أخبار عاجلة

مع التصعيد الأمريكي الصيني..هل تزيد الحرب التجارية أوجاع سوق النفط؟

مع التصعيد الأمريكي الصيني..هل تزيد الحرب التجارية أوجاع سوق النفط؟ مع التصعيد الأمريكي الصيني..هل تزيد الحرب التجارية أوجاع سوق النفط؟

تحرير: أحمد شوقي

مباشر: من الممكن أن تتسبب الحرب التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في صدمة مزدوجة لسوق النفط الهش.

وبالفعل أدت التعريفات الجمركية المتبادلة إلى انخفاض النفط الخام بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي الحاد أو حتى الركود في الولايات المتحدة والذي يمكن أن يؤثر على الطلب الهزيل بالفعل على الخام.

ولكن قد يكون هناك أيضًا صدمة في الإمدادات، حيث حذر  "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" من أن الصين يمكنها الرد على التعريفات الأمريكية عن طريق شراء كميات هائلة من النفط الإيراني في تحد لعقوبات واشنطن على الدولة العضو في أوبك، وفقاً لشبكة "سي.إن.إن".

وبالتالي إذا تجاهلت الصين العقوبات الأمريكية على طهران، فإن النفط الإيراني قد يغمر السوق.

وكتب "بنك أوف أمريكا" في مذكرة للعملاء أن شراء الصين للنفط الإيراني سيؤدي إلى انهيار سعر "برنت" من 60 دولارًا للبرميل إلى 40 دولارًا.

وتراجعت أسعار النفط في الولايات المتحدة "نايمكس" بنسبة 7 بالمائة تقريبًا منذ نهاية الشهر الماضي، أي قبل يوم واحد من تعهد الرئيس دونالد ترامب بفرض تعريفات بنسبة 10 بالمائة على 300 مليار دولار من الواردات الأمريكية من الصين في الأول من سبتمبر/أيلول المقبل، بالإضافة إلى خسائر بلغت 8 بالمائة لخام "برنت".

وأوضح المصرف الأمريكي أن الجولة الأخيرة من التعريفات الأمريكية على الصين قد تقضي على ما يتراوح بين 250 إلى 500 ألف برميل يوميًا من الطلب العالمي على النفط. 

وكانت شهية المستثمرين نحو شراء النفط تسير بخطى بطيئة بالفعل بسبب التباطؤ الاقتصادي، كما أن وعد الصين بالرد على التعريفات الأمريكية، يلقي مزيدًا من عدم اليقين على النظرة الاقتصادية العالمية.

وبدأت الصين بالرد فعلياً بالأمس عندما سمحت لعملاتها المحلية بالانخفاض إلى أدنى مستوى في 10 سنوات أمام الدولار، كما سعت إلى زيادة استهداف المزارعين الأمريكيين بإعلانها توقف الشركات الصينية عن شراء السلع الزراعية من واشنطن.

تحطم صادرات النفط الإيرانية

يمكن أن تنتقم الصين بشكل غير مباشر من خلال السعي لتقويض سياسة الخارجية.

وتهدف العقوبات التي فرضها ترامب على إيران إلى منع طهران من الحصول على الأموال وخلق صعوبات اقتصادية تجبر البلاد على التخلي عن طموحاتها النووية.

ونجحت العقوبات في إخافة معظم المشترين للنفط الإيراني وضغطت على البلاد، حيث من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة في إيران أعلى 16 بالمائة في عام 2020، وفقاً لصندوق النقد الدولي.

كما انخفضت صادرات النفط الإيراني إلى 530 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران الماضي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وهذا أقل من 2.6 مليون برميل يوميًا في مايو/آيار 2018.

وبعبارة أخرى، فقد قضت العقوبات الأمريكية على حوالي مليوني برميل من إمدادات النفط اليومية، ما ساعد على الحد من تأثير إنتاج الخام  المتزايد من الولايات المتحدة.

ويرى "بنك أوف أمريكا" أن صادرات إيران من النفط سوف تتقلص إلى ما يقرب من الصفر في عام 2020.

الصين قد تسعى إلى تجنب "الاستفزاز المفتوح"

ومع ذلك، ليس الأمر كما هو لو أن الصين توقفت تمامًا عن شراء النفط من إيران.

واستوردت الصين نحو 400 ألف برميل يوميًا من إيران في المتوسط خلال النصف الأول من عام 2019، وفقًا لـ"مات سميث"، مدير أبحاث السلع في "سليبر داتا".

وقال سميث: "يمكن أن تكون إيران وسيلة ممكنة للصين للانتقام من الولايات المتحدة، لكنهم بطريقة ما يفعلون ذلك بالفعل".

وأوضح "سميث" أنه من الصعب تحديد عدد البراميل من النفط التي تم شراؤها في يوليو/تموز الماضي لأن إيران أجرت حيلاً عامة لمحاولة إخفاء أصول هذه التدفقات"، مشيراً إلى  قيام إيران بإغلاق إشارات تتبع السفن وإجراء عمليات النقل من سفينة إلى أخرى.

ويعتقد البعض أن الصين لن تكون راغبة في تصعيد الحرب التجارية بشكل كبير من خلال تقويض حملة ترامب على إيران.

ومن جانبه، قال "مايكل هيرسون" الرئيس التنفيذي لمجموعة "أوراسيا": "الصين لن تتخلص تدريجياً من وارداتها من إيران، لكنهم لن يتوقفوا عن العمل الذي سيكون استفزازًا مفتوحًا لإدارة ترامب".

وأشار "هيرسون" إلى أن الصين سيكون لديها "الكثير لتخسره" إذا ردت الولايات المتحدة على أي مشتريات صينية ضخمة من النفط الإيراني من خلال معاقبة شركة صينية أو مؤسسة مالية كبرى.

أوضح "هيرسون" أن هذا سيفوق فائدة استيراد المزيد من النفط الإيراني وإظهار عدم احترام بكين في واشنطن.

مباشر (اقتصاد)