فالأخبار تتواتر إلينا وقد لا تصل إلينا بالشكل الصحيح لكن ما يهم في هذا كله أن يكون الحي مرآة حضارية ونتمنى أن تكون التثمينات مجزية وبقدر حجم العقار لأن البيوت في مكة المكرمة أسعارها مرتفعة فحديث مركاز الحارة هو هل سيكون تثمين العقار مجزيا أو أنه ستقع بعض الأخطاء كالتي نسمعها من الحارات التي بجوارنا ونأمل من الله أن يكون للتطوير منفعة لأهالي الحي رغم أن أهالي الحي يشعرون بالحزن لفراق مراتع الطفولة والصبا.