ما زالت الشرطة تحقق فى جريمة قتل وحشية ارتكبها طباخ أسترالي يدعى "ماركوس فولك" ضد زوجته المتحولة جنسيًّا "مايانج براسيتيو"، البالغة من العمر 27 عامًا، بشقته بمدينة "بريزبان" في ولاية "كوينزلاند" الأسترالية.
قامت علاقة الزوجين منذ البداية على المصلحة، حيث تزوجته "براسيتيو" لتحصل على تأشيرة أسترالية، وفي المقابل وافق هو على الزواج منها لتساعده في تسديد ديونه التي تجاوزت 9 آلاف دولار أمريكي، وفقًا لما ذكره موقع "الديلي ميل" البريطاني.
وتعود جريمة القتل تلك إلى أكتوبر عام 2014 عقب أيام قليلة من مشاجرة عنيفة وقعت بينهما بسبب تهديد المتحولة جنسيًّا لزوجها بفضحه لدى أسرته إذا ما تركها، واتهامه بأنه كان يقدمها لرجال آخرين، وهو ما أغضب "فولك" الذي همَّ بقتلها بعد سلسلة من المعارك. قبل يومين من العثور على جثة الزوجة، استيقظ الجيران على صوت صراخ السيدة "براسيتيو"، واستمر الصراخ لمدة تتراوح ما بين 30 إلى 40 دقيقة، وهو ما أكدته أيضًا "إميلي كوبر" مساعدة الطبيب الشرعي، مضيفة أن "فولك" قتل نفسه بعدما طاردته الشرطة.
وتابعت "كوبر" للمحكمة: "بعد مداهمة الشرطة كان السيد فولك يجلس على الأريكة ويحدق مباشرة إلى الأمام ولم يكن له أي رد فعل على الإطلاق"، وأضافت: "الجيران سمعوا السيدة براسيتيو تصرخ وتدعوه بالغبي وتقول له أشياء أخرى مثل (لا أستطيع أن أصدقك)".
نشبت المعركة مرة أخرى في صباح اليوم التالي الساعة 1:30 صباحًا، وكانت آخر مرة سمع فيها صوت السيدة "براسيتيو" وتعتقد الشرطة أنها قتلت في هذا اليوم، حيث بدأت رائحة جسدها المتحلل تفوح بعد ساعات. في الساعة السادسة من نفس اليوم المشئوم، ذهب "فولك" ليشترى قفازات ومادة مبيضة وفرشاة تنظيف وأكياس قمامة ومناديل وطبق غسيل، ثم استقل سيارة أجرة إلى مستشفى الملكة "بريسبان" لعلاج قطع في يده.
وعلى الرغم من أن "فولك" أكد لسائق السيارة الأجرة أنه أصيب بالجرح أثناء تقطيعه للبصل؛ فإنه أخبر موظفى المستشفى بأن صديقته أصابته بالجرح خلال معركة نشبت بينهما. في الساعة 12 والربع من مساء يوم 4 أكتوبر، ذهب "فولك" لشراء ساطور وأخذ يقطع به جثة "براسيتيو" ويعبئها في أكياس القمامة، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم حاول طهي جسدها للتخلص من جميع الأدلة، فوضع قطع جسدها بوعاء ضخم من الماء المغلي على الموقد الكهربائي، ولكن حدث ما لم يكن متوقعًا.
فوجئ "فولك" بانقطاع التيار الكهربائى عن الموقد، وسمع انفجارًا بالفرن ثم انطفأت جميع الكهرباء بالشقة، وهو ما جعله يتصل بالسيد "براد كوين" لطلب فني يساعده في استعادة التيار الكهربائي مرة أخرى، ومن ثم إكمال جريمته. بعد بضع ساعات وصل السيد "كوين" إلى الشقة، ولكنه سأله حول الرائحة الكريهة وسببها، فقال له: "أنا أطهو مرق الخنزير"، ولكن "كوين" بينما كان يتجول في المنزل لإصلاح الكهرباء، رأى أكياس القمامة وزجاجات من المواد الكيميائية والقفازات المطاطية، وهو ما جعله يشعر بشيء مريب.
"ذهبنا إلى الحمام وكان يوجد به غسالة، ولكني لم أكن أعرف وقتها أن أجزاء من جسد زوجته توجد بداخلها مثل رأسها والذراعين"، هكذا حكى "كوين" لموقع Scottish Daily Record الأسكتلندي. شاهد أيضا صور وفيديو| حكاية رجل فقد 50 كيلو من وزنه بريجيم «البول» حكاية امرأة اغتصبها زوجها ليلة الزفاف رغبة في «طفل»
بعد عودة التيار الكهربائي أخذ "كوين" يختبر الموقد، ولكنه لم يعرف أن قدمي السيدة "براسيتيو" كانتا نصف مطبوختين بوعاء ضخم مغلق على الموقد، ومع ذلك شعر بشيء غريب وبعدما خرج تحدث مع مدير المبنى الذى طلب الشرطة فورا للتأكد مما يحدث.
وصل الشرطيان "كونستابل ليام ماكوهيني" وشريكه "كونستابل برايان" إلى الشقة، ووجدا في البداية أن السيد "فولك" متعاون وليس مثيرًا للشكوك، ولكنهم عندما سألوه عن إمكانية تفتيش الشقة قال إنه يحتاج لإبعاد الكلاب ثم أغلق الباب وهرب.
وقال "ماكوهيني" في التحقيق لاحقًا إن الزوج هرب بعدما قاما بمطاردته، وعندما عادا مرة أخرى إلى مركز الشرطة طلب منهما المسؤولون العودة للشقة مرة أخرى والبحث فيها. وجد الشرطيان قدمى "براسيتيو" في الوعاء واعتقدا في البداية أنها مزحة، حيث قال "ماكوهيني" في التحقيق: "اعتقدت أنها نوع من المزاح السخيف في البداية مثلما يحدث في الهالوين أو شيء من هذا القبيل، ولكن عندما شاهدت القدمين معًا أدركت أنها ليست مزحة"، وأضاف: "كان هناك تجمع للدماء في قاعدة الثلاجة". أخذا الشرطيان يتجولان بعدها في المنزل، فوجدا بقايا من جسد زوجته في أكياس قمامة سوداء اللون، فاستدعيا الشرطة إلى مكان الجريمة على الفور.
في الوقت نفسه، كان "فولك" قد قفز من سياج الشرفة فانتشر أفراد الشرطة والكلاب لتفتيش الشوارع المجاورة، وعثر على "فولك" بعدها بوقت قصير مختبئا في منشأة صناعية، وفي جلسة استماع بمحكمة "بريسبان" أوضح أحد الضباط أن "فولك" سحب سلاحًا ناريًَّا وأنهى حياته بنفسه.
وأوضح الرقيب "شون ماكاي" أمام المحكمة اليوم الثلاثاء، أن الشرطة عندما وصلت إلى "فولك" كان مصابًا بجروح في رقبته وإصابات في معصميه، مشيرًا إلى أن الضباط حاولوا تنفيذ عملية الإنعاش القلبي الرئوي ولكنه كان قد تُوفِّي. استغرق مسرح الجريمة أربعة أيام كاملة لتنظيفه من الدماء والرائحة الكريهة ومواد التنظيف والقفازات والسجاد وغيره، ولكن التحقيق شمل جزء منه تحديد دور الشرطة وتورطها في قتل "فولك".
أنقذت السيدة "كوبر" الشرطة من تورطها في قتل "فولك" في اليوم الأخير من التحقيق، حيث أوضحت أنه بالفعل قتل نفسه بعد تهربه من الشرطة، كما أن إجراءات حضور الشرطة كانت مرخصة ومبررة ومساندة بموجب القانون، وقالت: "من الواضح أنه لم يكن هناك أى سوء سلوك من قبل أي من الضباط المعنيين، فلم يكن هناك شىء آخر يمكنهم فعله في ذلك الوقت".
من ناحية أخرى، أوضحت التحقيقات أن "فولك" كان يعاني من الاكتئاب والقلق واضطراب النوم قبل أسبوعين من ارتكابه جريمتي القتل والانتحار، وحصلت الشرطة على سجلات طبية أكدت أنه سعى للحصول على العلاج النفسي في مستشفى "بالارات فيكتوريا" بينما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، ومن المقرر أن يقدّم المحقق "تيري ريان" نتائج تلك القضية يوم الجمعة المقبل.
المصدر : التحرير