تحليل.. رسالة دراجي تحجب الأمل المنتظر عن أوروبا
تحرير: سالي إسماعيل
مباشر: في خضم موجة حارة قياسية، كانت أوروبا تبحث عن انكسار أشعة الشمس من فرانكفورت، لكن بدلاً من ذلك قدم ماريو دراجي ضوء خافت ومزيداً من الغيوم.
ويوضح تحليل نشرته وكالة "بلومبرج أوبينيون" للمحلل "ماركوس أشورث" أن أداء اليورو يقول كل شيء.
وعلى الرغم من أن التوقعات لاجتماع المركزي الأوروبي كانت تتمثل في عدم إدخال تغييرات بالسياسة النقدية، إلا أن المستثمرين بنوا توقعاتهم على أن خفض معدلات الفائدة قد ينتج عن اجتماع مجلس المحافظين يوم الخميس.
وقرر المركزي الأوروبي في اجتماعه تثبيت معدل الفائدة دون تغيير، لكنه ألمح إلى احتمالية خفضها في اجتماع سبتمبر/أيلول المقبل مع إمكانية القيام بتدابير تحفيزية جديدة.
ومن المؤكد أن تدهور البيانات الاقتصادية يبرر مزيداً من التحفيز النقدي.
وكان توقع صانعي السياسة النقدية بحدوث تسارع في النشاط الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام واعتبار ذلك مبرر لإنهاء التيسير الكمي في نهاية العام الماضي، يبدو خطأ آخراً.
وما كان مطلوباً هو ضخ جديد لتدابير التحفيز بشكل عاجل، لكن بدلاً من ذلك حصلنا على عرض لعقد مناقشة أخرى في شهر سبتمبر/أيلول كما أن دراجي تحدث بصراحة حاسمة.
ولقد أبلغنا دراجي بأن هناك حاجة إلى حوافز نقدية كبيرة، كما أن صانعي السياسة كانوا غير راضين تماماً عن آفاق التضخم الضعيف في منطقة اليورو.
وهنا يبرز التساؤل؛ إذا كان الاقتصاد بحاجة إلى المساعدة، فلماذا لا يحصل على تلك المساعدة في الحال؟.
وكل ما نعرفه عن التحفيز المستقبلي هو أن أيّ خفض بمعدل الفائدة سيأتي على مراحل لتحفيف الضربة بالنسبة للبنوك، وأنه سيكون هناك شكلاً من أشكال شراء الأصول الجديدة.
والنقطة الأخيرة هي ملخص للتكهنات الجامحة للأمور المتوقع تنفيذها من قبل المركزي الأوروبي خلال فترة الصيف.
ومن خلال التأكيد على أن خطر الركود الاقتصادي منخفض، قلل دراجي من قوة رسالته التحفيزية.
كما زاد رئيس المركزي الأوروبي من تعقيد الموقف من خلال رسالة متضاربة، فكيف ينتقل من القول بأن التوقعات "تتجه من سئ للأسوأ" إلى القول بأنه من الصعب أن يكون الموقف قاتماً؟.
والمسألة الرئيسية هي أن كل هذه التعليقات تأتي قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع المقبل.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تقوم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بخفض سعر الفائدة المستهدف على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس
ولا تعتبر الإشارة فعالة مثل التصرف، وليس هناك أيّ شك في نية الفيدرالي.
وإذا أراد دراجي أن يكون اليورو أضعف (وهو ما يرغب فيه بالتأكيد، على الرغم من أنه لم يعلن ذلك صراحة أبداً)، فإن هذه ليست الطريقة للقيام بذلك.
ورغم كونه حذر للغاية من الناحية النظرية، إلا أن تجنبه المتعمد للتساؤلات حول كيفية أو ماهية التحفيز المتوقع ترك السندات الأوروبية والعملة يظهران رأيهما الخاص، حيث أن العائد على سندات الحكومة الإيطالية لآجل 10 سنوات ارتفع بمقدار 10 نقاط أساس يوم الخميس كما أن اليورو تحول للارتفاع أيضاً بعد تصريحات دراجي.
وكان البنك المركزي الأوروبي يريد اكتساب بعض الوقت لكن الأسواق مترددة في منحه ذلك.
ولم يكن الوضع بمثابة كارثة كاملة، حيث أن العملة الأوروبية الموحدة لا تزال منخفضة في الأسبوع الجاري.
ولكن كانت هذه الفرصة الوحيدة للبنك المركزي الأوروبي للبدء في دفع العملة لمسار هابط قبل قرار الفيدرالي الأسبوع المقبل.
ويتعرض اليورو لخطر الارتفاع مع اعتزام الفيدرالي خفض الفائدة، وهي ما تعتبر بمثابة طريقة مؤكدة لزيادة خطر الركود الاقتصادي في أوروبا.