لا شك أن الذهب يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة عالمياً، وعلى المستوى الفردي أيضا فهو يعتبر من بين أكثر السلع الاستراتيجية الرائجة والمتداولة حالياً، كما يعد الذهب من أكثر المعادن القابلة للاحتفاظ لمواجهة أي تداعيات أو تقلبات غير متوقعة بالسوق العالمية، فيمكن اعتبار الذهب من بين الاستثمارات الناجحة والآمنة التي يمكن أن للدول أو الأفراد التوجه إلى الاستثمار من خلالها للحفاظ على أموالهم .
العوامل المؤثرة على تحركات أسعار الذهب
هناك العديد من العوامل المؤثرة بشكل رئيسي على أسعار الذهب، ويمكن لأي شخص عادي أن يلمس التغيير الملحوظ بشكل يومي أو أسبوعي على أسعار الذهب، ويرجع هذا التغيير والتذبذب بأسعار سوق الذهب إلى العديد من العوامل ولعل أبرز هذه العوامل: سوق العملات .
تؤثر العملات بشكل رئيسي على سوق الذهب ، حيث أنّ أي تراجع لأسعار العملات في دولة ما نتيجة لأي عوامل سلبية في تلك الدولة، مثل التضخم الكبيرالذي قد يحصل لاقتصاد الدولة، ما يؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب من منطلق أنّ الكثير من المستثمرين يلجأون إلى الإستثمار من خلال شراء الذهب كوسيلة آمنة للاستثمار، ولتجنب أي مخاطر محتملة قد تحدث في السوق الاقتصادية لهذه الدولة، هذه الخطوة من قبل المستثمرين تؤدي بشكل ما إلى زيادة الطلب على معدن الذهب في هذه الدولة وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، و تتراوح كمية الارتفاع حسب حجم الطلب على الذهب من قبل كبار المستثمرين .
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التضخم في الدول، ولعل من أبرز هذه الأسباب هي أسعار النفط العالمية، حيث يؤثر بشكل سلبي على أداء الحكومات، ويضطرها إلى طباعة المزيد من العملات الورقية، هذا الأمر يؤدي إلى اتجاه الأفراد إلى الاحتفاظ بأموالهم عن طريق شراء الذهب أو أي معادن أخرى، ولكن المعدن الرئيسي الذي يتجه إليه أغلبية الأفراد الذهب بالتأكيد .
الاستثمار في سوق الذهب
لا شك أن الإستثمار بسوق الذهب يعتبر الأكبر من بين جميع الإستثمارات، وتعود ثقة المستثمرين بمعدن الذهب إلى أنّ الذهب يعتبر وسيلة آمنة خاصة عند حدوث تقلبات أو إضطربات في بعض الأسواق، ولا ننسى أيضاً المرابح الكبيرة التي تعود على المستثمرين في مثل هذه الإستثمارات، كذلك فالذهب يبقى محتفظاً بقيمته ويعتبر من بين أكثر المعادن ثباتا في القيمة فكما نعلم فهو لا يتأثر بعوامل التخزين من ضرر أو تلف ويبقى محتفظاً بقيمته إن لم يرتفع أكثر .
ومن بين العوامل أيضا والتي تجعل المستثمرين يتجهون إلى معدن الذهب دوناً عن غيره هو سهولة التعامل معه، فأنت كمستثمر من السهل جداً عليك بيع أي كمية من الذهب، بأي وقت تريد، وتسترد القيمة، وبخاصة أنّ الأسعار تكون محددة عالمياَ، وبهذا يكون الذهب في هذا المجال أسهل من أي نوع آخر من الإستثمارات .
وقد يخطر ببال أحدنا سؤالاً حول سبب الاستقرار في أسعار الذهب في بعض الأحيان، مع وجود اختلاف واضطرابات بأسعار العملات؟ والسبب في ذلك يعود إلى الشعبية التي يحظى بها الذهب في مجال الإستثمار، والإقبال الكبير عليها في حال حدوث أي اضطرابات، أو تقلبات في الأسواق الإقتصادية، حيث تكون العملات الورقية المستخدمة قابلة للتلف أو التضرر بفعل عوامل معينة، بعكس الذهب الذي يعتبر معدناً غير قابلاً للتلف بسهولة، كما أنّ كميته محدودة لجميع الدول .
سبب آخر لإستقرار أسعار الذهب في ظل تقلبات العملات، هو السعر الثابت لمعدن الذهب في كل مكان، فكما نعلم هو مرتبط بسعر الدولار الأمريكي بشكل وثيق، ولا يخضع لتقلبات العملات في أي دولة أو عملة محلية مما يجعله أكثر استقراراً .
في الختام نؤكد أن الذهب كان وما زال وسيبقى أحد أهم أعمدة الاقتصاد للدول والإستثمارات لكبار الدول والمستثمرين .