- الكوس: في العيد إحساس بلذة النعمة التي حرم منها الصائمون في شهر رمضان فلا يحق لمسلم أن يفعل ما نهى الله عنه فيه
- العنجري: البعض يستقبل العيد بنفس فاترة وحس بليد وهؤلاء جردوا الأعياد من حليتها الدينية ومن معانيها الروحية
- الحمدان: في الأعياد تعميق للقيم الروحية وإنهاء للخصومات والتقاء على المحبة وراحة للنفوس
ظواهر سلبية
وقال ان هناك بعض الظواهر السلبية تحدث في اثناء الاحتفال بالعيد، ويجب ان يعلم الجميع انها تخالف تعاليم الشريعة الاسلامية، وعلى الشباب ان يدرك ان الاحتفال بالأعياد في الاسلام له ضوابط يجب الالتزام بها، فلا بد من البعد عن مظاهر التجمع في الشوارع والعنف والمظاهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع ويصاحبها العديد من الحوادث التي تعكر صفو الاحتفال بالعيد وتسبب ضررا للآخرين فلا بد من البعد عن هذه المظاهر السلبية التي يرفضها الاسلام لأنها تتنافى مع ما لهذا اليوم من وقار وسكينة.
يوم الجائزة
وزاد: ان عيد الفطر المبارك يسمى في السماء بيوم الجائزة مصداقا لما جاء به الهدي النبوي الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا اغدوا يا معشر المسلمين الى رب كريم، يمن بالخير ويثيب عليه، وقد أمركم بقيام الليل فقمتم وأمركم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا الجائزة، فإذا صلوا نادى مناد: الا ان ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين الى رحالكم، فهذا يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء بيوم الجائزة».
وقال: فليروح المسلم عن نفسه ويعلن عن سروره وبهجته وسعادته وفرحته بالترويج الصحيح في إطار ما دعانا اليه الشرع الحنيف، وحثنا عليه من تواد وترابط وتعاون وتلاحم وصفاء وتزاور ومراعاة حقوق الفقراء التي أوجبها ديننا حتى تكون الفرحة بالعيد عامة وجامعة تعم كل بيت وتملأ كل قلب.
يوم فرح وسرور
يقول د.أحمد الكوس: العيد فيما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث يؤدب به أهل الإسلام، ان هو الا يوم فرح وسرور «للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه»، ففي الحديث الشريف بيان منه صلى الله عليه وسلم بأن على المسلم ان يفرح يوم يفطر أي يوم العيد، لأنه سوف يفرح يوم يلقى الله تعالى، فالأعياد يجمعها شيء واحد هو الفرح والسرور، فعيد الفطر جاء بعد صيام رمضان، ويحق للصائمين فيه الفرح، لأنهم حققوا نصرا كبيرا في معركة ضارية تحالفت فيها النفس مع الشيطان ضد العقل الذي خلقه الله من أجل التوازن بين القوى البشرية، ففي العيد إحساس بلذة النعمة التي حرم منها الصائمون فترات في شهر رمضان، وشكر لله على ما أنعم به وتفضل من توفيق في الامتحان وفوز في المعركة.
واستطرد د.الكوس قائلا: ان المعاني السامية التي شرعت من أجل الأعياد الإسلامية يجب ان تعيها قلوب المسلمين ويجب ألا تطغى مظاهر الفرح والسرور فيها على معانيها القدسية الجميلة، بل يكون ذلك في حدود ما أحل الله، وفي إطار من الأدب والحكمة والقصد والاعتدال.
وينبه د.الكوس الى ضرورة احترام أدب الإسلام ونحن نفرح لهذا الدين فلا يحق لمسلم ان يفعل ما نهى الله عنه بل علينا ان نتجنب نواهيه. وعلى كل مسلم أن يجعل العيد رمز خير لصالح خير الناس، فيجدد المودة بين الناس ويزيد من أواصر الصداقة، والمسلم الذي ذاق حلاوة الإيمان خلال شهر رمضان جدير به عقب شهر رمضان ان يحمل في طياته وفي قلبه وروحه هذه الشحنة الإيمانية التي استمدها من خلال عبادة الصيام في شهر رمضان، عليه ان يستمر متمسكا بهذه القيم وهذه المثل العليا التي هي ثمرة الصيام.
بلا حرارة
وترى د.منال العنجري ان معاني وأسرار العيد لا يراها الكثير كما كانت من قبل، وقالت: في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة الإسلامية غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة، وفقد المسلمون لذتها ورونقها وفرحتها، فنرى البعض يستقبل العيد بنفس فاترة، وحس بليد وشعور بارد، فنجده يؤديها تحية بلا حرارة، وابتسامة بلا روح، وقد يظن البعض ان العيد عادة من العادات المتوارثة، كما نجد البعض قد اختلط عليه الأمر في تعظيم بعض الأعياد البدعية، فنجده طوال العام يعد ويستعد ويحتفل بتلك الأعياد ويستقبل عيدي الفطر والأضحى بفتور وملل، فهؤلاء قد جردوا تلك الأعياد من حليتها الدينية وعطلوها عن معانيها الروحية.
وأشارت العنجري الى ان العيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من الشعائر المعظمة لقوله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) تلك الشعيرة التي تنطوي على معان جليلة وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم الأخرى في شتى أعيادها.
معان جميلة
وقالت: فالعيد له معان كثيرة، منها شكر الله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب ولكنها تختلج في سرائره رضا واطمئنان وتنبعث فيها علانيته فرحا وابتهاجا، كما ان للعيد معنى نفسيا فهو دعوة للتفاؤل ونسيان الهموم والاستجمام في الحياة، وفيه معنى تربوي حيث يشيع الفرحة والبهجة للأطفال والصغار حتى تشمل الفرحة كل بيت وكل صغير وكبير، والنفوس تتناسى أضغانها فتجتمع بعد فرحة وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض وفي هذا تجسيد للروابط الاجتماعية وتعزيز للوشائج الأخوية، وإطلاق للأيادي الخيرة، فلا تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو كل شفاة، والبهجة تغمر كل قلب.
مغزى نفسي واجتماعي
أستاذة علم النفس د.نادية الحمدان تؤكد ان للعيد مغزى اجتماعيا ونفسيا لا يمكن إغفاله وهو الترابط الذي يتحقق في صلاة الجماعة في العيد، وفرصة للتزاور وتوثيق الصلات وعمل الخير، فالأعياد تعمق القيم الروحية بما يملأ الشعور بزاد التقوى الذي هو خير زاد مما يحيي الدين ويكرس مفاهيمه فتقوى الشخصية المسلمة.
وقالت الحمدان: ان في الأعياد تنتهي الخصومات والمشاحنات، مما يؤكد للمسلم ان الكراهية مرض اجتماعي لا بد من التخلص منه لأنه يدمر المجتمعات كمسلك مذموم، كما تؤكد الأعياد على تذكرة المسلم بانتصار الحق على الشر لتقوى نفسه وليتغلب على الآفات الاجتماعية، ويطهر نفسه منها ويتفرغ لنصرة دينه وإتقان عمله.
دعوة للتواصل
وتضيف الحمدان: ان المناسبات الدينية تدعو الى صلة الرحم وترابط الأسرة والالتقاء على التآلف الذي يذكر بالأصل الديني في مثل قوله تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالمعنى الذي تدلنا عليه الآية واضح وان الناس خلقوا ليتعايشوا ويتقابلوا على العطاء المتبادل.
أشرق علينا عيد الفطر ببهجته، متوجا جهاد شهر بالصوم والصبر، فتتبادل التهاني فيه ترحيبا بمقدمه وتعبيرا عن شكر الله المنعم على ان وفقنا الى الامتثال لأمره بصوم شهر رمضان، كما فرض، وللاحتفال بالعيد آداب نتعرف عليها من خلال تلك السطور.