عنوان المقال: تعالوا انتوا احكموا
بعد اعلان ترامب المشؤوم نقل السفارة الأمريكية في القدس واعترافه رسمياً بأنها عاصمة لدولة الاحتلال، وهو قرار لم يتخذه هو، وإنما اتخذ وصدق عليه الكونجرس الأمريكي منذ العام 1995 ، وكان يؤجل كل ستة اشهر من قِبل كل رئيس امريكي حكم منذ ذاك الوقت حتى الآن، حتى اتخذ القرار ترامب، فتفجرت شوارعنا الفلسطينية بكافة اطيافها واعادت لحمة الشعب والتنظيمات والسلطة، حيث اتفق الجميع على رفض مثل هذا القرار، وانتفضت ايضاً الشوارع العربية والاسلامية وحتى المسيحين في الدول العربية والاجنبية انتفضوا ورفضوا القرار فالشكر للجميع، ولا داعي للشكر في نفس الوقت حيث أن القدس هي أرض الديانات، وواجب على الكل أن يحافظ عليها، وأن يلتزم بالقرارات الدولية التي صدرت بحقها، والتي وافقنا عليها من أجل انهاء حقبة من مواجهة المحتل على مضض.
ومن المثير للسخرية خروج بعض الكُتاب الصحفيين العرب والفلسطينين وبعض النشطاء مطالبين منظمة التحرير والسلطة بالنظر في الاتفاقية التي نقضها المحتل بعد سنوات قليلة من التوقيع عليها، ومطالبين مؤسسة الرئاسة بقرارات هامة تجاه المحتل وامريكا، نعم أنا أيضاً معكم ولكن هل الدلائل على الأرض توحي بأن أي قرار عاطفي من قِبل مؤسسة الرئاسة سيؤتي ثماره ويحرر القدس دون التوجه عبر القنوات الرسمية وخلق جبهة صلبة تُساندنا في الوقوف ضد اميركا وربيبتها، وتشكيل جبهة رسمية دولية وليست جبهة شعبية فقط حيث الشعوب وعاطفتهم لا يُراهن عليها فهي كالبركان بعد ثورتها سريعاً ستخمد!! .
على اخوتنا الكُتاب العرب مشكورين والنشطاء أن يمهلوا مؤسستنا الرسمية الوقت الكافي حتى تستطيع أن تشكل تلك الجبهة للوقوف في وجه هذا العدوان وإلا فلتأتوا وتحكموا أنتم لنرى ما في جعبتكم من حلول سحرية.
أمير المقوسي
ameeram51@yahoo.com