من: أحمد شوقي
مباشر: تعرض سوق النفط لصدمة قوية لم يشهدها منذ سنوات إثر الهجوم على شركة "أرامكو" السعودية ليأتي ذلك على رأس الأحداث العالمية بنهاية تعاملات اليوم الإثنين.
وبدأت الحكاية في عطلة نهاية الأسبوع عندما نشب حريق في معملين لتكرير النفط لدى شركة "أرامكو" إثر هجمات لطائرات درون مما تسبب في وقف نصف الطاقة الإنتاجية للشركة وما يعادل 5 بالمائة من المعروض العالمي للنفط ومن هنا جاءت الصدمة لسوق النفط.
ومع نقص المعروض، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط بالولايات المتحدة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
كما صرح ترامب بأنه على ما يبدو أن إيران هى المتسبب في حادث أرامكو لكنه لن يكن متسرعاً في الرد، في الوقت الذي ذكر فيه بيان للسعودية أن أسلحة إيرانية وراء هذا الهجوم وفقاً للتحقيقات الأولية رغم نفي طهران ذلك.
ومن جانبه، قال وزير الطاقة الروسي إن العالم يمتلك مخزونات كافية من النفط لتعويض الخسائر المؤقتة جراء الهجوم على "أرامكو".
وكانت أسعار النفط هى أكبر المستفيدين من حادثة "أرامكو" حيث تجاوزت مكاسبها 14 بالمائة عند تسوية تعاملات اليوم بعد أن قفزت 19.5 بالمائة في مستهل الآسيوية مسجلاً أكبر مكاسب منذ 1991.
وقلصت أسعار النفط مكاسبها نسبياً خلال الجلسة إلى 9 بالمائة مع توقعات بإمكانية استعادة جزء من الإنتاج النفطي المفقود، لكنه ارتفعت مجدداً بعد أن ذكرت تقارير صحفية أن الشركة السعودية تحتاج المزيد من الوقفت للقيام بذلك.
وتعليقاً على الحادث، قال "جولدمان ساكس" إن هذا الهجوم قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع نحو 75 دولار للبرميل، كما أضاف في مذكرة أخرى للعملاء، أن قفزة الخام قد تؤثر سلباً على سعر الغاز الطبيعي.
مؤشرات وأرقام
أدت التوترات الجيوسياسية إلى تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية في نهاية الجلسة، حيث فقد "داو جونز" أكثر من 140 نقطة مسجلاً الهبوط اليومي الأول في 9 جلسات.
وعلى الرغم من إجراءات التحفيز التي قام بها البنك الأوروبي، ارتفعت احتمالات تثبيت معدلات الفائدة الأمريكية إلى 36 بالمائة خلال الاجتماع المقبل بعد أن كانت "صفر" قبل شهر.
كما أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية جلسة اليوم على انخفاض بقيادة أسهم السلع المنزلية على خلفية التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
فيما أغلقت البورصة اليابانية أبوابها اليوم أمام المستثمرين في عطلة رسمية احتفالاً بعيد احترام المسنين.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، ارتفع الإنتاج الصناعي في الصين بأقل وتيرة منذ عام 2002، كما تراجع النشاط الصناعي في ولاية نيويورك الأمريكية بأكثر من التقديرات.
وفيما يتعلق بسوق العملات، حقق الدولار الأمريكي مكاسب ملحوظة مسجلةً أعلى مستوى في أسبوعين مستفيدة من التوترات الجيوسياسية وتغريدة ترامب بالإضافة إلى خسائر اليورو والإسترليني.
وفي عرض مستمر، هاجم ترامب الاحتياطي الفيدرالي مطالباً إياه بخفض الفائدة الأمريكية واتخاذ إجراءت تحفيزية.
فيما استفادت عملات الدول المصدرة للنفط مثل كندا والنرويج من حادث "أرامكو" لتسجل مكاسب ملحوظة خلال التعاملات.
ومن بين المستفيدين أيضاً من هجوم "أرامكو" كانت أسعار الذهب التي ارتفعت بنحو 12 دولاراً عند تسوية التعاملات مع التوترات الجيوسياسية وخسائر الأسهم.