أخبار عاجلة

مهلاً أيها الشهيد المُنتظَر

مهلاً أيها الشهيد المُنتظَر مهلاً أيها الشهيد المُنتظَر

لم يخل الخطاب الإخوانى، منذ بداية أزمة عزل الرئيس السابق محمد مرسى، من فكرة الاستشهاد فى سبيل الله من أجل عودة الرئيس، وهو ما بثه قادة الإخوان فى عقول وقلوب أتباعهم لتأجيج مشاعرهم وإثارة حماسهم، وأصبحت النساء يتشدقن بموضوع الاستشهاد قبل الرجال، وغزت وسائل الإعلام صورة لفتيات فى مقتبل شبابهن يحملن أكفانهن مع ابتسامة عريضة، وتعبيرات الرضا والقناعة تملأ قسمات وجوههن البريئة والندية والمغيبة.. إنها فرحة الاستشهاد!. وتأججت الفكرة مع تفاقم الأحداث حتى طالت الأطفال فانطلقت مؤخراً مسيرة لبراعم نابتة لتوها فى قلب الحياة يحملون أكفانهم دون وعى بالموقف وهم بصحبة أمهاتهم طالبين الشهادة فى سبيل عودة الرئيس المعزول.

المؤسف أن قادة الإخوان مستمرون فى رسم مشاهد العنف والزج بخيرة الشباب فى معارك لهم فيها مآرب خاصة.. فلتكفوا عما تقومون به حقناً للدماء هداكم الله. وعلى السادة مشاريع الشهداء ألا يمتثلوا للأوامر دون وعى فإلى الله ترجع الأمور؛ فلتتفكروا فى تعاليم دينكم ولا تنفذوا توجيهات البشر دون تفكر. ولتسألوا أنفسكم: هل الموت فى سبيل عودة الرئيس السابق شهادة فى سبيل الله؟ وإذا كان هذا صحيحاً- فهل ستكون الشهادة أفضل عند الله من جهادكم فى خدمة آبائكم عند الكبر مثلاً؟ .

مهلاً يا من تلقون بأنفسكم فى التهلكة فلتتفكروا فى دينكم قبل الإقدام على قتل أنفسكم، من أين جاءت قناعتكم بأن الموت فى «رابعة العدوية» أو فى «النهضة» شهادة! حذار أن يكون ذلك انتحاراً وقتل نفس بغير ذنب، فللشهادة شروط منها مثلاً أن يقتل الشهيد مقبلاً غير مدبر. ولتسأل نفسك أيها الشهيد المنتظر.. هل عندما تُقتل ستصل إلى الهدف وسينتشر الإسلام بموتك، وهل سيعود مرسى؟ وإذا عاد مرسى– لا قدر الله – هل ستكون مهمته الأولى فرض الإسلام أو نقل الرسالة السماوية!!.

ولتعلموا أيها القائمون على جماعة الإخوان أن تقديمكم لهؤلاء الضحايا نحو الشهادة المزعومة يعد ذنباً كبيراً تقترفونه. فهل المشاريع الاستشهادية الجديدة وكل من استباح القتل وأزهق الأرواح البريئة بغير ذنب على دراية كافية بتعاليم ديننا الحنيف!!. أتمنى على الجميع ضبط النفس، وإلا تحولت مصرنا الحبيبة إلى أرض أشباح تعج بأرواح القتلى الأبرياء من مدنيين من كل الفصائل أو رجال أمن وجيش.. فرفقا بمصر وأهلها ومُريديها.

SputnikNews