فوضى البيتكوين تتواصل مع مشاكل عملة فيسبوك
تحرير: سالي إسماعيل
مباشر: تعرضت البيتكوين وأسواق العملات الإلكترونية في الأسبوع الماضي للانهيار، حيث هبط سعر البيتكوين بشكل مفاجئ.
ويناقش الكاتب بيلي بامبرو المتخصص في التكنولوجيا والاقتصادي خلال رؤية تحليلية نشرها موقع "فوربس" الفوضى التي أصابت البيتكوين في ظل تصريحات رئيس فيسبوك حول العملة الرقمية "ليبرا".
وفقد سعر البيتكوين حوالي 15 بالمائة في موجة بيعية مفاجئة يوم الثلاثاء الماضي، ما أدى لتراجع أسواق البيتكوين والعملات الافتراضية على نطاق أوسع.
وتسببت الخسائر الحادة في مفاجئة المستثمرين الذين كانوا يأملون في أن يعطي الإطلاق المرتقب بشدة لمنصة "باكت" للعملات الافتراضية دفعة للبيتكوين.
وفي الوقت الحالي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك "مارك زوكربيرج" أن عملته الرقمية "ليبرا"، والتي يُنسب لها الفضل إلى الحد الكبير في إثارة الاتجاه الصعودي لعملة البيتكوين في وقت سابق هذا العام، قد لا يتم تدشينها في عام 2020 كما كان متوقعاً في السابق.
وقال زوكربيرج في تعليقاته مع صحيفة "نيكي آسيان ريفيو" اليابانية: "من الواضح أننا نريد المضي قدماً في مرحلة ما قريباً، وأن هذا الأمر لن يستغرق سنوات عديدة حتى الإطلاق".
وتابع: لكن التركيز في الوقت الراهن ينصب على التأكد من أن القيام بهذا الأمر يتم بشكل جيد.
وتعرضت عملة فيسبوك "ليبرا" إلى معارضات في كافة أنحاء العالم، حيث حذرت الدول بما في ذلك الهند وفرنسا والولايات المتحدة من أنها ستقوض عملاتهم المحلية.
كما شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً عنيفاً على "ليبرا" و"البيتكوين" والعملات المشفرة في وقت مبكر من هذا العام.
وأضاف زوكربيرج أن العديد من الأشخاص لديهم تساؤلات ومخاوف، قائلاً: "نحن ملتزمون بالتأكد من أننا نعمل من خلال كل هذا قبل المضي قدماً".
وشهد سعر البيتكوين مزيداً من الخسائر يوم الخميس، فاقداً نحو 5 بالمائة ليتراجع دون مستوى 8000 دولار لكل وحدة بيتكوين.
وقادت البيتكوين كاش، وهي أحد مشتقات البيتكوين نفسها، سوق العملات المشفرة للهبوط، مسجلة خسائر في ذلك اليوم بأكثر من 5 بالمائة لتدفع حصيلة خسائرها الأسبوعية لنحو 30 بالمائة.
وتأتي الموجة البيعية في عملة البيتكوين بعد الإطلاق عديم التأثير لمنصة العملات الافتراضية "باكت"، والتي تم الإفصاح عنها في العام الماضي وسط التباهي بأن عملاق البرامج "مايكروسوفت" وسلسة مقاهي "ستاربكس" من ضمن شركاؤها.
وتسمح منصة "باكت" للمتداولين والمؤسسات الاستثمارية بمبادلة ما يسمى بالعقود الآجلة التي يمكن تسويتها فعلياً للبيتكوين، ما يعني أن التجار والمستثمرين غير قادرين على بيع عملات بيتكوين أكثر مما يملكون بالفعل، لكن العدد الإجمالي للتداول بلغ فقط 72 عملية بحلول نهاية يومها الأول.
ويأتي ذلك مقارنة مع أكثر من 5000 تداول في اليوم الأول من العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو التجارية "سي.إم.إي"، والتي تم إطلاقها في ذروة الهوس بالبيتكوين في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وحققت البيتكوين تعافياً محدوداً في تعاملات الخميس لكنها كانت مجدداً دون مستوى 8 آلاف دولار وتتداول حالياً عند مستوى 7990 دولار، وفقاً لما قاله "ماركوس سوانيبويل" الرئيس التنفيذي لمنصة البيتكوين والعملات الرقمية "لونو".
وشوهدت خسائر مشابهة في كافة العملات الرئيسية البديلة للبيتكوين، وهذا التراجع في القيمة بكل تأكيد هو نتيجة التشاؤم العام داخل الأسواق العالمية لكن التغيير في هيكل السوق مع إطلاق العقود المستقبلية للبيتكوين على منصة "باكت"، يعتقد أن يكون عاملاً مساهماً، طبقاً لعدد من المتداولين.
ولقد طرحت عملة فيسبوك "ليبرا"، والتي يعتبرها البعض كمنافس للبيتكوين، كعملة عالمية، حيث تهدف عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لإشراك أكبر عدد ممكن من الدول.
ومع ذلك، فإن مستهدفها الرئيسي يتمثل في الدول النامية حيث تكون الخدمات المصرفية وإمكانية الوصول للتمويل منخفضة.
ولا يزال كل من فيسبوك وزوكربيرج يعانون من فضائح تتعلق بمشاركة البيانات والخصوصية والتي أصابت الشركة في السنوات الأخيرة وأدت إلى تساؤلات حول قوة بعض أكبر شركات الإنترنت في وادي سيليكون.
ويقول زوكربيرج: "جزء من النهج وكيف تغيرنا هو أنه الآن عندما نفعل أشياء ستكون حساسة للغاية بالنسبة للمجتمع، نريد أن يكون لدينا فترة من الزمن يمكننا خلالها الحديث بشأن تلك الأمور والتشاور حولها مع الأشخاص والحصول على ردود أفعال والعمل على حل تلك المشاكل قبل طرحها".
وتابع: وهذا نهج مختلف للغاية عما كنا نسلكه قبل خمس سنوات مضت، لكنني اعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك على المستوى الذي نعمل فيه.