أخبار عاجلة

تحالفات الإقليم... ما تداعيات انضمام البحرين إلى التحالف الأمريكي في "هرمز"

جاء ذلك في بيان صدر عن البنتاغون، يوم الاثنين، أمس الأول، أعلن عنه رئيس القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، ورحب من خلاله بانضمام مملكة البحرين إلى "المجتمع الدولي لبناء الأمن البحري".

وعن أسباب إقدام البحرين على هذه الخطوة، وعواقبها على منطقة الخليج، واحتمال انضمام دول أخرى إلى التحالف الأمريكي، تحدّث لـ "سبوتنيك" خبراء من وإيران والدول العربية.

عوامل انضمام البحرين إلى التحالف؟

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة

© AP Photo / Evan Vucci

اعتبر الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط في البحرين، أمجد طه، خلال حديثٍ لـ"سبوتنيك" أن هذه الخطوة منطقية للغاية بالنسبة لحكومته، وأن "مملكة البحرين واحدة من الدول التي عانت ولا تزال من أفعال إيران سواء كان في المياه الإقليمية أو خارجها أو براً أو جواً، والذي لطالما هدّد أمن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير".

وأضاف طه: "من الطبيعي جداً أن نجد مملكة البحرين تقف اليوم مع الولايات المتحدة الأمريكية، لمكافحة إرهاب إيران، خاصة في المياه الدولية، كما أنه من الطبيعي أن تكون البحرين في أي تحالف يكافح الإرهاب"، على حد وصفه.

كيف ستكون ردّة فعل الدول العربية الأخرى؟

عبّر طه عن ثقته بردة فعل الدول العربية التي تكافح الإرهاب، معتبراً أنها ستكون إيجابية بشكل كبير، ومضيفاً: "قد يكون هناك دول أخرى، أو ميليشيات أو كيانات إرهابية في المنطقة، ستقف بكل تأكيد ضد أي تحالف يكافح ذيول هذه الأنظمة داعمة الإرهاب".

بينما قال كبير المحاضرين في كلية الدراسات الشرقية لدى المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أندريه شوبريغين، لـ"سبوتنيك": "لن تردّ دول الخليج العربي على هذا بأي شكل من الأشكال، لأنه بالتأكيد تم الاتفاق على هذه الخطوة مع "، مضيفاً أن إسرائيل أعلنت استعدادها للانضمام إلى التحالف، لكنها لم تنضم بعد.

وأضاف شوبريغين: " أعتقد أن اللاعبين الإقليميين لديهم شكوك بأن سيكون سعيداً إذا لم يذهب النفط الخليجي إلى أي مكان على الإطلاق، رغم أنه يقول العكس. وفي هذه الحالة سيتم حل المشاكل التالية المتعلقة بالصخور الزيتية في الولايات المتحدة لمدة طويلة".

وأوضح أن دول الخليج العربي ليست في عجلةٍ من أمرها للانضمام إلى التحالف مع أوروبا، لأن البدء بحرب واسعة النطاق يعتبر خطراً كبيراً.

هل تنضم دول عربية أخرى؟

يعتقد الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، غريغوري لوكيانوف، أن العديد من الدول يمكن أن تنضم إلى التحالف الأمريكي رغم أن هذا الاحتمال ضئيل، موضحاً: "هذا يتوقّف على مدى إلحاح الولايات المتحدة".

وأضاف لوكيانوف في تصريح لـ"سبوتنيك": "فيما يتعلق بهذه الدول الكبيرة التي لها وزنها الجيوسياسي كالسعودية والإمارات، فإن ذلك يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكانهم تسوية عدد من المواقف الأخرى المثيرة للجدل، كما الوضع في اليمن الذي يتطلب اهتماماً أكبر منهم، لذلك يمكننا القول إنه فيما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي فإنه من غير المحتمل أن تدعم التحالف الأمريكي".

وعن احتمال انضمام الدول العربية الأخرى، أردف الباحث الروسي: "من غير المرجح أن تدعم قطر التحالف، بينما قد تدعم سلطنة عُمان هذا التحالف تحت ضغط بريطاني، وهناك احتمال بانضمام السعودية".

وشدّد لوكيانوف على أن "وقت اقتراح هذا التحالف غير موفق أبداً، واليوم، لا يحبّذ الوضع الجغرافي والسياسي في منطقة الخليج تشكيل تحالفات واسعة النطاق".

بدوره أشار الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط في البحرين، أمجد طه، إلى أنه "لم تؤكد حتى الآن مشاركة دول معينة في التحالف، لكن إذا ما تأكدت المشاركات سيتم الإعلان عن ذلك، وستعلن كل الدول موافقتها بشكل رسمي، لكن ما يهم الآن هو مكافحة العدو الأول والوحيد في المنطقة للمواطن العربي وللمنطقة، وهو إيران"، على حد قوله.

© REUTERS / AHMED JADALLAH

وقال طه "بكل تأكيد هناك دول تقف مع التحالف الدولي، إن كانت المملكة العربية السعودية أو الإمارات أو ، وهذه الدول ستشكل قوة لهذا التحالف، وهناك دول أوروبية ستشارك حيث هناك حديث عن بريطانيا والدنمارك وغيرها. ولا ننسى أن هذا التحالف يحمي الملاحة الدولية من الإرهاب، ورأينا كيف أن إيران استهدفت ناقلات السويد وليس الإمارات والسعودية فقط، إذاً إيران تهدد الملاحة الدولية، وما هذا التحالف إلا لحماية الملاحة الدولية والأمن الدولي".

لإيران كلام آخر

اعتبر مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران، أمير الموسوي، خلال حديثٍ لـ "سبوتنيك" أن: "البحرين تضم أكبر قاعدة بحرية عسكرية أمريكية، وأن الأمريكيين والإسرائيليين يركزون هذه الأيام على البحرين، لأنها تبدو الدولة الوحيدة التي فقدت كل مقومات السيادة، من ناحية بيع القضية الفلسطينية في مؤتمر المنامة الذي فشل، ولأن إعلانها عن الانضمام جاء بطلب أمريكي واضح، بعد فشل الأمريكان في تشكيل هذا التحالف بسبب عدم تجاوب الدول الوازنة في المنطقة وفي العالم".

وأضاف الموسوي "إلى الآن لا يوجد أي تجاوب لهذا التحالف، خاصة وأنه فقد مقوماته وأسبابه بعد حل المشكلة مع بريطانيا، بالإفراج عن السفينة الإيرانية في جبل طارق، وكذلك الجهد المبذول من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتشكيل إقليمي بمشاركة الدول المجاورة".

وأشار الباحث الإيراني إلى وجود إقبال من بعض الدول الرئيسية على هذا التحالف بقيادة إيران، كالعراق والكويت وقطر وسلطنة عمان، وهناك احتمال أن تكون الإمارات كذلك، حيث أنها أعطت مؤشرات إيجابية للالتحاق والتفاهم مع الحلف الجديد حسب بعض التسريبات، وكذلك هناك مؤشرات أيضاً على أن السعودية ستلتحق، وهذا يرتبط بزيارة الوفد السعودي القادم إلى طهران، حيث سيطرح الموضوع، واليوم وزير الخارجية الإيراني أعطى إشارة واضحة على أن التفاهم الإقليمي بات جاهزاً تقريباً.

وتعليقاً على إعلان البحرين عن انضمامها للتحالف الأمريكي قال الموسوي: "إن البحرين الآن تغرد خارج السرب، بسبب سيرها بسرعة نحو التحالف، والتطبيع العلني مع إسرائيل، بسبب أزمتها الداخلية، حيث أن الأغلبية في البحرين لا تؤيد هذا التوجه".

وتحدّث الموسوي عن أن المؤشرات لا تدل على أن أي دولة أخرى ستنضم إلى هذا التحالف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه "فاشل نوعاً ما"، وإيران ترفضه، وتعتبر أي انضمام إليه "اعتداءً على السيادة الإيرانية، وستتعامل معه بهذا المنحى.

وختم الموسوي "المسؤولون في إيران أكدوا أن أي تحالف خارج التفاهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون تحالفاً عدائياً، وستتعامل معه إيران والقوات المسلحة بهذا المعنى، لذلك أعتقد أن الطرح الروسي سيكون هو البديل، باعتباره لاقى تجاوباً كبيراً في المنطقة".

SputnikNews