قمة الدول السبع تنطلق وسط مخاوف فشل تاريخي

من: سالي إسماعيل

مباشر: من المرجح أن تنعقد قمة مجموعة الدول الصناعية السبعة الكبرى "G-7" وتنتهي بدون التوصل إلى بيان رسمي مشترك للمرة الأولى في تاريخها البالغ 44 عاماً.

ومن المقرر أن يجتمع قادة سبعة دول - كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - في مدينة بياريتز الفرنسية بداية من اليوم السبت وحتى الإثنين.

وفي ظل قضايا جمة تشغل أذهان الجميع، من التجارة والبريكست والبيئة وعدم المساواة في الدخل وغيرهم الكثير، فإنه من المستبعد أن تتوج هذه القمة بتوافق سبعة رؤساء على أرضية مشتركة.

وفي حال حدوث ذلك، فإنها ستكون المرة الأولى في التاريخ منذ بدء تلك الاجتماعات - والتي تهدف لمناقشة قضايا اقتصادية ودولية - في عام 1975، التي يفشل فيها هذا المنتدى في الخروج برأي محدد.

وتأتي قمة هذا العام وسط اشتعال أجواء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مؤخراً، والقلق بشأن اتجاه بعض الدول لخفض قيمة عملتها للحصول على مزايا تنافسية، والقلق حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

ويمكن النظر إلى اقتراح عودة للانضمام إلى مجموعة الدول السبعة أحد القضايا الشائكة التي قد تثير جدلاً واسع النطاق داخل القمة المرتقبة.

ومنذ قمة العام الماضي المنعقده في كندا، فإن الأمور سارت من السيء إلى الأسوأ، حيث تتفاقم قضايا ذات الصلة بتغيير المناخ فضلاً عن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وبالإضافة للخلاف بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي حول الموازنة.

فرنسا تشعل فتيل مخاوف الفشل

أشعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فتيل المخاوف من الفشل مسبقاً بتخليه عن التقليد المتعارف عليه وهو تكليل القمة السنوية بالنجاح، ليعلن أزمة شديدة للغاية تتعلق بالديمقراطية.

وقال ماكرون في حديثه في مؤتمر صحفي في باريس قبل أيام قليلة من قمة الدول السبع إن محاولة إصدار بيان مشترك ستكون على الأرجح بمثابة عملية عديمة الجدوى.

وكان تأمين التوافق في القمة السنوية خلال الأعوام الأخيرة أثبت صعوبته بشكل متزايد، وهو ما يرجع بشكل جزئي إلى تفضيل الرئيس الأمريكي للاتفاقيات التجارية الثنائية عن الاتفاقيات متعددة الأطراف.

وبالعودة إلى عام 2018، فإن غادر القمة مبكراً رافضاً التوقيع على البيان الختامي الجماعي وتورط كذلك في إهانات شخصية بشأن التجارة مع رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو".

300577d7a1.jpg

هل تعود روسيا؟

تحولت مجموعة الدول السبع إلى مجموعة الدول الثمانِ في الفترة من عام 1998 وحتى عام 2014 مع انضمام روسيا.

لكن منذ ذلك الحين تم استبعاد روسيا على خلفية ضم شبه جزيرة القرم وهو ما اعتبر آنذاك بمثابة انتهاك للقانون الدولي.

لكن على الصعيد الآخر، دعا الرئيس الأمريكي إلى عودة روسيا مرة أخرى والتحول لمجموعة الدول الثمانِ، مبرراً موقفه بأن هناك الكثير من الأشياء التي يتم التحدث عنها في القمة تتعلق بروسيا.

وأبدى ماكرون تأييده لهذه الدعوة مع الإشارة إلى أنه يجب دعوة روسيا للمشاركة في القمة السنوية لعام 2020.

لكن في المقابل، عارض رئيس وزراء أوكرانيا "فولوديمير غرويسمان" هذا المقترح بشأن بلاد الدب الأبيض واضعاً شرط مسبق للعودة يتمثل في أن تعيد روسيا النظر في سياستها.

قضايا أخرى!

ومن المفترض أن تشهد القمة وضع حد لاستخدام البلاستيك ومشاريع تعويض الكربون وإعادة تدوير بقايا الأطعمة المهدرة وكذلك تعزيز المساواة بين الجنسين.

ويعمل المجلس الاستشاري للمساواة بين الجنسين في مجموعة الدول السبع يعمل على إعداد مجموعة من التوصيات، داعياً القادة السبعة ودول أخرى خلال اجتماعهم في بياريتز، من أجل اعتماد وتنفيذ أطر تشريعية للمساواة بين الجنسين.

وتكمن هذه التوصيات في أربعة أمور أساسية والتي تتمثل في إنهاء العنف وتعزيز التمكين الاقتصادي وتوفير المساواة في جانبي التعليم والصحة والتخلص من التمييز في السياسات العامة.

كما من المقرر أن تكون حماية المحيط والحد من تلوثه أحد القضايا المطروحة على أجندة القمة المزمع عقدها في عطلة نهاية الأسبوع.

الصورة المثيرة للجدل

جدير بالذكر أن المستشارة الألمانية ميركل أثارت الجدل في قمة العام الماضي بعدما نشرت صورة للقادة من القمة عبر أحد حساباتها الرسمية على موقع للتواصل الاجتماعي والتي يمكن أن تكون مقدمة للخلافات المنتظرة في هذه القمة.

d8c703fbe0.jpg

 

مباشر (اقتصاد)