أخبار عاجلة

مع غياب التحليلات.. الأسهم الصينية أكثر خطراً من أزمة 2015

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: في جميع أنحاء العالم، يراهن المزيد من المستثمرين على أنه بإمكان "الأموال الغبية" التغلب على "الأموال الذكية".

وفي الولايات المتحدة، وهي أكبر سوق للأسهم بالعالم، فإن صناديق الاستثمار السلبية تدير الآن كمية كبيرة من الأصول تعادل قيمة تلك التي تديرها نظيرتها النشطة.

وصناديق الاستثمار السلبي تعتمد على فكرة اقتفاء أثر أداء المؤشرات وعوائدها دون السعي لتجاوز هذا الأداء مع انخفاض مصاريف الإدارة الموقعة على المستثمرين، في حين أن الصناديق النشطة تركز على محاولة التغلب على متوسط أداء السوق عن طريق انتقاء الأصول مع فرض مصاريف إدارية أعلى على المسستثمرين.

وتحذو الصين حذو نظيرتها في الولايات المتحدة من حيث صعود شعبية صناديق الاستثمار السلبي، وفقاً لرؤية تحليلية نشرتها وكالة "بلومبرج أوبينيون" الأمريكية للكاتبة "شولي رن".

وبنهاية 30 يونيو/حريزان الماضي، فإن الأصول المدارة من قبل صناديق مؤشرات الأسهم في الصين ارتفعت بنحو 32 بالمائة مقارنة مع العام الماضي، لتتفوق في النمو على الصناديق النشطة.

ad47c247d9.jpg

ومع قيام المتداولين النشطين في الصين بنقل مدخراتهم إلى صناديق الاستثمار المتداولة، فإنهم مع ذلك بحاجة لأن يكونوا حذرين من المخاطر.

ووفقاً لأحد المؤشرات الرئيسية، فإن سوق الأسهم تبدو أكثر خطورة مما كانت عليه خلال فترة التقلبات الشديدة والمفاجئة في عام 2015.

ونعني هنا بالمؤشر الهام "التغطية التحليلية للأسهم"، والتي تعد بمثابة آلية نقل هامة للمعلومات التي تضمن أن الأسهم لا تنحرف كثيراً عن قيمتها الأساسية.

ولا يتمتع حوالي 20 بالمائة من الشركات بمؤشر "سي.إس.آي 800" - والذي يتبع أكبر الشركات المدرجة في مؤشري شنغهاي وشنجن - بتغطية المحللين من جانب البيع.

كما أن 10 بالمائة آخرين لا يتم تغطيتهم سوى من جانب محلل واحد فقط، وفقاً للبيانات المجمعة من قبل "ناين مارتنجال إنفيستمينت مانجمينت".

وبالمقارنة، فإن حوالي 80 بالمائة من أسهم "سي.إس.آي 800" كانت تتبع من خلال أكثر من محلل واحد في يناير/كانون الثاني عام 2015.

3c0c9b99b0.jpg

وتكون الصورة أجمل قليلاً فقط عندما يرتفع سقف القيمة السوقية.

ومن بين أسهم مؤشر "سي.إس.آي 300" للشركات الكبرى، يوجد 12 بالمائة من الشركات المدرجة يتم متابعتها من قبل محلل واحد أو أقل، وهو أعلى من نسبة 8 بالمائة المسجلة في عام 2015.

ويجب الأخذ في الاعتبار أن الصين ليس لديها نقصاً في الوسطاء الماليين، حيث تضم رابطة الأوراق المالية الصينية، وهي نقابة عمالية، أكثر من 100 عضو.

ويتناقض هذا الأمر بشكل صارخ مع الولايات المتحدة، حيث تتابع "وول ستريت" عن كثب الأسهم في المؤشرات الرئيسية.

ويوجد فقط 16 سهماً في مؤشر "راسيل 1000" يتم متابعتهم بواسطة محلل واحد أو أقل كما أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لا يضم سوى اثنين من تلك الأسهم، بحسب البيانات التي جمعتها وكالة بلومبرج.

وقبل توقف التداول عليها في مايو/آيار 2015، فإن مجموعة "هنرجي ثين فيلم باور" المدرجة في بورصة هونغ كونغ، كانت أكبر عضو في صندوق الاستثمار المتداول "جوجنهايم سولار" بوزن نسبي بلغ 12 بالمائة.

ومع ذلك، لم يكن لدى الشركة الصينية محلل يقوم بتغطيتها كما أن أحجام التداول كانت ضعيفة مثل الألواح الشمسية التي تزعم أنها تقوم بتصنيعها.

ومع امتلاك رئيس مجلس الإدارة "لي هيجون" حصة تبلغ تقريباً 75 بالمائة، فإن أسهم هنرجي كانت عرضة لعملية التلاعب بالأسعار.

وبعد التوقف، فإن صندوق الاستثمار المتداول "جوجنهايم" تراجع بنحو 7.8 بالمائة في يوم واحد، حيث تزاحم المستثمرون الأمريكيون لسحب أموالهم.

ومن الأمور الجديرة بالتساؤل، ما سبب تراجع السماسرة الصينيين عن إجراء أبحاثهم؟، أحد التفسيرات هي تضاؤل حجم التداول.

وفي شنغهاي، يبلغ معدل دوران الأسهم يبلغ حوالي ثلث الذروة المسجلة في عام 2015، حيث عمل المسؤولون على القضاء على التمويل بالهامش إضافة لتراجع الثقة.

ومن خلال تصفح قائمة من الأسهم التي تفتقر إلى التغطية، تبرز شركات السمسرة مثل "شنغهاي للأوراق المالية" و"ويسترن للأوراق المالية" و"سيلاند للأوراق المالية".

وبالعودة إلى عام 2015، فإن المتداوليين بشكل يومي استخدموا هذا القطاع من أجل التأثير في السوق الأوسع نطاقاً.

أما في الوقت الحالي، مع انخفاض أحجام التداول وتراجع قيمة العمولات، فإن السماسرة الأكبر حجماً لا يكلفون حتى عناء تقييم نظرائهم الأقل حجماً.

7ffa7481f6.jpg

وبالفعل اكتشفت بعض صناديق الاستثمار النشطة هذا المأزق، حيث أنه من شأن محفظة استثمارية تم إنشاؤها في بداية العام تضم فقط أسهم "سي.إس.آي 800" التي تشهد تغطية المحللين أن تتفوق في الأداء على محفظة تحتوى أسهم تفتقر للتغطية التحليلية بنسبة 5 بالمائة.

وبعبارة أخرى، ربما لا يزال المستثمرون الصغار في الصين أفضل حالاً في حال انتقاء العمل مع مديري صناديق الاستثمار النشطة.

ومع تأكيد حقيقة أن الصين هي السوق الرئيسي الوحيد المتبقي في العالم الذي يشهد قدرة المتداولين على جني أموال حقيقية، فإن ندرة تغطية المحللين بمثابة سبب آخر لذلك، ويمكن أن يعني أن الأسهم الصينية ليست مناسبة لاستراتيجية الاستثمار السلبي حتى الآن.

مباشر (اقتصاد)