تحليل.. الملاذات الآمنة تخطف الأنظار بالخليج مع تذبذب الأسهم
من: إيناس بهجت
أبوظبي – مباشر: يعلو طيف الملاذات الآمنة في عيون المستثمرين خلال فترات تصاعد الحرب التجارية والتوترات بشأن استقرار الوضع الاقتصادي العالمي وسط احتمالية الدخول في أزمة اقتصادية لم تحدث منذ عام 2008 والاتجاه إلى مزيد من خفض الفائدة.
وتستكمل بتلك التوترات العالمية، المخاوف حيال تحقيق نسب نمو اقتصادي منخفض، والتداعيات الخطيرة في البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن القلق الجيوسياسي في منطقة الخليج العربي والهجوم المتكرر على ناقلات النفط.
وبنهاية آخر جلسات شهر أغسطس الماضي، تباين أداء الأسواق الخليجية؛ حيث تصدر التراجعات السوق السعودي بعد أن هبط لأدنى مستوياته في 8 أشهر بسبب تراجعات الأسهم المالية والتي كانت داعماً على النقيض بسوق أبوظبي ودفعته للارتفاع الطفيف.
بدوره توقع إبراهيم الفيلكاوي خبير أسواق المال، أن تبدأ الأسواق الخليجية تداولات الشهر الحالي على ارتفاعات محدودة.
وفسر إبراهيم الفيلكاوي تلك التوقعات المحدودة بترقب المستثمرين لتصريحات جديدة بشأن الحرب التجارية الصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وعلق المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس مصر، لـ"مباشر"، أن أسواق الأسهم تواجه تحديات الحرب التجارية العالمية والتوترات مع إيران.
وأكد أحمد معطي، أنه في حالة حل تلك المشاكل من الممكن أن تتنفس أسواق الأسهم من تلك الضغوط خلال الشهور المقبلة من العام الحالي؛ تجاوباً مع محفزاتها الخاصة.
لكن في المقابل، في حالة عدم وضوح الرؤية أمام المستثمرين، وانتشار حالة من الضبابية في المشهد العالمي والإقليمي، يلجأ المستثمرون عادة إلى ما يُعرف بالملاذات الآمنة، حيث مناطق محدودة التذبذب أحد معايير المخاطرة التي يهتم بها المستثمرون.
المعدن الأصفر
وفي تحليل عميق لعضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية بالإمارات لـ"مباشر"، أكد أن الذهب من أكثر الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون مباشرة، فمنذ شهر مايو/أيَّار الماضي يشهد المعدن الأصفر ارتفاعات ومكاسب مستمرة تزامناً مع تصاعد نيران التوترات العالمية.
وأضاف وضاح الطه أن عمليات جني الأرباح على المعدن الأصفر لدى المستثمرين تكون دائماً في نطاق محدود للغاية لا يكبد الذهب خسائر كما هي الحال في أسواق الأسهم.
ووفقاً لأحد تقارير البنك السويسري "يو بي إس"، أشار محللون إلى أنه من المتوقع أن تصل أسعار الذهب خلال الثلاثة الشهور القادمة بنهاية عام 2019 إلى مستوى 1.600 دولار للأونصة الواحدة.
وأرجع المحللون تلك التوقعات الإيجابية إلى استمرار حالات عدم اليقين في الأوضاع العالمية حتى نهاية العام الحالي 2019، مما يدفع الذهب إلى مزيد من الارتفاعات والمكاسب.
وكان المعدن الأصفر سجل مكاسب قوية خلال شهر أغسطس/آب الماضي تجاوزت الـ90 دولاراً على خلفية التوترات التجارية والمخاوف الاقتصادية.
ومع بداية شهر سبتمبر/أيلول الجاري تتصاعد أسعار الذهب مع تزايد الطلب على الملاذات الآمنة بعدما أطلق أكبر اقتصادين حول العالم جولة جديدة من تعريفات الند للند على سلع بعضهما البعض.
وتتسبب الجولة الجديدة من التعريفات في تصعيد الحرب التجارية المطولة كما أنها تضيف المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، بدأ سريان مفعول تعريفات أمريكية بنحو 15 بالمائة على بعض السلع الصينية كما قامت بكين بتطبيق رسوم تتراوح نسبتها بين 5 و10 بالمائة على منتجات مستوردة من الولايات المتحدة.
ويتجه المستثمرون في العادة خلال أوقات عدم اليقين التجاري، إلى أسواق الملاذ الآمن والتي يأتي في مقدمتها الذهب.
لكن المكاسب جاءت محدودة في ظل تأكيد الرئيس الأمريكي أن جولة المحادثات المزمع عقدها هذا الشهر لا تزال قائمة، ما يعني تقليص بعض التفاؤل التجاري.
عملات قوية
لفت المحلل الاقتصادي، إلى أن العملات الكبيرة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، تأتي في المركز الثاني والثالث من حيث أكثر الملاذات الآمنة للاستثمار خلال الفترة المقبلة.
وعزى وضاح الطه أمان تلك العملات إلى أن نسبة التقلبات بها محدودة للغاية مقارنة بالعملات الأخرى التي قد تتأثر بالاضطرابات المحيطة.
الفضة
وتتربع الفضة على المراكز الأولى بالملاذات الآمنة في الاستثمار بالوقت الحالي، حيث بلغت الأسعار الحالية أكثر من 18 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2013، مؤكداً أنها أسعار غير مسبوقة للفضة.
ويشير بعض المحللين إلى أن ارتفاعات الفضة ترتبط ارتباطاً كبيراً بمكاسب المعدن الأصفر، فبين تلك المعادن النفيسة علاقة طردية قوية.
من المعادن الأخرى التي من الممكن أن تأخذ موقعاً ومكانة دولية في الوقت المتبقي من العام الحالي، البلاتين، حيث يلمع بريقه خلال الفترة الأخيرة كواحد من الملاذات الآمنة التي يقبل عليها المستثمرون، وفقاً لتوقعات الطه.
نصائح
وقال وضاح الطه إن حصة الملاذات الآمنة من قيمة المحفظة الاستثمارية تتوقف عليها المنطقة التي يتواجد فيها المستثمرون، إذ إن المنطقة التي يتواجد بها توترات عالية يرتفع فيها نسبة إقبال الاستثمار على ما يرونه الأفضل بالنسبة لهم.
ونصح الخبير الاقتصادي المستثمرون باللجوء إلى شركات رصينة والابتعاد عن شركات ذات التذبذب المرتفع.
ودعا عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية بالإمارات، إلى الاستثمار في الصندوق السيادي النرويجي، أكبر صندوق استثماري في العالم بحجم 1.108 تريليون دولار بحسب تقارير معهد الثروات السيادية في سويسرا.
وذكر وضاح الطه أن الصندوق حالياً في تقليل الاستثمار في الأسهم الأوروبية، نظراً لمخاوف التقلبات بسوق الأسهم، مؤكداً أن هذه تعديلات محورية في هيكل الاستثمار في أكبر صندوق استثماري بالعالم حيال أسواق الأسهم.
ترشيحات:
كيف يرى المحللون تداولات أسواق الخليج في سبتمبر؟
إلى أين تتجه بوصلة أسواق الخليج؟
أسهم العقار الإماراتية تستبشر برسائل محمد بن راشد
9 أسهم تخالف ارتفاعات أسواق المال الإماراتية
الإمارات.. موسم عمل جديد ورسائل تحفيزية لاستنهاض الهمم وقرارات تاريخية