من: نهى النحاس
مباشر: تتجه الأنظار إلى مدينة أوساكا اليابانية في نهاية الأسبوع الجاري حيث تعقد قمة دول مجموعة العشرين.
وتستضيف ثالث أكبر مدينة يابانية اجتماعات القمة، وتلك هي المرة الأولى التي تستضيف فيها الدولة الآسيوية اجتماعات قمة الـ20.
ومن ضمن لقاءات وفعاليات عديدة سيشهدها انعقاد القمة يترقب المستثمرون اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الصيني لبحث العلاقات التجارية المتوترة.
وفي الأسبوع الماضي أكد الجانبان الصيني والأمريكي أنهما سيجتمعان في اليابان نهاية ذلك الأسبوع، "وستكون هناك مناقشات طويلة" بحسب تصريحات دونالد ترامب.
وكان ترامب هدد قبل ذلك بأنه سيزيد من مساحة التعريفات الجمركية ضد الصين حالة عدم حضور رئيس الصين للقمة.
وحذرت منظمة التجارة العالمية من أن الحواجز التجارية الجديدة التي فرضتها دول مجموعة العشرين تهدد بتقويض الاقتصاد العالمي.
وأشار التقرير إلى أن دول مجموعة العشرين فرضت 20 إجراءً لتقييد التجارة خلال الفترة من منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018 إلى منتصف مايو/أيار الماضي.
وبخلاف ذلك اللقاء نرصد موعد انطلاق القمة وأبرز الموضوعات التي ستُطرح للمناقشة والضيوف الحضور.
موعد قمة الـ20 في أوساكا
تنطلق أعمال القمة يوم 28 يونيو/حزيران وتستمر على مدار يومين.
وتحت رئاسة اليابان لمجموعة العشرين هذا العام ومنذ ديسمبر/كانون الأول، ستعقد اجتماعات وزارية في ثماني مدن في جميع أنحاء اليابان.
أهم الاجتماعات
يعتزم الرئيس الأمريكي عقد 8 لقاءات ثنائية مع قادة الدول على هامش الاجتماعات.
وبخلاف لقائه مع شي جين بينغ الذي يعد أهم الاجتماعات المرتقبة، فإن ترامب سيلتقي بولي عهد السعودية محمد بن سلمان، والرئيس تركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
كما سيلتقي ترامب برئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الأسترالي سكون موريسيون، إلى جانب رئيس الوزراء اليابان شينزوا آبي.
وعلى الجانب الآخر أكد مسؤولون في كوريا الجنوبية أن ترامب لا يعتزم عقد قمة ثلاثية مع زعماء كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية خلال زيارته للأخيرة بعد انتهاء القمة.
وقال أردوغان إنه يعتزم الاجتماع مع ترامب لمناقشة خطط تركيا لشراء نظام دفاع صاروخي من روسيا.
وكانت التقارير الصحفية أفادت في الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تدرس تطبيق عقوبات ضد تركيا نتيجة مشترياتها من النظام الدفاعي الصاروخي الروسي.
كما أضافت المصادر أن تلك العقوبات ستأتي إضافة إلى تعهدات الرئيس الأمريكي على مدار أشهر بوقف مبيعات طائرات "إف 35" إلى تركيا حال إبقاء الرئيس رجب طيب أردوغان على تعهداته بشأن شراء نظام الأسلحة الروسي.
كما من المقرر أن تشهد القمة اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، واجتماع وزراء الخارجية وغيرها من الاجتماعات الوزارية في ثمانية مواقع مختلفة في جميع أنحاء اليابان.
وعلى هامش الاجتماعات الجانبية من المقرر أن يلتقي رئيس البرازيل جايير بولسونارو برئيس الصين لمدة 40 دقيقة قبيل انطلاق القمة، وأكدت الدولتان أن الاجتماع سيكون غير رسمي.
ويعد ذلك اللقاء الذي سيجمع بين رئيسي البلدين هو الأول من نوعه، حيث كان بولسونارو انتقد في العام الماضي الصين واتهمها "بشراء بلاده".
ويلتقي رئيس الصين برؤساء دول الـ"بريكس" على هامش لقاء القمة، وهو اللقاء الذي لن يكون رسمي بحسب وصف الحكومة الصينية.
كما سيلتقي الرئيس الصيني بقادة من إفريقيا، إلى جانب لقاء الرئيس الروسي ورئيس وزراء الهند.
أبرز النقاشات المرتقبة
تبحث القمة 8 مواضيع خلال انعقادها ويأتي في المقدمة الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار، إلى جانب مواضيع مثل التشغيل، والابتكار، والبيئة والطاقة، وتمكين المرأة، والصحة.
ويقول الموقع الرسمي للقمة إن مهمتهم الأساسية إرساء أسس اقتصادية لتحقيق نمو مستدام وشامل للاقتصاد العالمي، وتناقش القمة تأثير العوامل الهيكلية على الاقتصاد العالمي مثل الاختلالات العالمية والشيخوخة بالإضافة إلى مراقبة المخاطر الرئيسية من خلال مراقبة الاقتصاد العالمي.
كما تناقش القمة إجراءات ملموسة لتعزيز إمكانات النمو، والتمويل المستدام لتعزيز التغطية الصحية الشاملة في البلدان النامية، بالإضافة إلى تعزيز شفافية الديون وضمان القدرة على تحملها في البلدان منخفضة الدخل.
وتسعى القمة نحو تشجيع الاستثمار في البنية التحتية للجودة فضلاً عن التدابير التي تهدف زيادة تعزيز أساس التنمية المستدامة وتعزيز المرونة المالية ضد الكوارث الطبيعية مثل تمويل مخاطر الكوارث.
أما في مجالات الضرائب والتمويل الدوليين فتتطرق القمة إلى مسائل ذات صلة بكيفية الاستجابة للتغيرات الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن رقمنة الاقتصاد وعولمة الاقتصاد من خلال الابتكار التكنولوجي.
كما يشير الموقع الرسمي للقمة أنه انطلاقاً من أن دول المجموعة يمثلون 80 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، فإن لديهم المسؤولية لحل التطورات الحالية التي تؤثر سلباً على التجارة الدولية.
كيف تستعد اليابان لاستقبال القمة؟
من المتوقع أن يتواجد نحو 30 ألف شخص إضافي داخل أوساكا اليابانية خلال انعقاد القمة، بجانب 32 ألف فرد من الشرطة لمنع المتظاهرين من الاقتراب من أماكن حضور القادة.
وناشدت السلطات اليابانية الأفراد الابتعاد عن وسط المدينة قدر الإمكان والاستعانة بالمواصلات العامة بدلاً من القيادة، والاستعداد للتأخير والتعطيل.
وسيتلقى الأطفال من 700 مدرسة عطلة مدتها يومين، كما سيتم إغلاق صناديق القمامة في محطات القطار والمترو.