أخبار عاجلة

موجة القمة والقاع.. هل ننتظر انهيار البيتكوين مجدداً؟

تحرير: نهى النحاس

مباشر: العملات الإلكترونية ما هي إلا سلسلة من الازدهار والانكسار، فعملة البيتكوين ارتفعت من مستوى صفر تقريباً في عام 2009 إلى نحو 150 دولار بحلول 2013.

وبعد ذلك تهاوت العملة الإلكترونية بنحو 60 بالمئة قبل أن تتعافى عند 1150 دولار، ولكن بحلول 2015 هبطت مجدداً بنسبة 85 بالمئة إلى 175 دولار (ولكنها لاتزال أعلى من مستواها في 2013)، لتتخذ بعد ذلك مساراً صاروخياً لتكسر حاجز الـ20 ألف دولار بنهاية 2017.

ولكن في 2018 عاودت العملة الإلكترونية مسارها الهبوطي مجدداً وفقدت 85 بالمئة من قيمتها عند 3200 دولار، ولكنها لاتزال أعلى من مستويات 2015 المرتفعة.

وفي هذا العام ارتفع سعر البيتكوين أعلى من 9 آلاف دولار، ولايزال يحوم قرب هذا المستوى صعوداً أو هبوطاً، قبل أن تتجاوز 11 ألف دولار في وقت سابق من اليوم.

ويشير مقال لوكالة "بلومبرج أوبنيون" إلى أنه في حالة تكرار نمط الارتفاعين الأخيرين مجدداً، فإن البيتكوين قد ترتفع عند مستوى يتراوح بين 60 ألف و400 ألف دولار قبل أن تتهاوي مجدداً بنحو 85 بالمئة.

ولكن الآن سوق العملات المشفرة أصبح مختلفاً للغاية عما كان عليه في 2013 و2015، حينما بدأت أول سلسلتين من الارتفاع.

ويتضح ذلك الاختلاف في القيمة السوقية والتي وصلت الآن إلى 260 مليار دولار بعد أن كانت عند مليار دولار خلال 2013، و3 مليارات في 2015.

كما أن هناك الكثير من الأصول المشفرة والعديد من المستثمرين الآن، وفي العام الماضي كان هناك 30 مليار دولار من الاستثمارات الرأسمالية تم إنفاقها لبناء المنصات والقواعد المشفرة.

واتضحت الصورة التنظيمية بشكل معقول حالياً، كما تقوم الشركات الكبيرة بما فيها "فيسبوك" و"جي.بي.مورجان" بالدخول في القطاع.

وبالطبع لا يقضي ذلك على احتمالات حدوث فقاعة وانهيار في الأسعار، فحتى أكثر الأصول رتابة مثل الذهب والعقارات تعرضت أيضاً إلى فترات ازدهار وانهيار، ومع الابتكار السريع والأفكار الراديكالية واضطراب العملات الإلكترونية فإن المستثمرين عليهم التوقع المزيد من التقلبات.

ولكن هل هناك فرصة أمام ذلك القطاع من الاستثمار ليرى سنوات قليلة من العوائد المعقولة ويتراجع معدل الهبوط إلى 20 بالمئة مثلاً بدلاً من 85 بالمئة أو أكثر مثلما هو الوضع حالياً؟.

وأحد الأماكن التي يمكن البحث فيها عن إجابات على هذه الأسئلة هو سوق خيارات البيكتوين.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017 حينما كانت عملة البيتكوين مشابهة لنظيرتها المتواجدة الآن، كان هناك تداول نشط على توقعات أن تصبح العملة عند مستوى 10 آلاف دولار خلال شهر وذلك عند مستويات تقلب ضمنية أعلى 300 بالمئة.

ويعني ذلك أن تدفع 2200 دولار الآن للحصول على حق شراء البيتكوين مقابل 10 آلاف دولار حينما يتم بيعها مقابل 8 آلاف دولار، ما يعني أن البيتكوين عليها أن تصل لمستوى 12.2 ألف دولار بزيادة أكثر من 50 بالمئة خلال شهر حتى يحصل المستثمر على أمواله من خلال هذا العقد.

وتوقع المستثمرون أن هناك فرصة بنسبة 25 بالمئة أمام البيتكوين للارتفاع أعلى 10 آلاف دولار في ديسمبر/كانون الأول، وفي حالة حدوث ذلك فإنها سعر المتوقع كان نحو 19 ألف دولار، أما في حالة عدم حدوث ذلك فإن سعرها المتوقع كان سيبلغ 4 آلاف دولار فقط.

أما الآن فإن عقد الحق في الشراء مستقبلاً يُباع عند مستويات أكثر معقولية عند 200 دولاراً ومستويات تقلب ضمنية عند 85 بالمئة.

وذلك يشير إلى وجود احتمالاً بنسبة 15 بالمئة لأن تُباع البيتكوين أعلى 10 آلاف دولار في غضون شهر، والسعر المتوقع أكثر قليلاً من 11 ألف دولار إذا حدث كذلك.

أما في حالة عدم حدوث ذلك فإن السعر المتوقع سيكون عند 7.5 ألف دولار.

وعلى الرغم أن ذلك هو نوع متقلب من الاستثمارات ولكن ليس مثل نظيره في 2017، لذلك فإن فرص حدوث قفاعة أو انهيار على المدى القصير هي أقل من المرة السابقة حينما كانت الأسعار قريبة من مستوياتها الحالية.

وهناك دليل آخر وهو الارتباط بالأسهم الأمريكية، فالعملات الإلكترونية هي أعمال تكنولوجية تميل لأن تكون مرتبطة على نحو كبير بمؤشر "ستاندرد آند بورز" لأن أدائها يكون جيداً في أوضاع الاقتصاد المواتية مع نمو الطلب القوي ودعم الابتكار ورأس المال غير المكلف.

ولكن العملات الإلكترونية تعتبر أيضاً بديلاً للتمويل التقليدي ويمكنها أن تشهد أداءً جيداً حينما يهدد الشعبويين بحروب تجارية، أو حينما يتحدث التقدميون بشأن زيادة الإنفاق وضرائب الثروة والتنظيم المالي.

ويشير الجدول التالي إلى الانحراف المعياري والمتوسط للعائد خلال فترة للاثة أشهر على البيتكوين مصنفة على حسب العلاقة بمؤشر "ستاندرد آند بورز" خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وتعد تلك عوائد فصلية وليست سنوية، ويتضح أنه حينما يصل الارتباط بين البيتكوين ومؤشر الأسهم قرب الصفر لمدة فصل واحد فإن متوسط عوائد البيتكوين ستكون مرتفعة للغاية في الربع التالي له، ولكن التقلبات حينها ستكون مرتفعة أكثر.

c79a5ac6d6.jpg

وعلى الجانب الآخر، حينما تبدو البيتكوين وأنها تستجيب للأساسيات إما عبر الارتباط الإيجابي أو السلبي فإن متوسط العوائد تكون أقل أو حتى سالبة، والانحراف المعياري يصبح أقل بكثير.

أما المؤشر التالي فيشير نحو علاقة البيتكوين بمؤشر "ستاندرد آند بورز500" والتي تقف الآن عند مستويات قريبة من - 0.2 نقطة، وهي نقطة لم يكن التذبذب فيها متطرفاً في الماضي.

f5ce58a0cd.jpg

ومنذ منتصف 2018 استقر معامل الارتباط قريباً من الصفر وذلك حتى أول شهرين في 2019، أما خلال فترة الفقاعة والانهيار في نهاية 2017 كان الارتباط قريب من الصفر من سبتمبر/آيلول وحتى يناير/كانون الثاني 2018.

وبشكل عام يبدو وأن البيتكوين تتناوب بين الارتباط السلبي والإيجابي مع مؤشر "ستاندرد آند بورز500"، لكنها تمر لفترات محدودة بمعامل ارتباط قرب الصفر.

وتلك الأوقات يبدو وأنها التي تشهد زيادات سريعة في الأسعار، وربما يحدث ذلك لأن أسعار البيتكوين لا تعكس الأساسيات.

وبالنظر إلى الأدلة يبدو أن الدورة التالية قد تكون مختلفة.

وسواء كان ذلك لأن القطاع قد نضج أو أصبح المستثمرون أكثر ذكاءً، لكن المؤشرات تقول إن الأسعار سوف تتأرجح هذا الصيف استجابةً للأخبار الأساسية بدلاً من الخوف قبل الانهيار.

مباشر (اقتصاد)