أخبار عاجلة

كيف يحقق المستثمرون بالدول الكبرى مكاسب في عالم الفائدة الصفرية؟

كيف يحقق المستثمرون بالدول الكبرى مكاسب في عالم الفائدة الصفرية؟ كيف يحقق المستثمرون بالدول الكبرى مكاسب في عالم الفائدة الصفرية؟

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: إذا كنت بدأت التخطيط للتقاعد، فإن الاحتمالات الأكبر أنه قيل لك أن تقلص من التعرض للأسهم المحفوفة بالمخاطر وإضافة المزيد من سندات الملاذ الآمن.

وهذه في العادة تكون نصيحة المخططين الماليين واستراتيجيين الاستثمار كون السندات توفر مدفوعات دخل ثابتة، وفقاً لتقرير نشره موقع "سي.إن.إن بيزنس".

ولكن هل لا تزال هذه الاستراتيجية منطقية في وقت يشهد هبوط عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الآجل قرب مستويات متدنية تاريخياً عند حوالي 1.5 بالمائة، كما أن السندات في اليابان وألمانيا وفرنسا تقدم فعلياً عوائد سالبة؟.

على الأرجح لا، حيث يقول الخبراء إنه ربما يكون حان الوقت لشراء المزيد من الأسهم.

ويرى "كيفن أوجرادي" مدير محفظة استثمارية في "ميراكل مايل" للاستشارات أن المستثمرين لا يحصلون على عائد كبير، إن وجد، أو نمو من السندات، وبالتالي يجب على المستثمرين المحافظين النظر أكثر للأسهم عالية الجودة.

وبدأت العديد من شركات التكنولوجيا الرائدة في دفع توزيعات أرباح للمساهمين، وهذه إشارة جيدة لأنها تمنح المستثمرين أفضل ما في كلا العالمين: القدرة على الاعتماد على وجود دخل والنمو.

ويضيف أن الشركات ذات نماذج الأعمال القوية والهوامش الربحية المرتفعة ستكون أكثر قوة في فترة اتجاه هبوطي في الاقتصاد.

توزيعات الأرباح أمر مقدس في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة

ويتخوف الأشخاص الذين اقتربت فترة تقاعدهم والمتقاعدين على وجه التحديد من سوق السندات، كما تقول "إيفي كوماناكوس" الشريك الإداري في مجموعة كونكورد المالية.

وتوضح: "الناس قلقة بشأن الأسهم لكنها محبطة كذلك من معدلات الفائدة المنخفضة، لذا، أين ستذهب من أجل تحقيق دخل؟".

وتضيف أن المستثمرين يجب أن يكونوا قادرين على توفير عوائد بنحو 4 بالمائة سنوياً فقط من توزيعات الأسهم طالما أنهم يركزون على الشركات التي تتمتع بموقف مالي قوي والتي تكون قادرة على الاستمرار في زيادة مدفوعات أرباح الأسهم.

وبطبيعة الحالية، حتى الأسهم التي تدفع توزيعات أرباح يمكن أن تتضرر إذا وقع - أو كما يجادل البعض بأنها مسألة حتمية - الاقتصاد الأمريكي في نهاية المطاف داخل مرحلة ركود اقتصادي.

ويعتبر انقلاب منحنى عائد السندات الأخير بمثابة إشارة منذرة بالسوء، حتى على الرغم من أن فترات الركود الاقتصادي تميل إلى أن تبدأ بعد مرور فترة تتراوح بين 18 إلى 24 شهراً عقب تجاوز عوائد السندات قصيرة الآجل نظيرتها التي يحل موعد استحقاقها بعد فترة طويل.

وبغض النظر عن مخاوف الركود الاقتصادي، فإن هناك كذلك مخاوف مشروعة بأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستضر أرباح كبرى الشركات الأمريكية مثل آبل وكوك وجنرال موتورز وكاتربيلر.

لكن صناديق الاستثمار العقاري والتي تميل إلى دفع أرباح كبيرة تبدو جذابة نسبياً، وفقاً لما قاله "ريتش كلاينمان" المدير الإداري للبحوث والاستراتيجية في إدارة الاستثمار لاسال.

ويشير إلى أنه عندما تكون معدلات الفائدة منخفضة، فإنه يمكن للمستثمرين الباحثين عن عائد النظر إلى العقارات.

ولدى صناديق الاستثمار العقاري استثمارات في السندات والأسهم كما تميل نحو المستثمرين المحافظين كونها توفر دخلاً أكثر استقراراً.

ويحتاج المستثمرون لاختيار مراكزهم في صناديق الاستثمار العقاري لأن الاقتصاد الأمريكي آخذ في التباطؤ.

وكشف تقرير الوظائف الأخير أن الولايات المتحدة أضاف 130 ألف وظيفة لسوق العمل خلال شهر أغسطس/آب الماضي، في أحدث إشارة على هذا التباطؤ.

ويقول "كلاينمان" إن الشركات التي تملك مكاتب طبية وشقق سكنية تمثل رهانات جيدة حتى لو كان الاقتصاد يتباطأ أكثر.

ويرى كبير استراتيجيي الاستثمار في "بي.إم.أو" لإدارة الأصول العالمية "جون آدمز" أنه إذا استمر الاقتصاد الأمريكي في فقدان القوة فمن الممكن أن تنخفض عوائد سندات الخزانة.

كما يعتقد أن عوائد سندات الشركات الأمريكية وسندات المقاطعات أو الولايات قد تتجه للهبوط أيضاً.

ويعتبر هذا بمثابة سبب رئيسي وراء اعتقاد "آدمز" في أن المستثمرين يجب أن يركزوا أكثر على الأسهم التي توزع أرباحاً.

كما يشير إلى أن متوسط عوائد توزيعات الأرباح بالنسبة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يقف الآن عند 1.9 بالمائة، وهو أعلى من العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات ولا يبعد كثيراً عن عائد سندات الخزانة التي يحل موعد سدادها بعد 30 عاماً والبالغ 2 بالمائة.

بعض السندات لا تزال جذابة

لكن ذلك لا يعني أن كافة أنواع السندات ستكون بمثابة "الثقب الأسود" بالنسبة للمستثمرين الذين يفضلون الاستثمارات طويلة الآجل.

ويقول "آدمز" إن هناك بؤر في سوق الدخل الثابت لا تزال تبدو جذابة مثل ديون الأسواق الناشئة.

من الحقيقي أن عدم الاستقرار السياسي في بعض الأسواق الناشئة مثل المخاوف الأخيرة بشأن الأرجنتين بسبب ضعف الاقتصاد وارتفاع معدل التضخم يمثل مشكلة.

لكن "آدمز" يجادل بأن المفوعات المرتفعة من سندات الأسواق الناشئة تفوق هذه المخاوف.

ويدفع صندوق الاستثمار المتداول "إس.بي.دي.أر دوبل لاين" للدخل الثابت للأسواق الناشئة عائد بنسبة 4 بالمائة على سبيل المثال، في حين أن صندوق الاستثمار المتداول "آي شيرز جي..مورجان" لسندات الأسواق الناشئة "إيه.إم.بي" يقدم عائد 5.4 بالمائة.

وتُعد السياسة أمر هام دائماً في الأسواق الناشئة لكن هذا هو السبب وراء الحصول على عوائد مرتفعة، وما زالت قضايا مثل تلك التي تحدث في الأرجنتين أمور منعزلة نسبياً، كما يقول "آدمز".

وتعتقد "كوماناكوس" من "كونكورد المالية" أن المستثمرين المحافظين يمكنهم الاستفادة من امتلاك السندات إذا استمرت معدلات الفائدة في الانخفاض.

ويجدر الإشارة إلى أن السندات تتحرك في الاتجاه المعاكس للعائد على تلك الديون الحكومية.

وتشير "كوماناكوس" إلى أن السندات يمكن أن تكون مثمرة إذا كان يتم استخدامها من منظور السعر بدلاً من شرائها من أجل العائد.

ويعتبر الوقت الحالي هو الوقت المناسب للمستثمرين من أجل إعادة تقييم ما يوجد داخل محافظهم الاستثمارية في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد العالمي، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليهم الذعر.

وتقول "كوماناكوس" إن هناك قلق، لكن لم يحن الوقت من أجل بيع كل شيء.

وتتابع: هل ستنهار الأمور؟ ليس بعد، لكننا نتبع أقصى درجات الحذر ونبحث عن إشارات على وجود صعوبات قادمة، وهذا هو السبب في الحفاظ على التنويع داخل المحفظة الاستثمارية.

مباشر (اقتصاد)