تحرير: سالي إسماعيل
مباشر: من المقولات الشهيرة في "وول ستريت" أن الأسواق ترسل رسائل مختلطة هذا العام، حيث يروي مستثمرو السندات والقلقون من الحرب التجارية حكايات عن الأزمة الاقتصادية، بينما يحكي تجار الأسهم قصص متفائلة بشأن الشركات الأمريكية.
ولكن ربما يجب علينا جميعاً تفحص موقع "تويتر" بدلاً من ذلك لاكتشاف أي القصص أكثر واقعية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وبالنسبة لأستاذ الاقتصاد في جامعة ييل والحائز على جائزة نوبل "روبرت شيلر"، فإن الأفكار التي تنتشر بشكل فيروسي أكثر أهمية مما تتخيل بالنسبة للتنبؤ باتجاه الاقتصاد مقارنة بأرقام النمو الاقتصادي وأسعار الأصول.
وفي كتابه الأخير "حكاية الاقتصاد"، جادل البالغ من العمر 73 عاماً والمشهور بتحليله لفقاعات الأصول، بأن القصص يمكن أن تتحول إلى تكهنات تتحقق ذاتياً مع هذا النوع من الفعالية التي يغفل عنها الاقتصاد السائد في أغلب الأحيان.
ومع الرياح التجارية المعاكسة والتي تضعف النمو الدولي، بينما أغلب المؤشرات تظهر أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في وضع جيد، فإن هذه النظرية قد حان وقتها.
والأنباء الجيدة هي أن احتمالات حدوث ركود اقتصادي في عام 2020 تقل عن 50 بالمائة، كما يقول شيلر في مقابلة مع وكالة أنباء بلومبرج في لندن.
وذكر شيلر: "في سبتمبر/أيلول 2008 شهدنا إفلاس بنك ليمان والاستحواذ على محطة الإذاعة الأمريكية "وامو"، وتحول الحديث حينذاك إلى، هل هذا عام 1929 مجدداً؟".
لقد أعاد الوضع حينها القصص المخيفة لتلك الفترة، لكن هذه القصص ليس بارزة في الوقت الحالي، وفقاً لشيلر.
وأوضح شيلر أنه سيشجع "جو بايدن" ليكون المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية والفائز في نهاية المطاف في انتخابات العام المقبل، على الرغم من اعترافه بأنه سيدعم أيّ منافس ضد دونالد ترامب.
كما حذر شيلر من أن الأفكار اليسارية لـ"بريني ساندرز" و"إليزابيث وارين" مثل زيادة الضرائب على الأثرياء، ستجعل من الصعب الفوز في استطلاع وطني كما ستضر سوق الأسهم.
ويجيب شيلر عن ثمانية تساؤلات حول تلك المسألة.
لماذا تقف الأسهم والسندات معاً قرب مستويات تاريخية؟
من وجهة نظري أن العالم مدفوع بالعديد من القصص، لماذا يدفع شخص ما أسعار السندات لأعلى ولا يدفع أسعار الأسهم لأسفل؟، إن الأسعار يتم تحديدها من قبل الناس التي تقوم بالتداول وبالتالي يمكننا رؤية تناقضات في البيانات.
وتعتبر عوائد السندات المنخفضة قرب مستويات قياسية متدنية أو حتى العوائد السالبة ناجمة عن المخاوف من أدوات الاستثمار الأخرى، كما أنها مرتبطة بقصص الركود الاقتصادي المزمن أو روايات الركود.
ما هي القصص الشائعة اليوم؟
هناك قصة الركود الاقتصادي المزمن أو حكاية "نموذج اليابان الذي ينتشر الآن في العالم"، والتي تبدو معقولة ظاهرياً.
وعلى ما اعتقد لم يتنبأ أحد بأن نظام معدل الفائدة الحالي المنخفض سيظل قائماً حتى عام 2019، لذا عند سؤالي مرة أخرى خلال 10 أعوام قد امتلك نموذجاً للتكهن.
ما الذي قد يجعل التقلبات تتزايد مجدداً؟
يمكن أن يكون العودة إلى القصص التي تحفز الخوف، كما حدث في عام 2008، ما أدى لزيادة حجم التقلبات بشكل سريع، وكان هناك عودة إلى حكاية الكساد العظيم.
وفي سبتمبر/أيلول 2008 شهدنا إفلاس ليمان والاستحواذ على "واتو" ثم تحول الحديث حينذاك إلى، هل هذا هو عام 1929 مرة أخرى؟.
ولقد أعاد ذلك آنذاك القصص المخيفة، لكن هذه الحكايات ليست بارزة في الوقت الحالي، حيث أن الناس ليسوا قلقين للغاية بشأن سوق الأسهم لكنهم مهتمون بأشياء أخرى مثل دونالد ترامب أو بوريس جونسون.
هل سيكون الركود الاقتصاد القادم للولايات المتحدة كبيراً أم معتدلاً؟
الإجابة الطبيعية هي أنه لن يكون سيئاً مثل عام 2008، وذلك لأن الأخير كان بمثابة الركود الأسوأ على الإطلاق.
والسؤال هو ما الذي قد يجعل الركود المقبل سيئ؟، إنه سيكون نوعاً من القصص المخيفة التي ستعود بقوة جديدة مثل حكاية الكساد العظيم أو حتى حكاية عام 2008.
وفي الولايات المتحدة، فإن الثقة صمدت بشكل جيد للغاية، حيث أنها لم تنمو بشكل سريع لكنها لا تزال مرتفعة بما يشير إلى أن الناس غير مذعورين، وهذا يعني أن الكثير من الناس لا يهتمون بمحفظة الأسهم الخاصة بهم.
هل هناك فقاعة في الاستثمار السلبي؟
ربما يسمح الاستثمار السلبي للفقاعات بالنمو بشكل أقوى، وعلى الجانب الآخر، لا يزال لدينا الكثير من المستثمرين النشطين، ولا أعلم إن كنت أشعر بالقلق بشكل خاص.
صحيح أن الاهتمام قد تحول بعيداً عن الأسهم الفردية إلى المؤشرات، لكن صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة والي تعتمد على رصد التقلبات لاختيار الأسهم تبدو مثل محاولة لإصلاح ذلك.
هل سيخفف ترامب من حديث الحرب التجارية قبل الانتخابات؟
يولي ترامب احتراماً كبيراً لشعوره الداخلي، ولا يستمع إلى أيّ سلطة معينة، ولذا اعتقد أنه سيصبح أكثر عنفاً مع تراجع معدلات شعبيته.
من هو مرشحك المفضل لانتخابات عام 2020؟
أميل إلى تفضيل "بايدن" بسبب اعتقادي أن لديه أفضل فرصة للفوز، وسأختار أياً منهم ضد دونالد ترامب.
وكانت قوة "بيرني ساندرز" في الانتخابات الأخيرة مثيرة للدهشة لأنه يصف نفسه بأنه اشتراكي، وهذه كلمة سيئة في الولايات المتحدة، ولا اعتقد أن بيرني ساندرز سيفوز.
وبالنسبة إلى "إليزابيث وارين" فهي امرأة ذكية لكنها أكثر يسارية من أن يتم انتخابها في الولايات المتحدة، وفي حالة حدوث ذلك فمن شأنه أن يكون انتصاراً مفاجئاً.
كيف سيؤثر فوز وارين أو ساندرز على الأسهم؟
المشكلة مع "ساندرز" و"وارين" هي أنهما يريدان فرض ضرائب على المستثمرين الأثرياء، ومن المفترض أن يضر ذلك بالسوق.
وفي الوقت نفسه، فإن السوق لا يتسجيب بشكل منطقي دائماً.