هل تحضر "الخوذ البيضاء" لمسرحية جديدة في سوريا

هل تحضر "الخوذ البيضاء" لمسرحية جديدة في سوريا هل تحضر "الخوذ البيضاء" لمسرحية جديدة في سوريا

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي قالت فيه الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن وجود معطيات تشير إلى أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" يحضرون لمسرحية كيميائية بمساعدة من منظمة "الخوذ البيضاء".

وتتهم السورية منظمة "الخوذ البيضاء" المدعومة من الغرب بالارتباط بالمتطرفين، وعمل أنشطة دعاية معادية للحكومة، في حين وصفتها الخارجية الروسية بعنصر في الحملة الإعلامية لتشوية سمعة السلطات في سوريا، وهي التي كانت وراء الذريعة للغرب باتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية، ومهاجمة أهداف حكومية سورية.

رسالة إلى أطراف الصراع

يرى غسان إبراهيم المعارض للحكومة السورية من لندن، بأن هذا الدعم هو رسالة للأطراف المنخرطة في العمل العسكري والسياسي في سوريا، وأن المشهد لن يتغير بسهولة، ويقول: إن الولايات المتحدة تراجعت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وبالتالي من الطبيعي أن يكون لها تواجد ليس فقط في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، بل في المناطق الأخرى أيضا، وأن ما حدث في سوريا بعد التقدم العسكري للحكومة، لا يعني نهاية المطاف، بل أن العملية السياسية هي من تحدد مستقبل سوريا.

ويضيف:

هي رسالة للجانب الروسي والإيراني والتركي، بمعنى أن المشهد يحتاج إلى تعاون وتنسيق دولي، وهذا ما أكده المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا، حيث التقى مع الحكومة ومع المعارضة، وهذا يأتي ضمن كل هذه التطورات، والولايات المتحدة مستمرة في دعم الخوذ البيضاء والمعارضة بشكل أو بآخر، ولا أعتقد أن هذا جديد على المشهد السوري.

"الخوذ البيضاء" ذراع استخباراتي وأمني

يعتقد منسق العلاقات العربية الألمانية في البرلمان الألماني، عبد المسيح الشامي، أن تمويل الولايات المتحدة للخوذ البيضاء يأتي ضمن تمويل المجموعات الإرهابية، والتي هي ذراع أمني واستخباراتي وتجسسي للمخابرات الأمريكية والبريطانية، ويؤكد: الدور الذي قامت به الخوذ البيضاء في بناء مبررات للقصف الذي قامت به الولايات المتحدة على سوريا، هو خير دليل على دور هذه المنظمة بالنسبة لأمريكا وبريطانيا، وهذا هو العنوان الرئيس لهذا التمويل.

ويرى بأن حديث الولايات عن حقوق الغنسان ما هو إلا حجة لتمرير مخطاطاتها السياسية، ويتحدث عن ذلك: الولايات المتحدة لم تكن ولن تكون مهتمة بحقوق الأنسان، وخير دليل ما حدث في أفغانستان والعراق وليبيا وفنزويلا اليوم، وأعتقد أن غير العاقل فقط هو من يقتنع بأن أمريكا مهتمة بحقوق الأنسان وهي أصلا ترفض الدخول في المنظمات الدولية التي ترعى حقوق الأنسان.

وعن موقف الحكومة السورية بهذا الشأن يقول الأستاذ عبد المسيح: هناك موقف تقليدي من الحكومة السورية تجاه هذه القضية، وتعتبره تمويل للأرهاب وتعزيز للدور غير الطبيعي لهذه المجموعات في سوريا، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة ليست مهتمة بعودة السلام والهدوء إلى الداخل السوري، فهي تحاول زعزعة الأمن من خلال دس هذه المجموعات وتمويلها، وربطها بمشاريع وهمية مغطاة بأسماء رنانة، لكي تستطيع البقاء داخل سوريا.

ويستطرد الشامي:

الخوذ البيضاء كان لها دور كبير في مسرحيات الكيماوي، وهو الدور الأساسي المنوط بها، وهو تقديم مسرحيات وهمية وكاذبة بأن النظام السوري يقوم بقصف المناطق بأسلحة كيماوية، وهناك عمليات حربية شنت على سوريا تحت هذه الذرائع، وروسيا تعي تماما هذه القضية، وساهمت بشكل كبير في إظهار الحقيقة، وتابعت هذه الأمور عن كثب، وقدمت إلى المنظمات المعنية عدة أشخاص، اعترفوا بأنهم كانوا جزءا من هذه المسرحية، واعترفوا بان الأمر مفبرك كليا، ولا يوجد أي كيماوي، لذلك فأن مخاوف موضوعية جدا.

دعم لا يبشر بالخير

ويعتقد الباحث والموثق لأعمال الخوذ البيضاء خالد سكاف أن هذا الدعم لا يبشر بالخير، وأن ما وراء هذا الدعم مسرحية جديد ستستغل على الساحة الدولية، ويقول: من خلال البحث والتوثيق لنشاط منظمة الخوذ البيضاء، يتأكد بأن الدعم عندما يتم من خلال أي جهة ما وليس فقط الولايات المتحدة، لسبب وجود طبخة أو مسرحية جديدة على الساحة الدولية، وآخر دعم تلقته المنظمة كان من قبل فرنسا،قبل حشد الجيش السوري لقواته استعدادا لمعركة تحرير إدلب، حيث كان هناك تحضير لمسرحية كيماوية، لكن الجانب الروسي فضحه.

وعن الموقف الرسمي للسطات السورية يتحدث خالد: الإدانة السورية لتمويل الخوذ البيضاء كانت واضحة من قبل الخارجية باعتبارها مصنفة كإرهابية في سوريا، وكان لها دور في تزوير الحقائق، من ناحية اتهام الحكومة بجرائم المسلحين.

ويعلق الصحفي والباحث على دور هذه المنظمة في سوريا: منذ عمل الخوذ البيضاء وهي في خدمة السياسة الأميريكة في المنطقة، ووسائل الإعلام الغربية تستمر في استغلال هذه الأكاذيب في خدمة السياسة الأمريكية.

ويستطرد:

نتساءل لماذا لم نسمع حول إدانات الخوذ البيضاء لممارسات القوات التركية في عفرين وجرابلس والباب، بما أنها كانت موجودة هناك، وطالما أن القوات التركية والجماعات المحسوبة عليها قامت بانتهاكات تجاه المدنيين، لذلك فالموضوع مسيس وليس حيادي أو إنساني كما يدعون.

الدعم لتعقيد الوضع أكثر

أما المحلل السياسي والمستشرق كارين جيفورجيان فيرى بأن الأمريكيون مهتمون بتشديد الصراع في سوريا، وخلق مشاكل للاعبين الآخرين، بما في ذلك حليفهم تركيا.

ويوضح: الولايات المتحدة تريد إجراء مزيد من تعقيد الوضع، وهذا يعتمد على الإجراءات المضادة لروسيا وحلفائها، هكذا كان الحال عندما أعلنت الاستفزازات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، وقد تم الإبلاغ عن ذلك مسبقًا، وبالتالي تم إحباط الاستفزاز، وقد أظهر هذا التدبير الوقائي فعاليته.

SputnikNews