تحرير: نهى النحاس
مباشر: يبدو أن تطوير العملات الإلكترونية واستخدامها لن يقتصر فقط على منصات تداول ذلك النوع من العملات، حيث أن شركة "فيسبوك" حجزت مقعداً في ركب تلك التكنولوجيا الآخذة في الانتشار على مدار السنوات القليلة الماضية.
وكشفت شركة "فيسبوك" النقاب عن مشروعها الجديد الذي تتعاون فيه مع 27 شركة ومؤسسة اقتصادية حول العالم، والذي يهدف لتدشين عملة إلكترونية جديدة تٌدعى "ليبرا".
وعلى الرغم أن مشروع "فيسبوك" الجديد لن يظهر للنور إلا بعد عام على الأقل، إلا إنه استرعى انتباه العديدين حول العالم، ممن يرغبون في التعرف على آلية استخدام تلك العملة وأوجه الاستفادة منها، وهذا ما يجيب عنه تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
ما هي الليبرا؟
الليبرا هي عملة إلكترونية من المقرر أن يتم إرسالها من وإلى أي مكان في العالم بشكل لحظي وبدون رسوم تقريباً.
وعلى الرغم أن العملة الإلكترونية الجديدة تم تصميمها على نفس بعض أسس عملة البيتكوين، فإن الهدف منها – على عكس البيتكوين – أن يكون لديها قيمة مستقرة ومدعومة من سلة العملات الدولية من الدولار واليورو والين.
وأسس فريق "فيسبوك" مشروع عملة "الليبرا"، وأضافت الشركة شركاء آخرين بما فيهم العديد من شركات التكنولوجيا؛ لمساعدة المؤسسة السويسرية غير الهادفة للربح والتي تم تأسيسها وستكون مسؤولة عن التصميم النهائي لليبرا ووضع نظامها قيد التنفيذ.
كيف يمكن استخدامها؟
ترغب "فيسبوك" وشركائها في جعل أول نسخ من عملتها الإلكترونية متاحة للجمهور في عام 2020، ولكن العديد من العقبات قد توقف أو تؤخر عملة إطلاقها.
وخريطة الطريق المحددة لإصدار العملة الإلكترونية الجديدة ستكون بموافقة المؤسسة السويسرية التي تدير العملة على التصميم النهائي لها، ثم البحث على البنوك التي على استعداد لحيازة الأموال التي ستدعم العملة.
ولكن العديد من الجهات التنظيمية المالية المترددة بشأن العملات الإلكترونية ستكون في حاجة إلى الموافقة على التصميم.
أي المنتجات والخدمات التي يمكن شرائها باستخدام الليبرا؟
حينما تم تصميم الليبرا فإن ذلك تم بالطريقة التي يمكن لأي شركة وليست "فيسبوك" فقط قبولها، فضلاً عن تصميم المحافظ التي تسمح للأشخاص بحيازتها وإنفاقها.
ويعد ذلك أمراً مشابهاً للطريقة التي صممت بها الشركات المتنوعة محافظ وتداولات عملة "البيتكوين".
وأعلنت "فيسبوك" أنها تستهدف عرض عملة ليبرا على الـ2.7 مليار عميل المتواجدين في الوقت الحالي على خدماتها "واتساب" و"فيسبوك" و"ماسنجر"، كما أنها تأمل بأن يتم السماح باستخدام ليبرا مقابل مدفوعات أخرى مثل الإعلانات على شبكاتها للتواصل الاجتماعي.
كما أن فيسبوك قامت بتأسيس شركة تابعة تدعى "كاليبرا" والتي ستكون مسؤولة عن جعل ليبرا متاحة للمستخدمين، كما ستكون معنية أيضاً بإنشاء خدمات أخرى تشمل خدمات مالية مثل الإقراض والاسستثمار.
وترغب "فيسبوك" في أن يتبنى شركائها في المشروع مثل "أوبر" و"سبوتيفاي" عملة ليبرا في عملية دفع أجرة السيارة والاشتراكات مثلما يفعلون مع "بي بال" و"فينمو توداي".
ما هي آلية تشغيل الليرا تقنياً؟
في كل مرة سيشتري فيها شخصاً ما عملة ليبرا، فإن تلك الأموال سيتم إيداعها داخل حساب مصرفي بدون أي يقترب منها أحد، لذلك فإن كل يورو أو دولار من قيمة عملة ليبرا سيكون مدعوماً بيورو أو دولار داخل البنك.
ويعد ذلك أمراً هاماً لأن حيازة ليبرا في البنك سينتج عنه فائدة على هذه الأموال يمكن استخدامها لدفع مستحقات المستثمرون الأوائل للعملة الإلكترونية.
وسيعني ذلك الهيكل خلق عدد لا نهائي من ليبرا، وذلك على عكس البيتكوين والتي كانت معنية بالوصول إلى حد أقصى عند 21 مليون قطعة.
كما أن استحداث عملات جديدة من ليبرا لن يكون في حاجة إلى عمليات تعدين مثل البيتكوين التي تستهلك كميات هائلة من الكهرباء وجعلت منها موضعاً للنقد البيئي.
كما أن شركة "فيسبوك" والشركات الأخرى التي ساهمت في تصميم العملة الإلكترونية يمكنهم منح عدد صغير منها للمستهلكين لتشجيعهم لبدء التداول عليها.
كما أنه يمكن شرائها عبر نقل المال من حساب مصرفي أو كارت الائتمان.
أما عن تكلفة كل عملة من الليبرا فإنه سيتم تحديدها بواسطة قيمة سلة العملات التي تدعمها، والتي ستتذبذب قليلاً على مدار الوقت استناداً إلى قيمة العملات الأساسية.
وفي حالة عمل الليبرا كما هو مخطط له، فإنه بمجرد أن يمتلك العميل العملة فإنه سيكون قادر على إرسالها لأي شركة أو شخص آخر يمتلك محفظة ليبرا في أي مكان في العالم.
وإذا أراد العميل تحويل الليبرا إلى دولار أو أي عملة تقليدية أخرى، فإن محفظة "فيسبوك" كاليبرا ستنفذ عملية التحول عند السعر الحالي، وذلك استناداً إلى القيمة الحالية للعملة الأساسية، ونقل الأموال لبنوك أخرى أو حساب مالي إلكترونية مثل "باي بال".
كيف يمكن تصميم محفظة الليبرا؟
مستخدمو "فيسبوك" يمكنهم تأسيس محفظة الليبرا عبر التحقق من هويتهم إلكترونيا بتقديم الوثائق الحكومية.
والشركات الأخرى التي تعمل مع "ليبرا" ستكون قادرة على تدشين محافظها الخاصة والتحقق من عملائها.
والشركات التي سيتم الموافقة عليها من جانب المؤسسة السويسرية ستكون هي الوحيدة فقط القادرة على نقل الأموال من وإلى هذا النظام.
وتطمح "فيسبوك" لجعل تلك العملة متاحة أمام الجميع في أي مكان في العالم، ولكن هذا ربما يكون صعباً في العديد من المناطق التي تكون فيها مواقع التواصل الاجتماعي ممنوعة مثل الصين وإيران.
