مع إقتراب شهر رمضان المبارك ، نتذكر محمد متولي الشعراوي رحمه الله عليه الذي كان من أبرز علماء الدين ومن أشهر مفسري القرآن . ولد في الخامس عشر من أبريل عام 1911 مركز ميت غمر – محافظة الدقهلية حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية ، ثم ألتحق بمعهد الزقازيق الديني ، ثم بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف وحصل منها عام 1941 على شهادة العالمية ودرجة الليسانس وعمره ثلاثون سنة . ثم حصل سنة 1942 على إجازة التدريس .
تدرجه الوظيفي : إشتغل 8 سنوات مدرساً بالمعهد الديني في كل من طنطا والزقازيق والأسكندرية . ثم أعير في عام 1950 إلى المملكة العربية السعودية لتدريس الطلبة العلوم الدينية لمده 13 سنة حتى عام 1963 ، عاد بعدها إلى مصر ليشغل منصب سكرتير شيخ الأزهر لمده عام واحد أعير بعده ضمن بعثة الأزهر إلى الجزائر من 1964 حتى 1970 . وفي عام 1970 عاد إلى مصر حيث قضى سنتين شغل فيهما منصب مدير أوقاف محافظة الغربية ، ثم منصب وكيل الجامع الأزهر . وفي عام 1972 أعير مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية وقضى فيها 4 سنوات حتى عام 1976 . وأستدعته الحكومة المصرية ليعين وزيراً للأوقاف في وزارة ممدوح سالم من 1976 حتى 1978 حيث خرج من الوزارة ليتفرغ للعمل الذي يؤثره على كل عمل سواه في الدعوة الإسلامية حتى لقب بحق “إمام الدعاة” .
وكانت أهداف دعوته ، كيف السبيل لتنهض الأمة الأسلامية من كبوتها ؟ وما السر في تخلفها حتى أصبحت تتبع أهواء شتى ؟ سبب ذلك إهمالها فكرة الدين ، فالدين هو الذي يبدد الأهواء ويطمسها ويجعلنا نتبع هوى واحدا ، ومادمنا نتبع هوى واحد فلن نختلف فيما بيننا أو يقاتل بعضنا بعضاً كما يحدث الآن .
معاركه الفكرية
1- رفض تأكيد الشيخ محمد سعاد جلال أن الشورى ملزمة في الإسلام .
2- أتهم توفيق الحكيم بالشطط والجموح في نشر أحاديثه مع الله .
3- إختلف مع د. زكي نجيب محمود في تفسير حديث نبوي .
4- رفض أية محاولة للتفاهم بين الفلسفة والإسلام .
والشيخ الشعراوي كان لا يكتب محاضرته ويفضل أن يلقيها على ناس شفاهة ، ويقوم تلاميذه بتفريغها من شرائطها ويعيدون كتابتها حيث تنشر .
ويقول الشيخ الشعراوي موضحاً منهجه في التفسير : خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن ، وإنما هى هبات تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات ، ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر ، لكان رسول الله صلي عليه وسلم أولى الناس بتفسيره ، ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم إكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم .
ويعتبر الشيخ الشعراوي لسعه علمه وقوة حجته وتدفقه في الحديث مثل تدفق الماء من الصنبور ، وكان بارع في الشعر وله العديد من الخواطر على سبيل المثال :
– إذا رأيت في غيرك جمالاً ، فأعلم بإن داخلك جميل .
– أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ، وألا يصل أهل الدين إلى السياسة .
– الله سبحانه وتعالي يعرف مافي نفسك ، ولذلك فإنه يعطيك دون أن تسأل .
– إذا رأيت فقيراً في بلاد المسلمين فإعلم أن هناك غنياً سرق ماله .
– إذا أهمك أمر غيرك ، فأعلم بأنك ذو طبع أصيل .
توفي فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في عام 1998 ، وكان من أشهر رجال الدعوة في النصف الثاني من القرن العشرين ، وستظل أحاديثه باقية على مر الزمان .
المصدر : أعلام الفكر العربي ، ويكيبديا