لماذا يرتفع الطلب على ورقة الـ100 دولار حول العالم؟
تحرير: أحمد شوقي
مباشر: في حدث غير معتاد، تجاوز حجم التداول الخاص بالورقة النقدية فئة 100 دولار مؤخرًا الورقة فئة واحد دولار، وذلك لأول مرة في التاريخ.
وبمعنى آخر، أصبحت أكثر الأوراق النقدية قيمة في الولايات المتحدة (فئة 100 دولار) والتي تم إصدارها لأول مرة عام 1862 هى الأكثر تداولًا على نطاق واسع.
وأوضح تقرير نشرته مدونة صندوق النقد الدولي أن حجم الأوراق النقدية من فئة 100 دولار والتي يتم تداولها الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث تضاعف حجمها تقريبًا منذ الأزمة المالية العالمية.
إذن ما الذي يفسر هذه الطفرة في تداول الورقة النقدية التي تحمل صورة "بنيامين فرانكلين" أحد مؤسسي الولايات المتحدة؟، خاصة مع ازدياد خيارات عدم التعامل بالنقد يومًا بعد يوم؟
وفي هذا العصر الذي أصبح رقمياً في كل شئ، هل يتجه الأمريكيون فجأة للحنين إلى الفئات العالية من الدولار؟
ليس تماماً، وفي الوقت الذي يرتفع فيه الطلب الإجمالي على العملة الأمريكية، فإن معظم الأوراق المالية من فئة 100 دولار موجودة خارج الولايات المتحدة.
ووفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، فإن ما يقرب من 80 بالمائة من فئة الـ100 دولار - وأكثر من 60 بالمائة من جميع الأوراق النقدية بالولايات المتحدة - في الخارج، بارتفاع من حوالي 30 بالمائة في عام 1980.
وقد يكون عدم الاستقرار الجيوسياسي أحد الأسباب وراء الارتفاع في تداول الأوراق النقدية فئة 100 دولار، وفقًا لـ"روث جودسون" الخبيرة الاقتصادية في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقالت "جوديسون": "من المحتمل أن يكون الطلب الخارجي على الدولار الأمريكي مدفوعًا بوضعه كأصل آمن".
وفقًا لتعليق نشرته "جودسون" عام 2017، زاد الطلب العالمي على الدولار الأمريكي خلال التسعينيات وحتى أوائل عام 2000، ثم استقر أو انخفض بعد ظهور اليورو عام 2002.
واستمر هذا الانخفاض في الطلب حتى أواخر عام 2008، عندما تسببت الأزمة المالية العالمية في تجدد الطلب على الأوراق النقدية الأمريكية.
ويقول "كينيث روجوف" من جامعة "هارفارد" إن الأوراق النقدية من الفئات العالية والنشاط غير المشروع يرتبطان ارتباطًا وثيقًا.
وأوضح "روجوف": "في جميع أنحاء العالم، تستخدم العملات ذات القيمة العالية بشكل رئيسي لتجنب الضرائب وقواعد التنظيم وللقيام بنشاط غير قانوني".
وتابع : "يتم سداد قيمة الوحدات السكنية والمنازل في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم مقابل أموال نقدية (كاش)، وهذا ليس لأن المشترين يخشون من إخفاقات البنوك".
وهناك عامل آخر قد يكون مؤثراً، حيث أن الطلب السري على العملة الورقية ارتفع بالتأكيد جزئياً لأن معدلات الفائدة والتضخم منخفضة بشكل استثنائي، وفقاً لـ"روجوف".
ولكن لماذا الدولار؟ قد يكون لدورها كعملة احتياطية دولية مهيمنة، بحسب لـ"روجوف".