"بلاك روك" تعدل توصيتها وتنصح بالاستثمار في الأصول الأوروبية
تحرير: سالي إسماعيل
مباشر: تحولت شركة "بلاك روك" إلى تقديم نصيحة للمستثمرين مفادها "زيادة الوزن" للأصول الأوروبية في المحافظ الاستثمارية بعد أن كانت مراراً تؤكد رؤية واحدة وهي "خفض الوزن"، فما السبب؟
ويوضح كبير خبراء الاستثمار العالميين بأكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم "مايك بايل" خلال رؤية تحليلة نشرتها مدونة بلاك روك الأسباب وراء قرار تحديث رؤيتهم حيال الأصول الأوروبي من الأسهم وحتى السندات الحكومية.
ويكمن السبب الرئيسي وراء هذا التحول في توقع بلاك روك بأن يقوم البنك المركزي الأوروبي بالتحول للنهج الحذر بشكل حاسم في الأشهر المقبلة على خلفية ثبات توقعات النمو الاقتصادي والتراجع المستمر لمعدل التضخم دون المستهدف البالغ أقل قليلاً من 2%.
وبالفعل شهدت الظروف المالية في منطقة اليورو تحسناً، كما تم قياسها من خلال مؤشر الظروف المالية "إف.سي.آي" التابع لشركة بلاك روك.
ومن المرجح أن يعلن البنك المركزي الأوروبي تحفيزات جديدة في الأشهر المقبلة في محاولة لرفع معدل التخضم المنخفض.
ومن المفترض أن تساعد تلك التحفيزات في تيسير الظروف المالية ودعم الأصول الأوروبية، مع حقيقة أن آفاق هذه الخطوات المتوقعة من جانب المركزي الأوروبي غير مسعرة بشكل كامل في الأسواق حالياً.
وترى أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم أن المركزي الأوروبي قد يحدد خطواته في اجتماع السياسة النقدية هذا الأسبوع على أن يتخذ الإجراءات في وقت لاحق من العام.
ويمكن أن تشمل الإجراءات مزيداً من خفض معدلات الفائدة على الودائع السالبة بالفعل (-0.4 بالمائة) وجولة جديدة من شراء الأصول المالية بما في ذلك سندات الشركات.
ومن الأسباب الأخرى بيئة التوقعات الاقتصادية الإيجابية حتى الآن، فبالرغم من ضعف توقعات النمو الاقتصادي بشكل أساسي في الولايات المتحدة والصين مؤخراً لكنها استقرت في منطقة اليورو وإن كانت عند مستويات أقل من الاتجاه.
جدير بالذكر أن بلاك روك قد قامت في الآونة الأخيرة بخفض توقعات النمو الاقتصادي العالمي بفعل التوترات التجارية والجيوساسية كونهما يساهمان في تأجيج عدم اليقين الكلي.
وكان صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العام الحالي للمرة الرابعة بالأمس لكنه أبقى على تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو كما هي عند 1.3 بالمائة.
ومن شأن التحول الحذر بشكل حاسم من قبل البنوك المركزية أن يؤدي إلى بيئة مناسبة للأصول الخطرة في المدى القريب.
وفي الوقت نفسه يبدو أن النمو الاقتصادي في الصين سوف يستقر مع استعداد صناع السياسة لتنفيذ تحفيزات مالية إضافية ما يقلل من المخاوف إزاء وجود عائقاً أمام الاقتصاد الأوروبي.
ومع عدم انعكاس التيسير النقدي الذي يعتزم المركزي الأوروبي تنفيذه بشكل كامل في الأسواق، فإن بلاك روك توصي بـ"زيادة الوزن" للسندات الحكومية الأوروبية في المحافظ الاستثمارية وإنهاء توصية "خفض الوزن" للأسهم والسندات الأوروبية.
وتفضل بلاك روك سندات الشركات ذات العائد المرتفع (الخردة) بسبب تراجع الإصدارات الخاصة بها، والتدفقات القوية، والفارق في علاوة المخاطرة مقارنة مع نظرائهم في الولايات المتحدة.
كما تفضل عامل الجودة والقطاعات الدفاعية التي تتميز بربحية عالية وأرباح مستقرة ومديونية منخفضة مثل قطاع الأدوية، لكنها لا تفضل القطاع الاستهلاكي نظراً لتعرضه للصراعات التجارية بالإضافة إلى تجنب البنوك مع حقيقة وجود معدلات فائدة سالبة.
أما مدير محفظة المخصصات العالمية في بلاك روك "روس كوستريش"، فيشير إلى أنه رغم أن الأسهم الأمريكية حققت مكاسب قوية في العام الحالي حتى الآن (مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفع بنسبة 20 بالمائة)، تتفوق على بقية العالم لكن مسألة التنويع في المحفظة الاستثمارية تظل جيدة.
ومن الأمور المفاجئة، أنه منذ بداية العام وحتى الآن صعدت بعض مؤشرات الأسهم الصينية بأكثر من 20 بالمائة كما تعد الأسهم الأوروبية منطقة إيجابية أخرى بارتفاع 15.5 بالمائة.
وبالنسبة للمستثمرين الذين يقومون بالاستثمار في الأسهم الدولية، فإن أوروبا تستحق نظرة أخرى، ففي الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من التحديات إلا أن الأسهم الأوروبية لديها بعض الرياح الداعمة إلى حد ما.
وتتمثل هذه العوامل الإيجابية في التقييمات الجذابة وتوزيعات الأرباح القوية والنطاق العالمي لأكبر الشركات في أوروبا وأخيراً الحذر النسبي للبنك المركزي الأوروبي.
وتتداول الأسهم الأوروبية بأسعار تعادل 13 إلى 14 مثل أرباح العام المقبل وهي رخيصة مقارنة بـ 18 مرة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
