كعادتهم عشية الاحتفال برأس السنة الميلادية، تجمع الأصدقاء الثلاثة داخل محل بيع الخمور يملكه أحدهم بمنطقة العمرانية، إلا أن رصاصات الغدر بدلت السيناريو المعتاد، وسقط اثنان منهم جثتين هامدتين، ولعبت الصدفة دورا في نجاة الثالث و3 أطفال.
عقارب الساعة كانت تشير إلى الثانية والنصف فجرا، استأذن "رؤوف" صديقيه "أشرف"، وشقيقه "عادل" لترتيب بعض مشتملات محل الخمور الذي يملكه، وطالبهما بانتظاره لاستكمال حديثهم في ليلة رأس السنة، خاصة مع حضور أطفال صديقيه الثلاثة.
هدوء يسود شارع الدكتور القريب من كنيسه ماربولس، قطعه صوت دراجة نارية "توك توك"، ترجل منها مُلثم، فتح النار على المحل، أصوات الطلقات أثارت ذعر "رؤوف" الذي هرع لاكتشاف مصدره، ليجد صديقيه غارقين في بركة من الدماء، حسب شهود عيان.
احتضن مالك المحل الأطفال الثلاثة؛ لحمايتهم من طلقات الرصاص التي اخترقت جسدي الأبوين، مطالبهم بعدم الخوف، وأن الأمور ستكون على مايرام، في الوقت الذي لاذ الجاني بالفرار عقب تنفيذ مخططه.
خلال دقائق معدودة، تجمع أهالي المنطقة المكتظة بالسكان أمام المحل، ليجدوا الشقيقين "أشرف" و"عادل" غارقين في بركة من الدماء، إلا أن أحدهما لا يزال على قيد الحياة، أسرعوا لنقله إلى مستشفى أم المصريين في محاولة لإنقاذه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته بطلقات بالجسم، ليلحق بشقيقه في أول أيام العام الجديد.
انتقلت قوات الشرطة بقيادة اللواء إسماعيل رجب، مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع الغرب، إلى محل البلاغ، وفرضت طوقا أمنيا بمحيط المحل انتظارا لوصول النيابة العامة والمعمل الجنائي لمناظرة الجثة والتحفظ على فوارغ الطلقات.
فور وصول فريق البحث الجنائي بقيادة المقدم علي عبد الكريم، وكيل فرقة الطالبية والعمرانية، والمقدم محمد داوود، رئيس مباحث العمرانية، عمدا إلى مناقشة شهود العيان، وتفقد المحلات التجارية المجاورة لمسرح الجريمة؛ بحثا عن كاميرات كراقبة رصدت تفاصيل الواقعة.
لم يكن اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، قد غادر مكتبه بعد -لمتابعة تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية- موجها اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى يضم ضباط البحث الجنائي وقطاع الغرب ومكافحة جرائم النفس بالإضافة إلى قسم العمرانية.
وشدد "سعد" على تتبع خط سير الجاني من خلال المشاهدات وأقوال شهود العيان، والمعاينة الدقيقة للمحل، وفحص علاقات مالك المحل والقتيلين؛ للوقوف على أبعاد الحادث.
المصدر : مصراوى
