جنرال أمريكي كبير يوصي بتسليح قوات سوريا الديمقراطية بعد الانسحاب

وتمثل توصية الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية، الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على آمال الجيش الأمريكي في شراكة دائمة مع قوات سوريا الديمقراطية رغم مخاوف تركيا حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والتي تقول إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الأكراد إرهابيون.

وقال فوتيل في مقابلة "ما داموا يقاتلون ضد داعش ويواصلون الضغط عليهم، أعتقد أنه من مصلحتنا مواصلة تقديم وسائل القيام بذلك".

الجيش الأمريكي وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية في دورية لهم بمدينة الحسكة بسوريا

© REUTERS / RODI SAID

وأضاف فوتيل أنه يتوقع أن تختلف المساعدة الأمريكية المستقبلية لقوات سوريا الديمقراطية بعد أن تسيطر على آخر مناطق ما زالت خاضعة للتنظيم إذ إنها ستواجه بعد ذلك فضفاضة وصعبة التعقب من المسلحين المتشددين الذين من المتوقع أن يشنوا هجمات على غرار حرب العصابات.

وقال فوتيل خلال زيارة إلى سلطنة عمان "عندما ينتشرون على نطاق أوسع فسيتطلب ذلك نوعا مختلفا" من المساعدة.

ولم يعلق مسؤول في البيت الأبيض على تصريحات فوتيل بشأن مستقبل الدعم لقوات سوريا الديمقراطية لكنه أعاد التأكيد على التزام إدارة بالتحالف الأوسع نطاقا لقتال التنظيم.

وأصاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فريقه للأمن القومي بالارتباك وبينهم كبار القادة مثل فوتيل عندما اتخذ قرارا مفاجئا بسحب نحو ألفي جندي أمريكي من سوريا معلنا هزيمة "داعش" هناك.

وجاء القرار مخالفا لتوصيات وزارة الدفاع (البنتاغون) وساهم في استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس بعد ذلك.

كما أثار القرار انتقادا علنيا نادرا من الجمهوريين في الكونغرس لترامب المنتمي لحزبهم.

الرئيس دونالد ترامب خلال قمة المجموعة 20 في بوينس آيروس، الأرجنتين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018

© Sputnik . Vladimir Astapkovich

وقال فوتيل اليوم الجمعة لمحطة (سي.إن.إن) عن قرار ترامب "لم تكن تلك توصيتي العسكرية في ذلك الوقت".

وذكرت رويترز أن قرار ترامب جاء بسبب عرض من تركيا بمواصلة الضغط على "داعش" بمجرد انسحاب الولايات المتحدة.

لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين حذروا من أن أنقرة لن تتمكن من تحقيق ذات النجاح الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية في المناطق التي استعادتها بدعم أمريكي.

وفي الشهر الماضي، حذر بريت ماكجورك الذي استقال في ديسمبر كانون الأول من منصب المبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم "داعش" من أن قوات سوريا الديمقراطية لا يمكن استبدالها كعامل استقرار في المناطق التي كان التنظيم المتشدد يسيطر عليها في سوريا محذرا من أن تركيا ليست شريكا يعتمد عليه.

وردا على سؤال عما إذا كان يوافق على عدم إمكانية استبدال قوات سوريا الديمقراطية سواء بتركيا أو أي دولة أخرى قال فوتيل "سأتفق مع ذلك… هذه مهمة لا يجب أن نضطلع بها منفردين".

وتابع قائلا "حقيقة أنهم (قوات سوريا الديمقراطية) يسيطرون على هذه (الأرض) ويمثلون القبائل… هذا عامل مهم جدا".

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان

© AFP 2018 / STEPHANE DE SAKUTIN

وحظيت المحنة التي تمر بها قوات سوريا الديمقراطية بسبب قرار الانسحاب الأمريكي باهتمام كبير في أوروبا. وقال مسؤول دفاعي كبير طلب عدم ذكر اسمه إن القضية طرحت في اجتماع لوزراء الدفاع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم الجمعة.

وأضاف أن الكثير منهم "يدركون مدى القتال العنيف الذي خاضته قوات سوريا الديمقراطية وعدد من قتلوا منها ولديهم حس بالالتزام يدفعهم لعدم التخلي عنها".

وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية نحو 800 أجنبي قاتلوا مع تنظيم "داعش" ولم يتضح ماذا سيكون مصير هؤلاء في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي. وحذر مسؤول كردي كبير مؤخرا من أن قوات سوريا الديمقراطية قد لا تتمكن من الاستمرار في احتجازهم إذا خرج الموقف الأمني عن السيطرة.

لكن فوتيل قال إنه ليس هناك ما يشير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية ستطلق سراحهم.

وأضاف "يدركون أهمية ذلك… ويدركون ما الذي سيعنيه إطلاق سراحهم".

SputnikNews