أخبار عاجلة

إيقاف الرتل التركي و"رسائل النار"... ما هي سيناريوهات المواجهة في إدلب

شهد سير المعارك على محاور إدلب وحماة اليوم تطورا نوعيا، حيث أوقف سلاح الجو بالقوة النارية رتلا عسكريا تركيا عند معرة النعمان كان يتجه جنوبا، وقالت السورية أن الرتل التركي هدفه دعم الجماعات المسلحة وأوضحت أنها مستمرة بعمليتها العسكرية في إدلب، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الرتل كان هدفه دعم نقطة المراقبة التركية التاسعة وأدانت الاستهداف.  

الخط المباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 20 يونيو/ حزيران 2019

© Sputnik . Alexei Nikolskiy

وكانت المعارك قد احتدمت في الأيام الماضية بين الجيش السوري مدعوما بسلاحي الجو السوري والروسي على محاور ريف إدلب الجنوبي وبين التنظيمات المسلحة، وتمكن الجيش السوري أمس الأحد من الاقتراب من مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي (حلب - دمشق) والسيطرة على نقطة "حاجز الفقير" شمال المدينة.

الاقتراب من خان شيخون شمالا جاء بعد اتجاه الجيش السوري وتوسعه في الأيام الماضية شرق الهبيط وشمال شرق الهبيط حتى وصل إلى نقطة "تل النار"، ثم الالتفاف والعودة باتجاه خان شيخون من الشمال، وأيضا الإشراف ناريا على طريق حلب دمشق الدولي.

خبراء مطلعين، استبعدوا في تعليقاتهم لوكالة "سبوتنيك" وقوع أي مواجهات بين الجيشين السوري والتركي، وأشار بعضهم أن إدلب ستشهد عملية تحرير كما شهدتها حلب بنهاية عام 2016، وأن الاستهداف السوري للرتل التركي هو رسائل من نار أن الخطوط الحمر ممنوع تجاوزها في إدلب.

دمشق اتهمت تركيا بأن الرتل العسكري التركي جاء لدعم الجماعات الإرهابية، وقالت الخارجية السورية اليوم:

 "آليات مدرعة تركية محملة بالذخائر تجتاز الحدود وتدخل باتجاه بلدة خان شيخون بريف إدلب لنجدة إرهابيي جبهة النصرة المهزومين ما يؤكد الدعم التركي اللامحدود للمجموعات الإرهابية".

وأدان البيان السوري الإجراءات التركية، وأكد الجيش السوري أنه سيتابع عملياته قائلا "السلوك العدواني للنظام التركي لن يؤثر بأي شكل على عزيمة وإصرار الجيش العربي السوري في الاستمرار بمطاردة فلول الإرهابيين في خان شيخون وغيرها، حتى تطهير كامل التراب السوري من الإرهاب".

وتمكن الجيش السوري ظهر اليوم من قطع الطريق الدولي بين خان شيخون ومعرة النعمان ناريا وبالتالي قطع خطوط الإمداد عن التنظيمات المسلحة في خان شيخون، مع استمرار الغارات الجوية على مواقع المسلحين في مختلف المحاور، فيما تشير المعطيات أن تقدم الجيش السوري مستمر نحو السيطرة وتحرير مناطق جديدة على مختلف المحاور.

أنقرة أعلنت أن الرتل العسكري التابع لها تعرض لغارة جوية في محافظة إدلب أثناء انتقاله من نقطة مراقبة تركية بالمحافظة، وقال بيان وزارة الدفاع التركية إنه "على الرغم من التحذيرات المتكررة التي وجهناها لسلطات الاتحادية، تستمر العمليات العسكرية للنظام السوري في منطقة إدلب، في انتهاك للمذكرات القائمة والاتفاقات مع روسيا الاتحادية، بما يسبب ضررا بالغا للمدنيين والأبرياء، بما يتحول تدريجيا لمأساة إنسانية".

وتابع البيان "وفي مواجهة تلك العمليات المستمرة... والتي تهدد طريق الإمداد لنقطة المراقبة التركية رقم 9، بدأنا نشر قوات لنا في يوم 19 آب/ أغسطس في الخامسة والنصف صباحا، مع تقديم معلومات مسبقة لروسيا الاتحادية للإبقاء على طريق الإمداد مفتوحا، ولضمان سلامة نقطة مراقبتنا ومنع فقدان المزيد من أرواح المدنيين والأبرياء بالمنطقة".

ولفت البيان أنه "أثناء التحرك، استهدفت غارة جوية قافلتنا في الساعة 8:55 صباحا، مما تسبب في مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين".

وختم البيان: "ندين بشدة هذا الهجوم الذي يناقض الاتفاقات والتعاون والحوار القائم مع روسيا الاتحادية، ودون التخلي عن حق الدفاع المشروع، ننتظر اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار وقوع مثل تلك الحوادث".

الجيش السوري
اعتبر المحلل السياسي والعسكري السوري الدكتور محمد كمال جفا، أن استهداف الرتل التركي هو رسائل نارية لتركيا أن "تجاوز الخطوط الحمراء ممنوع"، ولكنه استبعد أي مواجهات مباشرة بين الجيشين السوري والتركي، وقال في حديثه لوكالة "سبوتنيك":

"عملية استهداف الرتل العسكري التركي تدل على رسائل بالقوة النارية أرادت سورية وروسيا إيصالها إلى القيادة التركية بأن الخطوط الحمراء المتفق عليها بين الأطراف الضامنة لا يمكن لسوريا القبول بتجاوزها وخاصة أن تركيا قامت بكل ما تستطيع خلال الأسابيع الماضية من حيث إطلاق يد المجموعات المسلحة وبكافة تسمياتها بل وقدمت لها كل الدعم اللوجستي والميداني وأمدتها بالعتاد والذخيرة وبل وفرت لها مسرح عمليات مريح للتنقل على كامل قطاع الجبهات الساخنه بل وكانت شريكا لها في القيادة والتشويش والإمداد والتموين للخطوط الأولى وحتى في الإخلاء الطبي للقتلى والجرحى ومن كل الفصائل وبلا استثناء".

وأضاف الدكتور جفا: "ولم يقتصر دعمها على الفصائل المعتدلة المحسوبة على تركيا".

وتابع "مواجهة مباشرة لا يمكن أن تحدث بين الجيشين السوري والتركي ولا حتى بين بين الجيش الروسي والتركي وخطوط التواصل والتنسيق لا زالت مفتوحة لكن بحدها الأدنى وعلى مستويات قيادة منخفضة بالحد الأدنى تفاديا لأية عمليات تصعيد لا تحمد عقباها لأن المصالح التركية الروسية أكبر من الملف السوري وتشمل ملفات إقليمية واقتصادية ضخمة عدا عن وجود تقاربات بين البلدين في ملفات كبرى منها ما يتعلق حتى بالملف السوري...أعتقد أن سير العمليات العسكرية سيستمر وسيكون هناك تنسيق في الحد الأدنى للسماح للقوات المتبقية في القطاع المحاصر في جنوب خان شيخون وسيعمل الجانب السوري والروسي على تطبيق ما اتفق عليه خلال الجولات الماضية والتي عجز التركي عنها لأسباب تخصه من فرق إيقاعه وأوامره على هذه المجموعات وأعتقد أن سيناريو حلب سيتكرر مرة أخرى للاستحواز على بقعة جغرافية أخرى تضاف إلى المناطق الآمنة التي تحظى بسيادة وسيطرة واستقرار الأنظمة والقوانين السورية".

وبدوره استبعد مدير مركز الدراسات  الانتروستراتيجية في بيروت صلاح النشواتي أي مواجهات مواجهات مباشرة بين الجيشين السوري والتركي، ولكنه حذر من خطة تركية لوضع الجيش السوري أمام مواجهة صعبة مع الجماعات المسلحة المتطرفة في مناطق الاشتباك من خلال منع التنظيمات من التراجع والانسحاب نحو إدلب أو العمق التركي، وقال:

تصدي الجيش السوري لمحاولة عبور الرتل العسكري التركي، يعرقل خطة أنقرة التي تسعى لإنشاء نقطة مراقبة جديدة في خان شيخون، والتي تعمل من خلالها على خلق شريط عازل يتألف من النصرة والجماعات المتحالفة معها، ليفصل بين المشروع الإداري التركي في إدلب وبين الجيش السوري، وتسعى إلى تحويل ريف حماه الشمالي بجماعاته الإرهابية من مشكلة تركية إلى مشكلة سورية روسية، مع الحرص على تصفية أية قوات متراجعة من جبهة النصرة بذريعة الخيانة وترك القتال.

وتابع "وتسعى أنقرة إلى تحويل نقاط المراقبة إلى صمامات آمان تضمن عدم تراجع النصرة من شريطها العازل إلى داخل إدلب، أو إلى الداخل التركي، ونتيجة لذلك سيتركز نشاط القوات السورية والروسية نحو منع وصول الأرتال التركية إلى خان شيخون، مع الحرص على عدم المواجهة المباشرة بين تركيا وسورية، وستقتصر المواجهة على عرقلة كل طرف مساعي الطرف الآخر".

SputnikNews