من: سالي إسماعيل
مباشر: تلقى النشاط الصناعي في جميع أنحاء العالم ضربة أخرى خلال الشهر الأخير من النصف الأول لهذا العام، ليكون الحدث الأبرز داخل الأسواق العالمية في الأسبوع الماضي.
وتأثرت الأسواق المالية حول العالم بشكل سلبي في الأسبوع المنقضي وسط إشارات تدهور التوقعات المستقبلية حيال أداء الاقتصاد مع الأخذ في الاعتبار التوترات التجارية.
لكن أسواق الأسهم العالمية كانت الفائز الوحيد، حيث تجاهلت هذه المؤشرات في مقابل التركيز على الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين المتفق عليها على هامش قمة العشرين إضافة لاحتمالات خفض معدل الفائدة وضخ السيولة لتعزيز الاقتصاد.
في حين أن بنك "مورجان ستانلي" الأمريكي خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، قائلاً إن الهدنة التجارية لم تكن كافية لإزالة عدم اليقين التجاري بشأن التجارة التي ستضغط على التوقعات المستقبلية.
ويضع المستثمرون احتمالية لخفض معدل الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام، وإن كانت بوتيرة أقل من التوقعات البالغة 100 بالمائة سابقاً بعد تقرير الوظائف الشهري وأجور العاملين.
وسجلت "وول ستريت" إغلاقاً قياسياً في نهاية جلسة الأربعاء قبل أن تقلص مكاسبها لكنها تختتم الأسبوع بمكاسب قوية، حيث ربح مؤشر "داو جونز" الصناعي 322 نقطة طوال الجلسات الأربعة مع إغلاق البورصة يوم الخميس في عطلة رسمية احتفالاً بعيد الاستقلال.
وفي الأسبوع الماضي، سجل نيكي الياباني مكاسب للمرة الخامسة على التوالي كما حققت البورصات الأوروبية أرباح ملحوظة خلال تلك الفترة.
وبحسب مؤشر مديري المشتريات الصناعي العالمي، فإن النشاط الصناعي انكمش للشهر الثاني على التوالي، وهو السيناريو الذي تكرر للمرة الأولى في عام 2012، وذلك مع هبوط حاد في الطلبيات الجديدة إضافة لتراجع ثقة الشركات لأدنى مستوى بالتاريخ.
وتراجع النشاط الصناعي في جميع أنحاء آسيا وأوروبا خلال شهر يونيو/حريزان الماضي بحسب الأرقام المفصح عنها لكنه أظهر نمواً ضئيلاً فقط في الولايات المتحدة.
وفي الدولة صاحبة أكبر اقتصاد بالعالم، جاء مؤشر مديري المشتريات التصنيعي أفضل من القراءة الأولية لكنه لا يزال بالقرب من أدنى مستوى مسجل في عقد من الزمن.
كما انخفض مؤشر معهد الإمدادات والذي يرصد أداء القطاع الصناعي كذلك داخل الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول لعما 2016 مع فشل الطلبيات الجديدة في النمو.
وبالنسبة للوصع داخل الصين، فانكمش النشاط الصناعي خلال الشهر الماضي للمرة الأولى في أربعة أشهر، ما وضع ثاني أكبر اقتصاد عالمياً تحت الضغط مع هبوط الطلب المحلي فضلاً عن تراجع حاد في ثقة الشركات، في حين أن مؤشر ثقة تانكان الياباني هبط لأدنى مستوى في ثلاث سنوات.
وعلى صعيد آخر، انكمش النشاط التصنيعي النشاط الصناعي في منطقة اليورو مرة أخرى خلال يونيو/حريزان ليكون الهبوط الشهري الخامس على التوالي مع انخفاض جديد في الطلبيات.
وفي الوقت نفسه، تشعر ألمانيا بألم الاضطراب في صناعة في صناعة السيارات، حيث يواصل القطاع الصناعي الانكماش للشهر السادس على التوالي.
وكانت قراءة النشاط الصناعي النشاط الصناعي بالمملكة المتحدة هي الأدنى في 6 سنوات مع تراجع التفاؤل بالأعمال، على خلفية الرياح المعاكسة من البريكست.
أما في روسيا، فانكمش النشاط الصناعي للشهر الثاني على التوالي مسجلاً 48.6 نقطة بدلاً من 49.8 نقطة، مع تراجع الثقة في القطاع لأدنى مستوى في عام تقريباً.
وفقد القطاع الصناعي في الهند زخم النمو خلال الشهر الماضي، مع تراجع مؤشر مديري المشتريات من 52.7 نقطة إلى 52.1 نقطة، مع إظهار الطلب المحلي والدولي بعض الإشارات على التراجع.
ورغم أن تركيا شهدت ارتفاع النشاط الصناعي لأعلى مستوى في 11 شهراً لكنه مع ذلك لا يزال ضمن نطاق الانكماش، حيث سجل 47.9 نقطة بزيادة 2.6 نقطة عن الشهر السابق له.
وتركت هذه المؤشرات المتعلقة بأداء قطاع التصنيع بصمتها داخل سوق النفط، الذي سجل خسائر أسبوعية متضرراً من احتمالات تقلص الطلب على الإمدادات من الخام جراء المخاوف الاقتصادية.
وفي الوقت نفسه، حذر صندوق النقد الدولي من انعكاس منحنى عائد السندات الأمريكية (وهو مؤشر على حدوث ركود اقتصادي في المستقبل)، كونه يعكس المخاطر التي تواجه الاقتصاد قبل أن تشهد تحولاً في أعقاب تقرير الوظائف الأمريكي.
وفي بيانات أخرى مقلقة، تراجعت طلبيات المصانع الجديدة بالولايات المتحدة خلال مايو/آيار الماضي ليكون الهبوط الثالث في آخر أربعة أشهر كما هبطت بأكثر من المتوقع في ألمانيا.
وفي أكبر اقتصادين حول العالم (الولايات المتحدة والصين)، سجل نشاط الخدمات أدنى مستوى في عامين وفي 4 أشهر على الترتيب، مع انخفاضه لأضعف قراءة في 3 أشهر في الدولة التي تستعد لتنفيذ عملية البريكست (المملكة المتحدة) في وقت لاحق من هذا العام.
ورغم أن قراءات النشاط الخدمي جاءت أعلى من الحد الفاصل بين التوسع والانكماش في النشاط والبالغة 50 نقطة لكنها تقترب من هذا الحد ما يعني أنها مهددة بالتحول نحو الانكماش.