أخبار عاجلة

"أنصار الله والتحالف"... ثلاث سنوات من صراع "العصا والإف 16"

لم تكن دول التحالف وربما دول كثيرة في العالم أن تمتد حرب بين جيوش عدة دول نظامية وفصائل مسلحة في دولة منهكة بالحروب ويكبلها العوز والفقر نتيجة سياسات الحكم السابق هذه السنوات، ما الذي حدث وكيف طور الحوثيون أسلحتهم وأنواع الأسلحة التي يمتلكها كل من التحالف وقوات صنعاء، التقرير التالي يلقي الضوء على تلك المرحلة من تاريخ اليمن.

سياسة الأرض المحروقة

قال العميد ركن طيار عبد الله الجفري المتحدث الرسمي باسم القوات الجوية والدفاع الجوي في الجيش واللجان الشعبية المتحالف مع أنصار الله لـ "سبوتنيك"، عندما أعلنت وحلفائها العدوان المفاجىء على اليمن وضعوا في اعتبارهم من البداية استراتيجية وسياسة الأرض المحروقة، والتي استخدمتها إسرائيل مع في عدوان 1967 وفي عدة دول أخرى وكان يصاحبها هالة إعلامية كبيرة جدا تأتي في سياق الحرب النفسية وكما شاهدناه في العراق وفي سوريا وليبيا من جانب الأمريكان وحلفائهم، لكن هذه الاستراتيجية فشلت في اليمن لأننا ندرك طبيعة المعارك وأهميتها الاستراتيجية وخطورتها وأبعادها، لذلك استطعنا التغلب على هذا العدوان من خلال تكتيكات عسكرية بديلة في ظل حرب غير متكافئة  لأن الطرف الآخر يمتلك كافة أنواع الأسلحة المتطورة تكنولوجيا في جميع فروع القوات المسلحة، أمام دولة فقيرة منهكة كانت محتلة لأكثر من 50 عاما، لذا كانت استراتيجيتهم قصف المطارات والموانئ وشاشات الرادار ومنصات إطلاق صواريخ الدفاع الجوي والكهرباء والإمدادات وشبكات الاتصالات".

صاروخ باليستي تطلقه أنصار الله في اليمن

© REUTERS / HANDOUT

امتصاص الضربة الأولى

وتابع المتحدث باسم القوات الجوية بصنعاء أنه تم "امتصاص تلك الضربة لأن لدينا قضية أهم ما يميزها هو العقيدة والتدريب والجاهزية القتالية، ومن خلال التكتيكات العسكرية كحرب استنزاف وحرب عصابات وسياسة والانتقال من موقع إلى آخر مع سرعة البديهية والحركة وإجادة فن الكمائن وضرب الآليات بصواريخ حرارية موجهة، واصطياد عناصر التحالف من خلال عناصر قناصة صنعاء أضف إلى ذلك زرع حقول الألغام".

الأسلحة التقليدية في مواجهة أحدث التقنيات

وأشار الجفري إلى أنه تزامنا مع التكتيكات العسكرية كانت هناك استراتيجية التصنيع والتطوير والتدريب والتأهيل "وأصبح لدينا جيش وطني حقيقي يدافع عن الوطن بعد أن كان لدينا جيش عائلي في السابق، كما استطعنا في وقت الحرب إيجاد البدائل من الأسلحة التقليدية التي أثبتت نجاحها، لذلك كل أسلحتنا التي نواجه بها العدوان اليوم والتي نمتلكها هى أسلحة تقليدية من كلاشنكوف والـ آر بي جي المضاد للدروع  والصواريخ الـlaw المضاد للدروع والدبابات والصواريخ الحرارية "الفورنيد"، والتي اعتمدنا عليها من الناحية التكتيكية لأنها عبارة عن أسلحة تقليدية متواضعة متوفرة دخلنا بها كحرب عصابات.

وأضاف الجفري "أفشلنا مشروع العدوان في ظل امتلاك العدو لسلاح جو حديث ومتطور مثل الـ f16، والفانتوم والميراج والتورنيدو، بالاضافة لأسلحة الطيران مثل القنبلة النيترونية والقنابل العنقودية وبعض القنابل الارتجاجية والصواريخ الموجهة بالليزر مثل التي تم استخدامها في ليبيا عام 2011  وهى من الأسلحة الحديثة باهظة الثمن، حيث قدرت بعض الإحصاءات عدد الطلعات الجوية لطيران التحالف بما يقارب 500 ألف طلعة جوية وأكثر من 1 مليون صاروخ توما هوك وغيره من الصواريخ الحرارية والمضادة للمنشآت الحيوية والمباني العامة، وهناك تدمير يقارب 80 % للبنية التحتية باليمن".

مسلحو جماعة أنصار الله في اليمن

© AP Photo / Hani Mohammed

ولفت المتحدث باسم القوات الجوية بصنعاء إلى أن "ما كان يمتلكه الجيش واللجان الشعبية في بداية المعركة هى أسلحة تقليدية بسيطة استطاعت أن تغير المعادلة على مسرح العمليات وأثبتنا للعالم أن أسلحتهم الحديثة والمتطورة والباهظة الثمن والتي كان يروج لها تجاريا لأجل البيع هى فاشلة وهذا ناتج عن تحكم القطب الواحد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة التي كانت تواجه هذا المشروع الاستعماري الإمبريالي والذي نهب ثروات المنطقة".

المسير… بديل القوات الجوية

وأوضح المتحدث باسم القوات الجوية بصنعاء، بالنسبة لسلاح الجو المسير والذي ثارت حوله تلك الضجة الإعلامية مؤخرا قال:"هذا السلاح يعد البديل والرديف للقوات الجوية التي تم تدميرها في بداية الحرب حيث تم تدشين أول عملية لهذا السلاح في 9 يناير من العام 2018 احتفلنا بمرور عام على بداية استخدام السلاح المسير بالإعلان عن الطائرة قاصف1 ،قاصف k2، والتي نفذت العملية على قاعدة العند الجوية في محافظة "لحج"، كما كانت هناك أنواع أخرى تم الإعلان عنها من قبل مثل صماد 1 وصماد 2  والتي استطاعت الوصول إلى قلب عواصم دول التحالف في السعودية والإمارات دون أن تكتشفها وسائل الرادار أو إسقاطها عن طريق وسائل الدفاع الجوي للتحالف، بالإضافة إلى ماسبق من الطائرات المقاتلة هناك طائرات أخرى تقوم بعمليات الاستطلاع وأخرى تقوم بالتصوير وفي القريب العاجل سيتم الكشف عن نماذج أخرى، نحن أمام عدوان لا يعرف سوى لغة القوة، ونؤكد للعالم أجمع أن كل ما نمتلكه اليوم من أسلحة تم تطويرها وتحديثها محليا بعد امتصاص ضربات التحالف لأكثر من ثلاثة أعوام، وهى بقدرات وكفاءات يمنية خالصة بعيدا عن أي ترهات وما يثار حول إيران هو محض إفتراء، لأننا لا نستطيع إدخال الأدوية والغذاء فكيف بالسلاح.         

المخزون الصاروخي

ومضى بقوله الجفري بقوله "من الأهمية أن أشير هنا إلي جانب مهم جدا أن تطوير الصواريخ البالستية بركان 2H وكذلك بدر واحد و بدر p1 المطور والذي يعمل بالوقود الصلب، والزلزال والقاهر والصرخة تم تصنيع البعض وتطوير البعض منهم من خلال الصواريخ الروسية مثل سكود والفولجا و البتشورا والدوشكا والكفارات التي كانت تمتلك منها اليمن الديمقراطي "الجنوب حاليا" قبل الوحدة كميات كبيرة أثناء حقبة الإتحاد السوفيتي، وحققت تلك الأسلحة المطورة والمحلية الصنع التي بيد الجيش واللجان الشعبية، ما عجزت عن تحقيقه أسلحة التحالف ذات التقنية الأمريكية  العالية ولم تحقق أهدافها على مدى أربعة أعوام من العدوان على اليمن".

صبي صغير يقف على خلفية ركام في تعز، اليمن 18 مارس/ آذار 2018

© AFP 2018 / Ahmad Al-Basha

هشاشة الخارطة السياسية

من ناحيته قال الباحث الاستراتيجي السعودي عبدالله الجنيد إن "توظيف عنصر القوة "السلاح" في احتواء أو إنهاء الأزمات، يستوجب إدراج الجغرافيا السياسية والاجتماعية، وأن  عملية عاصفة الحزم جاءت لإعادة الشرعية "إعادة الاستقرار"، واحتواء الأزمة ضمن حدود اليمن، ومنع تحولها إلى أزمة عابرة للحدود، ولم يكن ضمن المنظور السياسي تطبيق "فرض الاستقرار"، لهشاشة الخارطة السياسية والاجتماعية لليمن".

وأضاف الجنيد لـ"سبوتنيك" أن "التحالف حدد أهدافه بدقة متتالية تتماهى والأهداف الموضوعة، حيث انحصر دور التحالف في تقديم تغير الواقع السياسي، الذي فرضه الاستيلاء على السلطة، وإعادة تأهيل وتسليح القوات اليمنية، وتقديم الدعم الجوي للقوات اليمنية، وتأمين المناطق المحررة، كما شملت عمليات إعادة التأهيل منظومتي القوات الأمنية".

المعركة متعددة النطاقات

وتابع الجنيد، أن "دول التحالف تعتمد عقيدة "المعركة متعددة النطاقات Multi-Domain Battle" ، وهو ما يؤدي لتداخل كل عناصر القوة "سلاح الجو، القوات البرية من دروع ومدفعية، القوات الخاصة، المجوقلة، والمغاوير، وسلاح البحرية"، في تنفيذ عمليات دعم قوات الشرعية بكل الوسائط، وكذلك تأمين السواحل والموانئ، بالإضافة إلى دعم عمليات الإغاثة الإنسانية".

مقاتلات سعودية

© AFP 2018 / Fayez Nureldine

الطائرة UAV

وأوضح الباحث السعودي أن "قيادة التحالف تمتلك الكثير من القدرات، والخيارات في تنفيذ عملياتها العسكرية الداعمة للشرعية اليمنية، وأنها استخدمت ذخائر ذكية في استهداف مخازن سلاح للحوثي، قريبة من التجمعات السكانية، كما استخدمت القذائف الخارقة للتحصينات في عمليات تتبع وتدمير الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى بحوزة الحوثي، كما مثل دخول الطائرات المسيرة عن بعد UAV عنصرا جديدا في عمليات الرصد، أو الاستطلاع، وكذلك في تنفيذ عمليات الاستهداف في وقت لاحق".

مخاوف من الدولة الفاشلة

وأضاف الجنيد أن "استقرار اليمن في حد ذاته أحد الأهداف الاستراتيجية، خاصة أن عدم تحققه يضر بجهود محاربة الإرهاب، وكذلك في تأمين الممرات البحرية، كما أن اليمن يحظى بكثافة سكانية عالية مقارنة ومحيطها في دول شبه الجزيرة العربية، وهو ما يتطلب استمرار التحالف في دعم كل المسارات، "السياسية والعسكرية" المؤهلة لإخراج اليمن من أزمته، وأنه على المجتمع الدولي تفهم خطورة ما قد تمثله اليمن في حال تحولت إلى دولة فاشلة، والصومال على الضفة الأخرى أكبر الأمثلة على ذلك".

SputnikNews