منذ أن قامت فيسبوك بالاستحواذ على تطبيق واتساب حَدثَت قفزات كبيرة جدًا في نمو قاعدة مستخدميها، وتمت إضافة ميزات كثيرة قلبت موازين عالم التراسل والتواصل الاجتماعي للأبد.
ونجد أنّ بعض المستخدمين ربما تساءَل يومًا ما هي آلية ربح هذا التطبيق بالرغم من مجانيته وعدم تضمينه للإعلانات، الجواب على هذا السؤال ربما كان مبهمًا بعض الشيء، واليوم أتى الجواب بشكل رسمي بإطلاقها لنسخة من التطبيق مخصصة للأعمال تستهدف بها الشركات الصغيرة والناشئة على التواصل بشكل أفضل مع عملائِها.
فما هي هذه الخدمة؟! وما الذي ستضيفه؟! والأهم ما فائدته للشركات؟! الكثير من الأسئلة ستجد الإجابة عليها في هذا المقال
ما هو تطبيق WhatsApp Business؟ وهل أحتاج إلى تحميله وتثبيته في هاتفي الذكي؟!
التطبيق موجه بشكل أساسي للشركات والأعمال الصغيرة التي تتواجد على الإنترنت أو خارجه، بمعنى إذا كنت صاحب عمل مهما كان نوعه “بقالة، مخبز، تاكسي، مشغل ملابس … إلخ” فإنّ التطبيق مناسب لك بشكل مثالي للتواصل مع زبائِنك بطريقة أكثر كفاءةً، وبشكل فوري وسريع.
ما هي مميزات هذا التطبيق؟! وما هو وجه الاختلاف عن التطبيق الأساسي؟!
الاختلاف الرئيسي بين هذا التطبيق والتطبيق الآخر الذي نستخدمه يوميًا، هو أنّ الحساب يتم إنشاؤه بشكل أساسي لغرض التواصل المهني والاحترافي بينك وبين عملائِك، بغض النظر عن فحوى الرسائل التي ترسلها إلّا أنّها يجب أن تكون احترافيةً وتبرز ما تفعله للتواصل مع عملائِك وكسب عملاء جُدد.
أمّا عن المميزات، فإنّ التطبيق لديها عدد من المميزات أهمها:
ملف النشاط التجاري Business Profile: يتيح لك التطبيق إنشاء ملف لنشاطك التجاري بشكل احترافي يتضمن معلومات مفيدة لزبائِنك على غرار عنوانك، ووصف لنشاطك التجاري وبريدك الإلكتروني وموقعك الإلكتروني.
التنبيهات الآلية Automated Messages: تستطيع أن تُعيّن تنبيهًا آليًا يُظهِر لزبائِنك أنّ نشاطك التجاري هو “خارج أوقات العمل” عندما لا تستطيع الإجابة، وبالتالي يمكنهم أن يتوقعوا متى سيتلقون ردًا منك، كما يمكنك إنشاء رسالة ترحيبية لتعريف الزبائن بنشاطك التجاري.
الردود السريعة Quick Replies: تتيح لك الردود السريعة حفظ الرسائل التي غالبًا ما ترسلها، فتتمكن من استخدامها مجددًا للرد على الأسئلة المشابهة بوقت أسرع.
إحصائيات المراسلة Messaging Statistics: تتيح لك الإحصائيات الاطلاع على البيانات الهامة على غرار عدد الرسائل التي تم إرسالها وتسليمها، وتمت مشاهدتها بنجاح.
هل التطبيق مجاني؟! وهل سيكون هنالك رسوم مفروضة على استخدامها؟!
في الوقت الحالي لا رسوم تم فرضها سواءً عند تنزيلها وتثبيتها أو عند الاستخدام الفعلي، فكما قالت الشركة فإنّ التطبيق موجه بشكل أساسي للشركات الصغيرة والمتوسطة والأعمال المحلية.
ولكن مع ذلك فإنّ التطبيق لديها خُطط لفرض رسوم استخدام على الشركات الكُبرى مثل: شركات الطيران ومواقع التجارة الإلكترونية والبنوك، بالإضافة لتوقيعها شراكات – في المستقبل – مع لاعبين كِبار على غِرار خدمة تقديم المحتوى المرئي نتفليكس للاعتماد عليها بشكل مباشر في تحقيق الأرباح.
كيف أتأكد أنّ الحساب موثوق وليس زائفًا؟!
بمثل ما تفعل فيسبوك وتويتر في حساباتها على منصاتها المختلفة، فإنّ “الزر الأزرق” هو العامل الأساسي للمستخدم في معرفة أنّ هذا الحساب حقيقي، وستعمل التطبيق على إعطاء الحسابات علامة الثقة “الزر الأزرق” بمجرد التأكد من أنّ رقم هاتف الحساب يتطابق مع رقم هاتف المجال التجاري، بالإضافة لبعض الإجراءات الأخرى التي يجب أن يقوم بها صاحب العمل التجاري لتأكيد أنّ عمله حقيقي بالفعل.
ماذا عني كمستخدم؟ هل لدي سلطة التحكم فيما يرد إلي من رسائل وهل يمكنني منعها؟!
نعم! تستطيع السيطرة بشكل كامل على الرسائل التي تتلقاها، وإذا كنت لا ترغب في تلقي رسائل من أي رقم، يمكنك حظره بشكل فوري، وهذا ينطبق على الشركات أيضًا إذا لاحظت أنّ شركة أو نشاط تجاري ما بدأ في إرسال رسائل لك بشكل متكرر وغير مرغوب فيه، فلديك خيار الإبلاغ عنه بشكل فوري وسيتم التعامل مع هذه الشركة عن طريق القائمين على التطبيق.
أي المنصّات يتوفر عليها التطبيق؟! وهل متاح في جميع أنحاء العالم؟!
حتى الآن تم إطلاق التطبيق بشكل حصري على الأجهزة العاملة بنظام الأندرويد، مع توفر نسخة لسطح المكتب Desktop، أمّا عن الدول المتاح فيه التطبيق فإنّ الإطلاق – حتى الآن – شمل دول إندونيسيا وإيطاليا والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، مع الوعد بتوفيرها لباقي دول العالم في الأسابيع القادمة.
تعليق إضافي من الكاتب:
لماذا تحتاج فيسبوك لتطبيق إضافي ولديها بالفعل عدة تطبيقات أخرى يتربعون على العرش، ولا مجال لمنافستها بأي حال من الأحوال؟!
حسنًا … إذا عكسنا السؤال وهو لماذا لا تستفيد فيسبوك من قاعدة المستخدمين الهائلة لتطبيق واتس آب في تحقيق بعض الإيرادات والأرباح المالية الإضافية؟!
عند تحليل السؤال الثاني أعلاه، نجد أنّ فيسبوك أخيرًا اتخذت الخطوة الصحيحة في الاستفادة من التطبيق منذ استحواذها عليها، كون التطبيق مجاني ولا يحمل إعلانات في جنباته فإنّ الشركة كانت متخوفةً بشكل صريح في استغلال التطبيق – الناجح جدًا – لتحقيق الأرباح بشكل مباشر، ولكن بهذه الطريقة الجديدة تجنبت غضب المستخدمين، وفي نفس الوقت ستجلب مستخدمين جُدد لهذه المنصة.
فإذا نظرنا لعدد المستخدمين النشطين لتطبيق واتس آب نجد أنّ مارك زوكربيرج كان يجلس على منجم ذهب، وبالتالي طُرق الاستفادة من هذا المنجم كان أكثر ما يؤرق باله، وفي نفس الوقت لم يستطيع المخاطرة بفقدان الثقة الكبيرة التي أولاها له مستخدم التطبيق بعدم إزعاجه بالإعلانات والنوافذ المنبثقة التي أكثر ما يكرهها أي مستخدم لمنصّات التواصل الاجتماعي.
والآن مع هذه الخطوة الجديدة – الذكية جدًا – فإنّ مارك زوكربيرج أخيرًا بدأ الخطوة الأولى في تحصيل المبلغ الضخم الذي دفعه عند الاستحواذ على التطبيق، فيكفي أنّ هنالك أكثر من 80% من الشركات الصغيرة في الهند والبرازيل تعتمد على التطبيق بشكل رئيسي في التواصل مع عملائِها، فتخيل عزيزي القارئ عند انتشار هذا التطبيق في جميع أرجاء العالم كم الأرباح التي يجنيها مارك زوكربيرج؟!
المصدر : الموجز